إسبانيا ترسل ثالث إشارة تصالح للجزائر حول موقفها من نزاع الصحراء الغربية بعد تجميد مداخلة لها في لجنة تصفية الاستعمار حول الموضوع
تقوم مدريد باحتشام شديد في إرسال إشارات الى الجزائر لطمأنتها حول عدم تغيير الجوهر في موقفها من ملف الصحراء الغربية وأنها مستمرة في تأييد حل يراعي مصالح الصحراويين، فيما تسعى مدريد من وراء هذه الإشارات عدم خسارة الغاز الجزائري لصالح فرنسا وإيطاليا.
وكانت آخر إشارة الى الجزائر عن طريق سحب ممثل إسبانيا في الأمم المتحدة مداخلته في اللجنة الرابعة لتصفية الإستعمار، وكانت إسبانيا قد نظمت هذه المداخلة الأسبوع الماضي لعرض وجهة نظرها، ولم تعلن عن موقفها بشكل واضح، هل كانت ستطالب بمنح فرصة للحكم الذاتي أم ستدافع عن تقرير المصير.
وفسر المراقبون سحب أو تجميد إسبانيا لمداخلتها في لجنة تصفية الاستعمار التي ناقشت الصحراء الغربية برغبتها في تفادي أي تأويل من طرف المغرب أو الجزائر وتخسر وقتها الطرفين.
وكان الإجراء السابق لهذه المداخلة هو إلغاء خريطة كانت تشير الى الصحراء الغربية كمنطقة مغربية، وأثارت احتجاج بعض النواب، ومن قبلها، كانت الرسالة الرئيسية هي تصريحات رئيس الحكومة بيدرو سانشيز أمام اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي بأن إسبانيا تقف الى جانب الأمم المتحدة وتؤيد حلا متفقا عليها يتماشى وقرارات مجلس الأمن.
وتراقب إسبانيا بقلق كبير الغزل الاوروبي للجزائر من أجل الحصول على الغاز، ومنها الاجتماع الذي احتضنته الجزائر مع الاتحاد الأوروبي حول مستقبل التعاون بين الطرفين في مجال الطاقة كبديل عن الغاز الروسي، وكانت إسبانيا تنتظر موقفا مؤيدا لها في النزاع مع الجزائر، بعد تجميد الأخيرة لاتفاقية التبادل التجاري بين البلدين، واستغلت دول مثل إيطاليا وحاليا فرنسا الأزمة لتعزيز العلاقات مع الجزائر.
ويتبين كيف تتجنب مدريد الإشادة بالحكم الذاتي كما فعلت في الشهور الماضية لاحتواء الأزمة مع الجزائر، وكانت مدريد قد أشادت بالحكم الذاتي خلال مارس الماضي، ودفعت بالجزائر الى تجميد العلاقات الثنائية، فقد سحبت السفير ثم جمدت اتفاقية الصداقة وحسن الجوار ومنعت استيراد البضائع من إسبانيا، وتحافظ الجزائر فقط على صادرات الغاز، ورفعت أسعارها خلال هذا الشهر.