أين إختفى زعماء لوبي التطبيع المغربي مع دولة الكيان الصهيوني بعد الجرائم الكبرى لجيش الإحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة في حق المدنيين الغازاويين الصامدين ؟ وهل سينتهي الدور السياسي لعراب التطبيع الأول بالمغرب المستشار الملكي فؤاد علي الهمة ؟
فرحان إدريس..
يبدو أن الجرائم الوحشية الكبرى التي يرتكبها جيش الإحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة في حق المدنيين الغازويين العزل الصامين منذ ثمانية أيام متتالية دفعت زعماء لوبي التطبيع بقيادة المستشار الملكي فؤاد علي الهمة عراب التطبيع ومهندس صفقة التطبيع بين الممملكة ودولة الكيان الصهيوني للإختفاء في الكواليس مما جعل الجهات الأمنية والسيادية تسمح بتنظيم مظاهرات ووقفات إحتجاجية حاشدة في معظم المدن المغربية الكبرى..
كتعبير أولى عن دعم مغربي مطلق للمقاومة الفلسطينية بكل تشكيلاتها الإسلامية منها واليسارية واليمينة ، التي تخوض هذه الأيام حربا دفاعا عن حرمة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك ..
والأكيد ، أن المطبعين بالمملكة سواء المستشارين الملكيين أو السياسيين أو الإعلاميين أوالصحفيين ، لم يتفاجأوا بصورة مستشار رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني رئيس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات وهو يشارك في إجتماعات غرفة العمليات لقصف المدنيين بقطاع غزة ..
هذا اليهودي الصهيوني مغربي الجنسية كان رئيس الوفد لدولة الإحتلال الإسرائيلي ، الذي وقع على إتفاقية التطبيع بين بلده المحتل والمغتصب لفسطين الأراضي العربية والمملكة المغربية ..
لوبي التطبيع بالمغرب أصيب بصدمة كبيرة لا حصر لها ، وهو يرى أذرع المقاومة الفلسطينية الباسلة وهي تقصف تلأبيب بالصواريخ الدقيقة ، وتدك مضاجع المستوطنين بمختلف المدن الإسرائيلية ،
لدرجة أن المواطنين الإسرائيليين والجنود على السواء أصبحوا أضحوكة وسخرية في الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة وهم يهربون كالمجانين من شدة الخوف أو يختبأون بمجرد أن تدوي صفارات الإنذار ..
ولعل أكبر، مشهد معبر لهذا الخوف والهلع المنتشر بسبب صواريخ المقاومة بين أوساط مواطني دولة الإحتلال الإسرائيلي المدنيين أو العسكريين ، هو سلوك قائد منطقة الجنوب بدولة الكيان الصهيوني الذي كان في حوار مباشر تلفزي مع القناة العبرية 13 يتحدث عن إنجازات الطيران الإسرائيلي في القصف اليومي على المدنيين بقطاع غزة ، لكنه بمجرد أن سمع صفارات الإنذارتعلن قرب سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية هرب مسرعا ، دون أن يلتفت للمراسل أو الكاميرامان الذي كان يصور معه في البث المباشر..
إذا كان هذا هو سلوك ضابط كبير بجيش الإحتلال الإسرائيلي قائد المنطقة الجنوبية ، فكيف سيكون تصرف الجندي العادي ؟
الشعب المغربي يريد أن يرى وجه ناصر بوريطة الذي صرح في الأيام الماضية خلال مشاركته في مؤتمر الإيباك لليهود الصهاينة ، بأن المغرب لديه إرادة سياسية للذهاب بعيدا في علاقات التطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ..وزير الشرون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، منذ إتفاقية التطبيع كان في كل مرة يجري حوار تلفزي مع قناة عبرية يبدو مبتسما كأنه وجد مفقودا من عائلته ..
