في كل ندوة حول دعاوى التعايش والتسامح بين الأديان الثلاثة إلا ويبرز ممثل “الطائفة” الإسلامية السيد لحسن السكنفل، والإكثار من هذه الندوات حول التعايش والتسامح بين الأديان يخفي أمورا خطيرة ستهدد الوحدة الوطنية لا قدر الله.
أولا: الظهور المكثف للسيد لحسن السكنفل للحديث عن التعايش والتسامح مع القتلة وليس مع المواطنين المغاربة اليهود، هذا الحضور يمثل خطرا محدقا بالوطن، حيث يبدو السيد السكنفل وكأنه يمثل طائفة مسلمة في المغرب كما في دول الغرب مثلا، وليس المغرب الذي هو بلد الاسلام، أو الغرب الاسلامي، وبلاد إمارة المؤمنين، بلاد الأولياء الصالحين والزوايا والجهاد ضد الاستعمار والاحتلال.
ثانيا: عندما نتحدث عن التعايش والتسامح بين الأديان، فالاديان لا تتسامح ولا تتعايش ولا تتعارف أصلاً، لأن الدين عقيدة، بينما الذي يتعايش ويتسامح هم البشر منهم المتدينون وغير المتدينين، والذي عليه أن يتعايش ويتسامح هو السارق القاتل المغتصب، وهنا نتحدث عن الاحتلال، فهل نطالب من مقاوم للاحتلال أن ينصاع للمحتل ويسلم له بسرقة أرضه وتخريب عمرانه والعبث بمقدساته؟؟
بالطبع لا
والموضوع هنا لا يتعلق بالدين أصلا بل بمقاومة الظلم أنى كان.
ثالثا: الحضور المكثف في ندوات التعايش والتسامح، وهي ليست ندوات للتعايش ولا للتسامح، بل هي شرعنة الظلم بنصوص من دين الحق والعدل (الاسلام)، وقديما قيل: ( احتمى أبوك بالنصوص ومن ثمة دخل اللصوص).
أضف إلى هذا، وهذي نقطة أحسب أنها مهمة جدا، ٱن الإكثار من الحضور في ندوات التعايش والتسامح في زمن لا تسامح فيه ولا تعايش حقيقيين، والظهور بالجلباب المغربي والطربوش الوطني، وممثلا عن الإسلام الرسمي، سيشكل حضورا مضادا وخطابا مضادا من داخل الاسلام، يكفر بالطربوش والوطن والجلباب، نصوص قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة ومصححة، من داخل المنظومة، ونفس النصوص التي يتعبد بها المسلمون ويتقربون بها إلى الله، لأن القرٱن الكريم ليس قصائد لشعراء من قبيل محمود درويش ومظفر النواب وغيرهم، يمكن حذفها من مقررات الدراسة ومن الإعلام.
إنه القرٱن الذي تعهد الله بحفظه ويصلي به المسلمون ويتعلمون ويتعبدون، وحسبك سورة الفاتحة فقط والتفاسير المتفقة في المضمون.
أوقفوا السي السكنفل… أوقفوا العبث بثوابت الأمة المغربية… أوقفوا العبث بوحدتنا الوطنية.
الدكتور نورالدين لشهب