أين أمة المليار ونصف المليار من حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ؟؟

Advertisement

ليست جنوب إفريقيا دولة مسلمة أو دولة عربية، وليست فلسطين دولة مسيحية أو دولة إفريقية، ولكن من باب الإنسانية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ ثلاثة أشهر على مرأى ومسمع من العالم، من إبادة جماعية في قطاع غزة، وما يتعرض له أبناء الضفة الغربية من قتل وإعتقال وهدم للمنازل ، إتخذت دولة جنوب إفريقيا خطوة غير محسوبة العواقب تجاه دولة الكيان الصهيوني ، متحدية في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الداعمة لدولة العصابات الصهيونية، وأقامت دعوة قضائية لدى محكمة العدل الدولية لملاحقة دولة الإحتلال نتيجة أعمال الإبادة التي ترتكبها في قطاع غزة ضد شعب أعزل ذنبه الوحيد انه يقاوم من أجل الحرية والإستقلال .
هذه الخطوة التي لقيت ترحيبا ودعما من بعض الدول الغير عربية أو إسلامية مثل دولة بوليفيا والشيلي، غير أن الدول العربية والإسلامية التي كان من الواجب أن تتخذ هذه المبادرة هي الأولى عوض دولة جنوب إفريقيا أو أية دولة أخرى في العالم، نراها بقيت مكتوفة الأيدي متفرجة على ما تفعله إسرائيل بسكان أبرياء، صاحت حناجرهم طلبا للنصرة من الحكام العرب والمسلمين غير معتقدين أن هؤلاء باعوهم وباعونا لأجل عروش ذات يوم لابد أن تزول، وأنهم ناصروا دولة الإحتلال بدلا عنهم بالتزامهم الصمت.
دولة جنوب إفريقيا التي رزحت طويلا تحت نيران نظام فصل عنصري شبيه بما تقوم به العصابات الصهيونية اليوم على ارض فلسطين، وهي أول دولة في العالم قامت بقطع علاقتها مع دولة الكيان الصهيوني، وأدانت ما يقوم به في قطاع غزة، وهددت بسحب الجنسية من كل مواطن جنوب إفريقي شارك في حمل السلاح ضد الفلسطينيين، والنهج نفسه إتخذته دولة بوليفيا وتشيلي وهندوراس وكولومبيا متهمين دولة الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة وانتهاك القانون الإنساني الدولي، ودعوا مواطنيهم للتظاهر نصرة للفلسطينيين.
وليست الدول اللاتينية هي وحدها من دعمت جنوب إفريقيا في مقاضاة إسرائيل أمام العدل الدولية لارتكابها جرائم إبادة ضد الفلسطينيين، وإن من داخل دولة الكيان من يدعم جنوب إفريقيا في هذه الخطوة.
فحسب ما نشرته وسائل الإعلام أن 200 إسرائيلي ومنهم النائب في الكنسييت عن جبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عوفر كاسيف، شارك في عريضة تؤيد دولة جنوب إفريقيا لأجل محاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية متهما حكومة بلاده بالدعوة الى التطهير العرقي والإبادة الجماعية في ظل الحرب على القطاع المحاصر، و كتب كاسيف على حسابة بمنصة اكس: أن واجبي الدستوري هو تجاه المجتمع الإسرائيلي وكل سكانه وليس اتجاه حكومة يدعو أعضاؤها وائتلافها الى التطهير العرقي بل وحتى الإبادة الجماعية الفعلية.
كما دعت نائبة رئيس وزراء بلجيكا انضمام بلادها لجنوب إفريقيا في ملاحقة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

