آخر تطوّرات الأوضاع المُشتعلة بغزّة.. الهجوم الإسرائيلي العنيف يستمرّ لليوم الثاني والمُقاومة تُواصل قصف المُدن والمُستوطنات بالصواريخ.. شُهداء وجرحى بغارات مُكثّفة والاحتلال يعتقل 19 من عناصر الجهاد بالضفة ومصر تُواصل تحرّكاتها لوقف التصعيد
غزة/ القدس- (رويترز)- ( أ ف ب)- قصفت طائرات إسرائيلية غزة وأطلق مقاومون فلسطينيون صواريخ على مدن إسرائيلية اليوم السبت مع استمرار القتال لليوم الثاني منهيا أكثر من عام من الهدوء النسبي على طول الحدود.
وقالت إسرائيل يوم الجمعة إنها شنت عملية خاصة ضد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وقتلت أحد كبار قادتها في غارة جوية مفاجئة في النهار على مبنى شاهق في مدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الهجمات الإسرائيلية قتلت تسعة فلسطينيين آخرين من بينهم ما لا يقل عن أربعة من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي وطفل وأصابت 79 شخصا.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 19 من عناصر الجهاد الإسلامي في مداهمات ليلية.
وقال الجيش إن المقاومة أطلقت ما لا يقل عن 160 صاروخا عبر الحدود، بعضها في عمق إسرائيل باتجاه المركز التجاري في تل أبيب. تم اعتراض معظم الصواريخ وأصيب عدد قليل من الأشخاص بجروح طفيفة أثناء هروبهم إلى الملاجئ.
وبدأت مصر والأمم المتحدة وقطر في التوسط لإنهاء العنف “لكن لم يحدث انفراجه حتى الآن” حسبما قال مسؤول فلسطيني مطلع على هذه الجهود.
وأدان مسؤول في السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب الهجمات الإسرائيلية.
وقال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ على تويتر” ندين بشده العدوان الغاشم على شعبنا في قطاع غزه من قبل قوات الاحتلال والتي تستهدف المدنيين والاطفال والبنية التحتية ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل وتوفير الحماية لشعبنا ونثمن الجهد المصري المبذول لوقف هذا العدوان”.
ويتوقف تصعيد القتال إلى حد كبير على حركة حماس التي تسيطر على غزة وما إذا كانت ستختار الانضمام إلى القتال.
وتصاعدت التوترات الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت القوات الإسرائيلية قياديا في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، مما دفع الحركة إلى التهديد بالانتقام.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إن الهجمات التي شُنت يوم الجمعة أحبطت هجوما فوريا وملموسا للجهاد الإسلامي.
وساد الهدوء الحدود إلى حد كبير منذ مايو أيار 2021 عندما أسفر قتال عنيف استمر 11 يوما بين إسرائيل والمقاومة عن استشهاد ما لا يقل عن 250 شخصا في غزة و 13 في إسرائيل.
هذا وأعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، مساء الجمعة، مسؤوليتها عن قصف مدينة تل أبيب ومدن المركز وغلاف غزة بأكثر من 100 صاروخ.
وقالت “سرايا القدس”: “في إطار ردها المتواصل على العدوان..سرايا القدس تدك المدن والمستوطنات المحتلة (أسدود، وسديروت، وعسقلان) برشقات صاروخية مكثفة”.
وكانت “سرايا القدس” قد قالت في بيان سابق:”في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء..سرايا القدس تدك تل أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ”.
من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه اعترض 33 صاروخا من أصل 80 أطلقت من قطاع غزة.
هذا وعادت صافرات الإنذار، مساء اليوم الجمعة، تدوي في مدن ومستوطنات إسرائيلية على خلفية إطلاق صواريخ من قطاع غزة، فيما أعلنت مدينة تل أبيب (وسط) عن فتح الملاجئ العامة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: ” في الدقائق القليلة الماضية، تم تفعيل الإنذار في جنوب ووسط البلاد. التفاصيل قيد المراجعة”.
وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن صافرات الإنذار دوت في كيبوتس (قرية تعاونية) ناحل عوز وفي عسقلان ومستوطنات كفار عزة وسديروت ونتيف هعسراه وكرمييه وياد مردخاي وزيكيم (جنوب).
وأضافت: “بسبب الوضع الأمني، أعلنت بلدية تل أبيب – يافا أنها فتحت جميع الملاجئ العامة في عموم المدينة، وفق توجيهات قيادة الجبهة الداخلية (بالجيش الإسرائيلي).
من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي (غالي تساهال): “تم إطلاق 46 صاروخا على إسرائيل في الساعة الماضية، تم اعتراض 33 منها بواسطة القبة الحديدية”.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت سابق ارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 10، بينهم طفلة في الخامسة من عمرها، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح.
תיעוד: יירוטים של רקטות שנורו מרצועת עזהhttps://t.co/jTffYBixuW@NOFARMOS
(צילום: ירין אזולאי) pic.twitter.com/61KafBgrib— כאן חדשות (@kann_news) August 5, 2022
ونعت “سرايا القدس”، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، “القائد الجهادي الكبير تيسير الجعبري “أبو محمود”، قائلة إنه “ارتقى شهيدا في جريمة اغتيال صهيونية غادرة استهدفته في مدينة غزة”.
بدوره قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنية، إن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن “جريمة” قصف غزة واغتيال عدد من الفلسطينيين بينهم القائد في “سرايا القدس” الجناح العسكري لـ”حركة الجهاد الإسلامي” تيسير الجعبري، مشددا على أن الأمور باتت مفتوحة على كل الاتجاهات.
وقال هنية في بيان صادر عن مكتبه، إن “الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة التي ارتكبها عصر اليوم وتداعيات عدوانه على شعبنا”، وفق قناة “فلسطين اليوم”.
وبحسب البيان، تلقى هنية “العديد من الاتصالات على المستوى الأممي والإقليمي لبحث كيفية التعامل مع هذا العدوان الجائر”.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، مساء اليوم الجمعة، يائير لابيد ، أن “إسرائيل ليست معنية بحملة عسكرية واسعة النطاق في غزة ولكنها لا تخشاها أيضا”.
وفي ختام جلسة لتقييم الأوضاع عقدت في مقر الكرياه بتل أبيب، قال يائير لابيد: “أغار جيش الدفاع قبل أربع ساعات بتعاون مع الشاباك على أهداف تابعة لتنظيم “الجهاد الإسلامي” في غزة، وفي هذا الإطار تم القضاء على تيسير الجعبري، وهو أحد من اكبر قائدين للجهاد الإسلامي في غزة”.
وأضاف لابيد: “سياسة هذا الحكومة هي عبارة عن صفر تسامح مع أي محاولة لإطلاق النار، ومن أي نوع، من غزة على الأراضي الإسرائيلية..التنظيمات “الإرهابية” لن تحدد مجرى الحياة في غلاف غزة ولن نقبل بأي تهديد على السكان”.
وأردف: “لن نقبل بأي إملاءات بخصوص أنشطة جيش الدفاع والأجهزة الأمنية أيضا في ساحات أخرى. سيتم اعتقال كل من يجب اعتقاله..سيتم الرد بصرامة على كل محاولة لاستهداف مدنيين أو جنود”.
وأكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي: “تم شن العملية اليوم في غزة ردا على تهديدات حقيقية خرقت مجرى الحياة الطبيعية في الجنوب..إسرائيل ليست معنية بحملة عسكرية واسعة النطاق في غزة ولكنها لا تخشاها أيضا..مهما طال الزمن، سنزيل التهديدات التي وجهت لمواطنينا”.