فِي الوقتِ الذِي يسابقُ المغربُ الزمن كيْ ينجزَ خمس عشرةَ مدينةً جديدَة، بحلول 2020، لاحتوَاء الضغطِ السكانِي الحاصل على المدن الكبْرَى، فيما لا تزَال تجربتَا تامسنَا وتامنصُورتْ محلَّ انتقاداتٍ، بالنظر إلى تحولهما لمراقد لا تأوِي سكانهَا سوى فِي سباتهم، أثارتْ ندوَةُ الربَّاط للتنميَة المستدامَة تصور المدن الجديدة، بمشاركة باحثِين مغاربة وفرنسيين.
أحمد بارُودِي، المدير العام لشركة الاستثمارات الطاقيَّة، الذِي ترأسَ نقاشا صباحِيا، بإحدى فنادق الربَاط، قالَ إنَّ التغيرَات الديموغرافيَّة التي شهدتها المملكة في العقود الأخيرة، وانعكاس الهجرَة القرويَّة على المدن، وما أسفرتْ عنهُ من تنامٍ للأحياء العشوائيَّة ودور الصفِيح، دفعَ المغرب إلى الدخول فِي برنامجٍ لمكافحة الظاهرة التِي طرحتْ معطَى السكن كواحدٍ من التحديات التِي سار المغربُ معهَا إلى الإعلان عن بناءِ 15 مدينة، عهدَتْ وزارة الإسكان وسياسة المدينة، بإنجازهَا إلى مجمُوعة “العمران”.
بيدَ أنَّ عمليَّة بناء المدن جديدة ليست باليسيرة وفقَ ميشال بابالاردُو التي تعملُ قاضيَةً فِي مجلس الحسابات الفرنسِي، حيث تؤكد أنَّ لكلِّ وسطٍ شروطَهُ التِي يمكنُ على أساسها تصور المدن الجديدة التِي تلائمه، “وبما أننَا تدارسنا فِي فرنسا مع مختلف الفاعلِين الجوانبَ الأكثر أهميَّة في المدن الجديدة، والتي تنبغي مراعاتها، فإننِي ألخصُ مواصفات تلك المدن الجديدة فِي أربع مواصفات، دائمًا حسب نموذجنَا الفرنسِي” تقولُ بابارادُو.
أولَى تلك الجوانب، حسب بابالاردُو ، وضعُ الإنسان فِي قلبِ المشروع والعملِ على تحسين ظروفه، لأنَّ خلقَ وسطٍ ملائم للساكن يبقَى الغاية المرجوة من “المدن الجديدة” فِي نهاية المطاف”، بحيث إنَّ هناكَ حاجةً إلى الانكبابِ على كيفيَّة ضمانِ المرافقِ المختلفة فِي تلك المدن، ما بينَ مدارسٍ وفضاءات للتسوق، وأخرى للتسليَة، وتوفير الإنارة العموميَّة اللازمة.
وعلى صعِيدٍ ثان، تحدثتْ المسؤولة الفرنسيَّة عن استهلاك الطاقَة فِي المدنِ الجديدة، وكيفيَّة تدبير الاحتياج إليها، سيمَا وأنَّ إنشاءَ مدنٍ جديدة يفترضُ البحث لها عنْ إمدادٍ طاقِي، لتأمين مختلف الاستخدامات، كالإنارى العموميَّة، والنقل الذِي اعتبرتهُ بابالاردُو فيصلًا فِي تحدِيدِ ما إذَا كانَ سكَّانُ مدينةٍ من المدن يعيشُون في ظروف مريحة.
أمَّا العنصر الثالث، من مواصفات المدن الجديدة، فحددته بابالاردُو فِي الحكامة، واقترانها بالتخطِيط، وتصور المدينة، ومراقبة ما ينجز منها، والبحث عن تمويلٍ لمشاريعها، وتقدير الكلفة المالية، مع تدبير مختلفِ الإشكالات ذات الصلة بالطاقات، عبر إيجاد بدائل جديدة، كالنفايات التي يمكن استغلالها، “بلْ إنَّهُ من الممكن أيضًا استثمار ما تنتجه مكابح “التراموايْ” من طاقَة عند التوقف” تستطردُ المتحدثة..
وفيما تظلُّ تجربة “المدن الجديدة” في المغرب متلمسَةً طريقها، بسبب غيابِ مرافق حيوية بالقرب منها، بصورة تحولها إلى مدنٍ مهجورة نهارًا، كانَ وزير الإسكان وسياسَة المدينة، نبيل بنعبد الله، قدْ قالَ فِي وقتٍ سابقٍ، فِي حوارٍ مع هسبريس، إنَّ إنَّ السكن ينبغِي أنْ يكونَ منظماً ومهيكلا، وبتجهيزاته العمومية ومرافقه الاجتماعية، لا أن تبنى للناس عمارات ويتركوا معزولين، مضيفًا أنَّ مئات الملايين من الدراهم تضخُّ لإنقاذتها من الخصاص على مستوى التقائية السياسات، مثل تامسنا وتامنصورت، مشيرًا إلى توجهٍ لإحداث الجامعة بكل من تامسنا وتامنصورت.