يا ترى لماذا إختفى زعماء التطبيع من المشهد الإعلامي والسياسي ؟ أين السيد أحمد الشرعي رئيس المؤسسة الإعلامية الكبرى بالمغرب ؟
الوجه الإعلامي البارز للتطبيع الإعلامي في العهد الملكي الحالي مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ؟
ماذا يقول زعماء التطبيع بالمغرب عن مشاهد وصور المؤلمة للأطفال والشيوخ والنساء وهم عبارة أجساد مقطعة بسبب القصف الوحشي الجوي ؟ عمليات قصف غير مسبوقة لمدنيين آمنين بأمر مباشر من رئيس الوزراءء لدولة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي كان لوقت قريب يظهر في وسائل الإعلام العبرية المرئية مسرورا بتوقيع إتفاقيات التطبيع مع عدد من الدول العربية من ضمنها المغرب ..
لكن الأهم في هذا الإنقلاب في مشهد التطبيع بالمملكة ، منذ بداية المعركة العسكرية الطاحنة الدائرة في قطاع غزة الصامد ، هوهل فعلا تراجعت الجهات العليا بالمغرب في مسألة التطبيع أم لا ؟
وأعني بلاشك المحيط الملكي الحاكم الفعلي للبلاد ، الذي يتزعمه كما هو معلوم المستشار الملكي النافذ فؤاد علي الهمة الذي كان يرسله الملك المغفور له الحسن الثاني لدولة الإحتلال الإسرائيلي في إطار العلاقات السرية التي كان يقيمها النظام الملكي الحاكم بالمغرب..
هؤلاء مصدومون من الهزيمة العسكرية الكبيرة لحليفهم الجديد رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، بنيامين نتنياهو ، الذين كانوا يعولون عليه في دفع الإدارة الديموقراطية الجديدة بالبيت الأبيض للإعتراف بمغربية الصحراء ..
وكيف سارع الملك محمد السادس لإرسال مساعدات إنسانية لمدن الضفة الغربية التي تشهد إنتفاضة شعبية ؟ ولقطاع غزة الصامدة كالجبال الشاهقة التي تحقق فيها المقاومة الفلسطينية بمختلف أذرعها العسكرية إنتصارات غير مسبوقة على جميع الأصعدة والمستويات رغم 14 سنة من الحصار الشامل المفروض عليها منذ سنة 2008 ..
المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة والشباب الفلسطيني المقيم في مدن الضفة الغربية ومدينة القدس وأراضي 48 يعطون أملا كبيرا للشعب المغربي ، من أجل مواصلة معركته من أجل المناداة بعدالة إجتماعية شاملة لكل طبقات الشعب المغربي ، وبناء مؤسسات ديموقراطية ووقف الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تقوم بها مختلف الأجهزة الأمنية والإستخباراتية والقضائية ، بحجة حماية النظام الملكي من الفوضى.
المعركة العسكرية في قطاع غزة ستغير كل خطط الدول المطبعة مع دولة الإحتلال الإسرائيلي لصالح دول محور المقاومة ، التي ستفرض شروطها الجديدة على دولة الكيان الصهيوني سواء على صعيد الشتات الفلسطيني الموجود في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والأراضي العربية المحتلة في 48 ، ولا ننسى الأحداث الأخيرة التي وقعت على الحدود الأردنية واللبنانية والسورية التي طالبت فيها الجماهيرمن الأنظمة العربية الحاكمة بهذه الدول السماح لها بتجازو الحدود المصطنعة من طرف الإستعمارين البريطاني والفرنسي ، من أجل حماية القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين .
خلاصة القول ، الوضع السياسي بدول شمال إفريقيا وبمنطقة الشرق الأوسط ما بعد الحرب الدائرة في قطاع غزة سيتغير بشكل كامل ، وسينتهي مسلسل الإستسلام والخضوع للمشروع الصهيوني المدعوم من العالم الغربي الأوروبي والأمريكي ..
يتبع..
للذكر الفيديو أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch