يستعد النجم الأميركي ويل سميث للعودة لأحد أشهر أدواره السينمائية، فقد أعلن حديثا عن الجزء الثاني من الفيلم الشهير “أنا أسطورة” (I Am Legend) إنتاج 2007، ولكن هذه المرة لن يكون سميث وحده، فالنجم مايكل بي جوردان انضم أيضا إلى طاقم الفيلم الذي يكتب نصه السيناريست نفسه كاتب الفيلم الأصلي “أكيفا وغولدسمان” ومن إنتاج “وارنر برذرز” (Warner Bros).
انتظر الجمهور الجزء الثاني من “أنا أسطورة” منذ سنوات طويلة، فالفيلم الذي أخرجه فرانسيس لورانس حظي بإعجاب كل من النقاد والجمهور، واستطاع إزالة الفوارق المعتادة بين السينما التجارية والفنية، بتحقيق إيرادات عالية تخطّت النصف مليار دولار مع رؤية سينمائية مميزة.
كيف سيعود سميث؟
دارت أحداث الجزء الأول من فيلم “أنا أسطورة” في مدينة نيويورك، بعدما قضى فيروس أُنشئ في الأصل لعلاج السرطان على معظم البشرية، تاركا نيفيل الذي أدى دوره ويل سميث آخر إنسان في نيويورك، بالإضافة إلى مسوخ ليلية مرعبة، نيفيل محصن ضد الفيروس، ويعمل على تطوير علاج، وفي الوقت ذاته يحارب من أجل حياته.
حظي فيلم “أنا أسطورة” بفرصة لا تتاح لكثير من الأفلام وهي نهايتان مختلفتان، ففي النسخة الأولى التي عُرضت سينمائيًّا البطل نيفيل يقتله أحد المخلوقات الممسوخة بعدما استطاع إيجاد علاج للوباء بأبحاثه التي قام بها على أنثى هذا المخلوق، ودافع عن علاجه بالتضحية بحياته، ولكن في عام 2008 ظهرت نهاية أخرى للفيلم في نسخة الديفيدي (DVD)، وفيها أثناء الهجوم على المختبر، يعيد نيفيل المخلوقة التي يجري عليها الاختبار إلى المسخ الذي يبحث عنها ويقاتل من أجلها، فيغفر له ويغادر ويترك نيفيل مصدومًا ينظر إلى الصور الفوتوغرافية التي تظهر فيها عينات الاختبار الأخرى من المخلوقات ويكتشف أنه يمثل لها وحشًا قاتلًا، ويظهر ندمه على هذه التجارب التي أجراها على مر السنين.
وفي الصباح التالي يتخلى عن العقار الذي يطوره، ويترك نيويورك باحثًا عن مستعمرة للناجين، ولا نعلم حتى الآن أي من النهايتين ستبنى عليها حبكة الجزء الجديد، وكيف سيعود ويل سميث.
مشروع طال انتظاره
بعد النجاح الكبير الذي لاقاه “أنا أسطورة”، فإن فكرة العودة بفيلم ذي صلة كانت حاضرة بالفعل، ففي عام 2008 أعلن المخرج فرانسيس لورانس عن عمل تدور أحداثه قبل الفيلم الأصلي، وفيه يعود ويل سميث لتأدية دوره، وستكشف الحبكة عن حياة نيفيل البطل قبل انتشار الوباء ويستولي المصابون على نيويورك.
وتم التعاقد على كتابة النص والتفاوض مع لورانس للعودة مخرجا، وناقش ويل سميث الفرضية، حيث تنقل الأحداث من نيويورك إلى واشنطن العاصمة، ولكن الأزمة التي بقيت: كيف سيقدمون الفيلم بطريقة مختلفة؟ ولعدم قدرتهم على إيجاد إجابة لهذا السؤال أُجّل هذا العمل حتى طواه النسيان.
وفي عام 2012، أعلنت شركة “وارنر” أن المفاوضات قد بدأت لإنتاج جزء آخر بهدف إقناع ويل سميث بإعادة تمثيل دوره. ثم في أبريل/نيسان 2014، بعدما حصل الأستوديو على سيناريو بعنوان “حديقة في نهاية العالم” (A Garden at the End of the World)، وجد المسؤولون التنفيذيون في الأستوديو كثيرا من أوجه التشابه بينه وبين فيلم “أنا أسطورة” وطلبوا من المؤلف غاري غراهام إعادة كتابته حتى يكون بمنزلة إعادة تقديم للقصة، على أمل إنشاء سلسلة مع هذا الفيلم الجديد، ولكن كالمحاولات السابقة انتهى هذا المشروع في درج أحد المنتجين، ولم يكتب له الخروج إلى النور.
أنا أسطورة
يستند فيلم “أنا أسطورة” إلى رواية ريتشارد ماثيسون الصادرة عام 1954 ولطالما كان واحدا من أكثر الإنجازات التي يفتخر بها سميث في مسيرته التمثيلية، فهو عمل استثنائي له، ظهر فيه وحده طوال أغلب أحداثه مع كلب فقط، ومثل اختلافًا عن أفلامه السائدة في ذلك الوقت.
على “موقع الطماطم الفاسدة/روتن توماتيوز” (Rotten Tomatoes) حصل الفيلم على تقييم 68% بناء على 217 مراجعة، مع مراجعات إيجابية كثيرة، بخاصة لأداء ويل سميث، والتأمل في الحضارة الإنسانية وحوادث انهيارها، والسيناريو الذي لم يتناول بخفة الأفكار الفلسفية التي يحملها، على الرغم من أنه يمكن تصنيفه كفيلم إثارة.
اختلفت مسيرة ويل سميث بعد هذا الفيلم؛ قدم أعمالًا باهتة بالتأكيد، ولكن أخرى جلبت له مزيدا من النجاح والشهرة، وها هو هذا العام يُرشح للأوسكار للمرة الرابعة بفيلمه “الملك ريتشارد” (King Richard) الذي قدم فيه شخصية ريتشارد وليامز والد كل من سيرينا وفينيسيا وليامز أيقونتي رياضة التنس، وكيف أسهم في تشكيل هذه المسيرة الأشهر عالميًّا منذ البداية، وستعلن أسماء الفائزين بجوائز الأوسكار في الـ27 من مارس/آذار القادم.
لم يُعيّن تاريخ لبدء تصوير الجزء الثاني من فيلم “أنا أسطورة” أو طبيعة القصة التي ستُقدّم بعد، ولكن بإنتاج ضخم مثل هذا نتوقع مشاهدته في 2024 على أقرب تقدير.
المصدر : مواقع إلكترونية