أما الزعماء العرب والمسلمين، فإنهم ينتظرون الضوء الأخضر من نتنياهو وبايدن للجوء الى القضاء الدولي ومقاضاة إسرائيل، كونهم عاجزين عن فعل ذلك مخافة البطش والتنكيل من الولايات المتحدة وإسرائيل، ومخافة أن يفعل بهم كما فعل بصدام حسين ومعمر القذافي، بل وان هؤلاء الحكام ينتظرون اليوم الذي تعلن فيه العصابات الصهيونية القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية، لإستئناف مفاوضات التطبيع، وهو ما إتضح خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية الولايات المتحدة الى الشرق الأوسط، حيث ركزت محادثاته مع ولي العهد السعودي على كيفية إستئناف مفاوضات التطبيع مع إسرائيل التي توقفت في ظل الحرب.
المملكة العربية السعودية وحسب تصريح لوزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، فان المملكة تقدم مساهمة كبيرة في أمن إسرائيل هذه الأيام وتساعد على خطر إندلاع حرب إقليمية بإعتراض الصواريخ التي يطلقوها الحوثيون على السفن التجارية بالبحر الأمر، حيث تربط ألمانيا بين دور السعودية في حفظ أمن الإحتلال وتغير موقفها المعارض لبيع مقاتلات حربية الى السعودية بعد سنوات من تجميد ألمانيا مبيعات الأسلحة الى الرياض، منذ عملية إغتيال الصحفي جمال خاشقجي في تركيا.
مواطنوا الدول العربية والإسلامية يتساءلون عن دور أنظمة بلدانهم فيما يقع بفلسطين من إبادة جماعية وتطهير عرقي، وتهجير قسري ؟؟ ، واستغاثة السكان طلبا للنصرة، فتذكرت صرخة امرأة مسلمة تسمى شراة العلوية مستنجدة بالخليفة العباسي المعتصم بن هارون الرشيد، أسرت لما كانت في سوق عمورية بدولة الروم، بسبب إختلافها حول بضاعة مع رجل رومي، فصاحت وامعتصماه !! ، ولما وصل الأمر الخليفة أقسم أن ينتقم الى المرأة، وجهز جيشا فتح به عمورية وقتل حاكمها وإنتقم للمرأة الأسيرة.
والحجاج بن يوسف الثقفي، صرخت امرأة لما قبض عليها من طرف ملك السند داهر، وعندما أراد إغتصابها صرخت واحجاجاه فوصل الى الحجاج إستنجاد المرأة به وما فعله الملك داهر بها، وإنتقاما لها جهز جيشا بقيادة محمد بن القاسم الثقفي، ففتح بلاد السند وقتل ملكها وبذلك انتقم الحجاج للمرأة.
حدث هذا عندما كانت أمتنا في زمان العزة، عندما كانت تجري النخوة في عروق رجالها، والشهامة في دماء شبابها، يوم كانت إستغاثة النساء في زمن مضى تكفي لان تتحرك من أجلهن الجيوش، وتسال لحمايتهن الدماء، يوم كانت لنا عزة، يوم كانت لنا كرامة، عندما كانت لنا مكانة…
يوم كنا نعمل بمقولة عمر رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله .
صرخات النساء المسلمات عندما وجدت حكاما غيورين وجنودا شجعانا مؤمنين تغار على دينها وكرامتها وعرضها، كانت سببا لأن يقام للدين أرضا منذ الآلاف السنين، فلا تعجب فما جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش المدينة إلا ثأرا لمسلمة إنتهك عرضها من طرف يهودي، وما فتحت الهند والسند إلا إستجابة لنداء مسلمة صرخت

واحجاجاه ، وما فتحت عمورية أقدس بقاع النصارى إلا بكلمة وامعتصماه، وما وصلت جيوش ابن أبي عامر أقصى جنوب فرنسا إلا استجابة لثلث مسلمات يتامى أسرن في كنيسة واستغثن واعامراه
حدث هذا في زمن كانت فيه الدولة الإسلامية متعددة الأعراق والألوان والأديان تحت راية الإسلام يقودها رجل واحد.
أما حالنا اليوم فهو يدمي القلوب، فلم يصل صدى صوت النساء الفلسطينيات المسلمات إلينا عن طريق تاجر أو عبير سبيل، وإنما سمعناه بأذنينا عبر الفضائيات ، ورأيناه بأعيننا منشورا على الانترنيت بيانات، ومالنا من حيلة إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في أنظمة خانعة، مطبعة، خائفة، ومتصهينة أكثر من الصهيونيين، عاجزة حتى على إدخال قنينة إلى قطاع محاصر ..

 

التنسيقية الجهوية لموظفي الأمن / فاس

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.