أين هي لجنة القدس الإسلامية من الأحداث الجارية من تهجيرقصري للفسلطينيين في القدس ؟ والإعتداءات العنصرية لقوات شرطة الإحتلال على المصلين في المسجد الأقصى ؟ والمحاولات المتكررة للمستوطنين لإخراج ساكنة حي الشيخ جراح من مساكنهم ؟
فرحان إدريس…
ما هذا الصمت المطبق المخزي من لجنة القدس الإسلامية إتجاه الأحداث الجارية منذ يوم الجمعة في القدس الشريف ؟ والإعتداءات العنصرية لقوات شرطة الإحتلال الإسرائيلي على المصلين المسالمين ؟
وكيف لم تصدر ولو إدانة واحدة حول ما تتعرض له ساكنة حي الشيخ جراح من محاولات متكررة من المستوطنين اليهود المتطرفين لإخراجهم من منازلهم من أجل الإستحواذ عليها ؟
هذا الهجوم العنصري المتكرر يقع أمام أنظار العالم الغربي الديموقراطي وتحت أعين حكام العرب والمسلمين دون أن يحركوا ساكنا ..
هذا الموقف العربي يعد تواطؤا مفضوحا مع دولة الكيان الصهيوني ، التي ترتكب شرطتها أفظع الجرائم في حق المرابطين المدنيين الفلسطينيين بالمسجد الأقصى في عز الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك العظيم ..
وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أصدرت البلاغ الإعلامي التالي ” أن المملكة المغربية تابعت بقلق بالغ الأحداث العنيفة المتواترة في القدس الشريف وفي المسجد الأقصى، وما شهدته باحاته من اقتحام وترويع للمصلين الآمنين خلال شهر رمضان المبارك.
وأكدت الوزارة ، في بيان، أن المملكة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس، تعتبر «هذه الانتهاكات عملاً مرفوضاً ومن شأنها أن تزيد من حدة التوتر والاحتقان».
كما تعتبر المملكة المغربية، يضيف البيان، أن «الإجراءات الأحادية الجانب ليست هي الحل، وتدعو إلى تغليب الحوار وإحترام الحقوق»، مؤكدة على ضرورة «الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس وحماية الطابع الإسلامي للمدينة وحرمة المسجد الأقصى المبارك».
بيان إعلامي يتيم جاء متأخرا بأيام عدة بعد صدور إدانات دولية يعبر في كلماته عن الضعف السياسي التي تعاني منه لجنة القدس الإسلامية برئاسة المملكة الشريفة ، ولا يصل حتى لحجم الجرائم التي تقترفها منذ أسابيع قوات شرطة الإحتلال الإسرائيلي بالمسجد الأقصى وبحي الشيخ جراح ..
والدليل الحي ، هو أن جل وسائل الإعلام المغربية المرئية منها والورقية منها والمسموعة والإلكترونية لم تقم بالتغطية الإعلامية اللازمة لتصوير الجرائم الكبرى التي قامت بها قوات الإحتلال الإسرائيلي ، ومرت على الأحداث المؤلمة بالمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح مرور الكرام..
والسبب الرئيسي كما هو معلوم ، هو سيطرة لوبي التطبيع الصهيوني الماسوني بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على كل وسائل الإعلام المختلفة ، التي أغرقت معظم الجرائد الوطنية والمجلات الأسبوعية والمواقع الإلكترونية بملايين الدولارات من أجل تحسين صورة وسمعة العدو الصهيوني بين أوساط الرأي العام المغربي ..
منذ سنة 2013 ، وبداية هبوب رياح الثورات المضادة بقيادة كل من ولي عهد المملكة العربية السعودية والإمارات محمد بنسلمان ومحمد بن زايد ، التطبيع جار على قدم وساق في المملكة مع دولة الإحتلال الإسرائيلي سواء على المستوى الإعلامي أو الفني أو التعليمي ..
