“أنا مضرب عن الجواب على جعبورات المخزن”. فنحن في زمان أغبر تنبأ به توفيق بوعشرين يوم أضرب عن الكتابة..

Advertisement

كم أنت عظيم يا توفيق. رغم شطحات وهمسات ولمزات “كتاب” المخزن، فلن تلد مغربية بعد اليوم رجلا أعظم منك. أشهد التاريخ أنك صدقت في افتتاحيتك وأنت تلخص واقع حال نظام فشل في تدبير مرحلة “العهد الجديد” كما فشل في تهجين المغاربة خذمة لأسياده الصهاينة. بضعة كلمات كانت كافية من قلم جف مداده بحكم جائر في بلد رفع راية الحرب على الأقلام الحرة فاسحا المجال للصعاليك وبائعات الهوى او ما يعرفن ب”الهاربات”. أولم تعترف بلسانها أن الشروق نيوز 24 أخرجتها من الظلمات إلى النور ؟ “لقيطة” الإعلام التي تقدف أسيادها (الشرعي والرمضاني وووو متملقة لولي نعمتها “الدخيسي” ورئيسه “الحموشي” تغتنم الفرصة للتباهي أمام متابعيها (لمقدمين والشيوخ والمخازنية..) الذين لا يتعدى عددهم بضعة مئات من الانتهازيين والغياطة المستفيدين من الريع. أما الشعب المعتقل فيتخبط في العطش وقلة موارد الرزق.. يكفي تتبع انتفاضات الدواوير ومعانات ضحايا زلزال الحوز المستمرة بعد عدة أشهر من الوعود الكاذبة رغم أموال المساعدات الدولية التي حولها “جلالته” إلى قصور يتمتع فيها مع “بو زعيتر”.

السلطة المنكسرة تختبئ خلف قضاء فاسد..

في افتتاحيته التاريخية يوم 06 دجنبر 2010 لخص الزميل توفيق بوعشرين واقع حال وطن انقلب فيه عاهل البلاد على شعب وثق فيه حد الجنون. فرأى توفيق أن “السلطة، أو بالأحرى أفرادا قليلين فيها، يختبئون خلف القضاء، وغرضهم هو أن يذبحونا، وأن يمنعوا الناس من المشي في جنازتنا، ولهذا عوض أن يمنعوا صحفنا وأن يحاكموا مقالاتنا، يريدون أن يشوهوا سمعتنا، وأن يحولوا الصحافيين إلى عصابة من المحتالين والنصابين وأصحاب السوابق… فقط لأن بعضهم يتشبث باستقلاليته ونبل مهنته”. وحذر يومها بوعشربن الذي دفع ثمن كلامه هذا من حياته وراحة واستقرار أسرته، من الانصياع لأهواء “العصابة” التي اختارت “النموذج التونسي” الذي “يغري بعض أجنحة السلطة ويدفعها إلى تقليده عن طريق متابعة الصحافيين كمجرمين”. وعلى نهج توفيق نقولها لكم مرة أخرى بلسانه: “النموذج الذي يغرينا نحن بتقليده هو نموذج فرنسا وسويسرا وكندا.. إذا كنتم تتمنون للوطن نموذج الجنرال بنعلي، فهذا شأنكم، وهذا يكشف إلى أي حد تحبون هذه البلاد وتغارون على سمعتها، أما نحن فلا نقاسمكم هذه الأحلام، حتى لا نقول كوابيس..لا نملك إلا أقلامنا نحتج على كسرها، ولا نملك إلا رفع أكفنا إلى العلي القدير طلبا لعدالة السماء في بلاد ماتت فيها عدالة الأرض.”
صدق توفيق بوعشرين وصدق كل صحافي معتقل أو متابع بسبب شكايات “كتاب” المخزن وجمعوييه ومناضليه الزائفين من مصاصي الدماء وأشياء أخرى.

ادريس فرحان والآخرين..

سمعنا مؤخرا “طبال” النظام و”راقصته” يتبادلون تسجيلات نسبت للصحافي الاستقصائي ادريس فرحان. تسجيلات يعبر فيها شخص على رفضه لعرض ما مقابل عمل ما. وهذا من حق كل صاحب مقاولة اعلامية أن يتفاوض على أتعاب في إطار القانون. فلم نسمع في التسجيلات تعبيرا صريحا بأن الموضوع يتعلق بابتزاز أي أحد وإنما يعد المتحدث (إن صح التسجيل لأن النظام خبير في فبركة التسجيلات والفيديوهات) مخاطبه بإخراج “بكاية القصر” من الموضوع. ربما طلب منه أحد أصدقاءه أن يبعد لطيفة رأفت من موضوع بارون المخذرات وهذا أمر مألوف لدى الصحافيين المهنيين (وليس من ذخلوا المهنة عن طريق النقابات المهنية بتزوير الجموع العامة.. الخ) خاصة عندما يكون الضرر أخلاقيا.
لا ندافع هنا عن مدير نشر الشروق نيوز 24 وإنما نحلل محتوى تسجيلات منسوبة إليه من “خصوم” مدفوع لهم من أجل تبخيس عمل الصحافي ادريس فرحان. التسجيلات لا تتضمن ابتزازا وإنما شخص يعبر عن رفضه لعرض ما (غير مذكور صراحة). وقول المتحدث أنه يتوفر على مائة تسجيل وأن العرض ضعيف لا يعني أبدا انه في صدد ابتزاز أي جهة. من البديهي عند الصحافيين الذبن يتوفرون على تسجيلات وصور يمكنهم بيعها لمواقع أخرى (هذا عمل روتيني للمصورين المعروفين ب “بباراتزي”). ولا نظن أن يخالفنا الرأي المصورين الصحافيين الذين يعرضون صورهم الناذرة على الجرائد وقنوات التلفزة محددين ثمنا باهضا لذلك. التفاوض على “سكوب” ليس ممنوعا ولا يعتبر ابتزازا خاصة وأن ناشر التسجيلات لم ينشر الطرف المخاطب. ربما تكون المحادثة موجهة إلى قناة تلفزية أو زميل يبحث عن دليل يعزز به مقاله أو ربورتاج له على تورط “فنانة المخزن” لطيفة رأفت وفؤاد عالي الحمة في تجارة “المالي”.
فرضا انه “ابتزاز” بأي شكل من الأشكال (وهذا أمر بيد القضاء الإيطالي لأن قضاء المخزن فاسد ومنحاز) فهذا يعني أن المبتزة (لطيفة رأفت) متورطة في قضية وعي خائفة من افتضاح أمرها وإلا لماذا ذخلت في “مساومات” على حد تعبيرها. مما ووجب متابعنها أيضا والتحقيق معها من طرف المحققين الايطاليين بعدما وضعت شكاية بالزميل فرحان في إيطاليا أيضا. وبدلا من تجنيد “طبالة” و”شيخات” للدفاع عنها كان على “المخزن” أن يطوي هذا الملف وانصاف كل من سعيد الناصري وزميله البعيوي المطالبين بأحد رؤوس العصابة (الحمة) و”بكاية القصر”.
ونعود هنا للتسجيلات فهي خالية من شبهة الابتزاز وعلى ناشريها (يدعون خبرتهم في التحليل أن يعرضوها على خبراء مهنيين في التواصل وليس على شرطيين يتلقون أجرهم وتعليماتهم من “الحموشي” قبل ادعاء وقائع لم تحدث).
وإن ذل هذا على شيء فإنما يدل على صدق تنبأ الزميل توفيق بوعشرين بما نحن عليه اليوم. الأجهزة القمعية تشيطن الأقلام الحرة في الداخل والخارج وهذا ما تقوم به إحدى “الهاربات” التي استغلت هذه الموجة للوصول إلى القمة ناسية أو متناسية(لأنها انتهازية تضرب الضربة كلما سنحت لها الفرصة بذلك) أن للموجة زمن وجيز قبل أن تختفي في الرمال أو تلتطم ب”الجرف” الذي تعرفه جيدا.

الشروق نيوز 24 مستمرة لأجل الشعب المعتقل

مرة أخرى نؤكد أن نضالنا لن يتوقف بشطحات “البلطجية” ولن ننساق إلى حوارات جانبية مع أذيال النظام الذي يستغل هؤلاء “المرتزقة” في تحويل النقاش وتكييف أزمة المغاربة إلى “فضائح” مزعومة لصحافيين ومناضلين. كل واحد معرض للخطأ والأهم هو نيات الأشخاص وحبهم الحقيقي للوطن وليس نظرة من هم أسوء خلقا من غيرهم إليهم.
وما ينعت به اليوم زملاء وزميلاتي اصطفوا مع حق المغاربة في العيش الكريم في ظل ديمقراطية حقيقية لن يغير من الواقع شيء. فمن شرب الخمر (بالصحة والعافية) فقد ساهم في ثروة مالك الخمور “أمير المؤمنين” ومن عانى الفقر بسبب التهميش فنصف الشعب لا يجد قوت يومه. أما من أعطى مؤخرته فقد اتخذ من “جلالته” قدوة. الشعب كله يتخبط في نفس المشاكل الاجتماعية بسبب طغيات “أمير المؤمنين” وجشعه. ومن زنى فمع “جعبورات النظام” ومن سرق أو نهب فبمباركة “أسياد” المرتزقة. وإلا أين كانت عيون الوطن التي لا تنام ومن تتهمونهم بالنصب والفساد يعيثون فسادا في الأرض والعباد (حسب ادعاءاتكم) ؟ من كان يحمي هؤلاء ولماذا ؟ إن صح كلامكم فقد تنهار قبة الحموشي الوهمية. كيف يعقل أن “النسور” و”الأسود” تترك “القردة” تلعب وهي التي “تطيح الزرزور من فوق السور” (كما تتغني مزورة الأختام والمحاضر).
يبقى الفائزون هم من رجعوا للصواب بعدما آمنوا بمهندسي “العهد الجدبد” وانخرطوا في مخططاتهم ضد الشعب المعتقل وليس من استيقضوا متأخرين بعد جوع ومعانات مستغلين سجن الأقلام الحرة وخلو الساحة من “السبوعة” (الأسود) قابلين الفتاث من المخزن و”كاميلة” من محامي يبحث عن “الهوتة” بفتح جبهات جديدة لا حول ولا قوة له على غمارها. وكما يقول المثل “العود اللي تحكرو يعميك” وهذا ما حصل مع ادريس فرحان.
فالمصيبة هي أن يحول “الزناذقة” والسفهاء و”العاهرات” النقاش إلى “حوار الحمامات” لتبخيس عمل فاضحي “ملك الصهاينة” وتجار المخدرات الذين سرقوا الديمقراطية والسياسية في بلد عم فيه الفساد من كل صوب ونحب.
المغرب مستعمر من نظام فاسد جوع الشعب ويبقى المخزن المسؤول الأول والأخير على تصرفات الشعب وتفاعل كل شخص مع وضع مفروض عليه. فلكل فعل ردة فعل والغنيمة حلال في الحروب (أولم يسرق الشرطي هاتف المواطن في مسيرة نضالية؟).

“الجعبورة” والمهمة الجديدة. 

بالمناسبة، لماذا تضرب “الجعبورة” في إعلام لادجيد ؟ من دفع لها من أجل ذلك ؟ أم أن طموحها أصبح أكبر من رئاسة نقابة الزميل نهرو ؟ سخونيت الراس ترجع بالبرودة. والنملة ملي كيبغي لها الله العذاب كيعطيها جناوح..

تحياتي.

عبدالله بلعربي – دكار.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.