وفي سنة 2016 ، تصاعدت وتيرة التطبيع الذي لم ينقطع أًصلا منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني لحد الآن على مستوى العلاقات الأمنية والإستخباراتية والعسكرية ..
لكنه إرتفعت وتيرته بدخول دولة الإمارات العربية المتحدة في المشهد السياسي والإعلامي ، بتقديمها لحوالي 65 مليون درهم لحزب الأصالة المعاصرة في عهد الأمين العام السابق إلياس العماري من أجل هزيمة حزب العدالة والتنمية في الإنتخابات البرلمانية لسنة 2016 ، لكن حزب الجرار فشل في المهمة المقدسة رغم الدعم المادي واللوجيستي ، التي قدمته وزارة الداخلية أنذاك بقيادة محمد حصاد وأعوان السلطة الموجودين في كل الجهات والمدن والقرى المغربية ..
هذا الإنزال المالي الإماراتي لم يتوقف وشمل شراء أسهم كل من قناة فضائية ، ميدي 1 تيفي ، وأكبر موقع إلكتروني بالمغرب والوطن العربي ،هسبريس ..
وهكذا ، بدأ القصف الإعلامي اليومي لكل ما له صلة بثقافة المقاومة ورفض التطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ، توج كما هو معلوم بإتفاقية التطبيع الموقعة في 10 دجنبر 2020 برعاية الرئيس الجمهوري دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير عراب إتفاقية أبراهام وصفقة القرن الفاشلة مقابل الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ..
الأكيد ، أن لوبي التطبيع الصهيوني الماسوني سيطر على القرار السياسي بالمملكة وتلاه بشكل أوتوماتيكي الإختراق والإقتصادي والإعلامي والفكري والثقافي والفني على الصعيد المحلي الجهوي والوطني ..
وهذا ما يفسر أن وزارة الداخلية بقيادة الريفي عبد الواحد لفتيت ، منذ بداية إنتشار جائحة كورونا منعت أي مظاهرة مساندة للقضية الفلسطينية بالعاصمة الرباط و بكل المدن المغربية الكبرى ..
لدرجة ، أن التطبيع على جميع الأصعدة والمستويات مع دولة الإحتلال الإسرائيلي أصبح من ثوابت السياسة الخارجية للمغرب ومن المحرمات المقدسة بالنسبة للنظام الملكي الحاكم ..
وبالتالي موقف رئاسة لجنة القدس من الأحداث الجارية من تهجير قصري للفلسطينيين بمدينة القدس ، والعنف والضرب الذي يتعرض له المرابطين بالمسجد الأقصى ، والمحاولات المتكررة للمستوطنين المتطرفين لإخراج ساكنة حي الشيخ من منازلهم ، يعكس درجة الإنبطاح لمهندسي السياسة الخارجية بالمحيط الملكي أمام السياسة العنصرية والغطرسة الأمنية والعسكرية لدولة الإحتلال الإسرائيلي ..
لهذا ، ليس غريبا أن يخرج السيد ناصر بوريطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بعد مشاركته عن بعد في مؤتمر إيباك لليهود الصهاينة
ليصرح بالعبارات التالية : ” أن المغرب ذهب بعيدا في علاقاته الدبلوماسية مع دولة إسرائيل ”
المصادفة العجيبة ، أن هناك أشياء عديدة تجمع بين المملكة المغربية الشريفة ودولة الإحتلال الإسرائيلي ، هو أن كلتى الدولتين تنتهك بشكل صارخ مبادئ حقوق الإنسان العالمية وتمارس الإعتقال التعسفي ، لكن الخلاف الأساسي أن دولة الكيان الصهيوني المغتصبة للأراضي العربية ترتكب كل هذه الإنتهاكات والتجاوزات والجرائم في حق المواطنين الفلسطينيين ، بينما المغرب يقترفها في حق مواطنيه المدنيين المنتقدين للوضع السياسي والحقوقي بالمملكة من صحفيين وكتاب رأي ونشطاء حقوقيين ..
يتبع..
للذكر الفيديو أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch