إعادة المغرب لمواطنيه العالقين في الخارج رهين برسم خريطة حقيقية لانتشار الفيروس والحصول على معدات الفحص السريع !!
بتصرف عن القدس العربي…
تستمر الدولة المغربية في عدم الترخيص بعودة العالقين المغاربة في عدد من الدول بسبب كورونا فيروس، وتفيد معلومات بإحتمال الترخيص لهم بعد حصول المغرب على وحدات الفحص السريع ومعرفة الخريطة الحقيقية لإنتشار المرض في البلاد.
في هذا الصدد، تحدثت الدولة المغربية لأول مرة بالتفصيل حول هذا الموضوع في البرلمان عبر الوزيرة المكلفة بالهجرة نزهة الوافي يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري، بينما تفادى وزير الخارجية ناصر بوريطة التطرق لهذا الموضوع الشائك. وكان المغرب قد أغلق حدوده في الخارج وترك الآلاف من المغاربة عالقين بدون حق العودة.
وخلال مثولها أمام لجنة الدفاع والخارجية، لم تكشف نزهة الوافي عن أي مقترح عملي ولم تحدد أي تاريخ لعودة العالقين الى المغرب، وإكتفت الوزيرة بتصريحات مثل حرص الدولة على مواطنيها العالقين في الخارج. وأعرب بعض العالقين في أشرطة فيديو في يوتوب وتدوينات عن غضبهم الشديد من هذه السياسة التي تجعل المغرب الدولة الوحيدة في العالم التي لم تقم بإجلاء مواطنيها، بينما كل دول الجوار والعالم قامت بذلك رغم محدودية موارد بعضها.
وحسب مصادرموثوقة من جريدة القدس العربي على معلومات من مصادر في المغرب تفيد بأن المغرب قد يعلن في ظرف أسبوعين أو أقل عن تاريخ بدء عودة المواطنين. وهذا مرتبط بعاملين، الأول إنجاز خريطة تقريبية لإنتشار فيروس كورونا في البلاد، وكان المغرب يجري التحاليل في مركزين فقط في الدار البيضاء والرباط، ويعد من أدنى النسب في العالم خاصة إذا تم الأخذ بعين الإعتبار كثافة السكان التي تصل الى 35 مليون نسمة. ومنذ الأسبوع الجاري توسعت خريطة المراكز إلى سبعة. وكان يجري قرابة مائتي تحليل في اليوم، أما الآن فقد انتقل الى ما فوق 700. وسيساعد هذا في تسريع معرفة خريطة المصابين.
ويتجلى العامل الثاني في إنتظار حصول المغربي على معدات الفحص السريع، إذ كان قد إقتنى عشرات الآلاف من الوحدات ولم تكن صالحة للعمل.ويسود الإعتقاد أن الأمر يتعلق بصفقة جرى توقيعها مع شركة من كوريا الجنوبية وشابها الكثير من الغموض لاحقا بسبب عدم صلاحيتها.وسيساهم الفحص السريع في الكشف عن العائدين في المطارات لعزل المصابين عن الباقي.
ويوجد تضارب في أرقام العالقين المغاربة فقد صرح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بداية الأسبوع بوجود سبعة آلاف مغربي من العالقين في الخارج، بينما أكدت نزهة الوافي المسؤولة عن الهجرة أمس الأربعاء وجود أكثر من 18 ألف.
ومنطقيا، يبقى رقم رئيس الحكومة هو الأقرب إلى الحقيقة، لأنه يتعلق بالمغاربة الذين خرجوا بتأشيرة إلى الخارج خلال أسابيع أو بعضة أيام من إغلاق الحدود يوم 15 مارس الماضي. بينما يتعلق رقم 18 ألف بمغاربة إما كانوا يرغبون في الهجرة السرية إلى أوروبا إنطلاقا من تركيا، أو بطلبة مغاربة في دول أوروبية يرغبون الإلتحاق بذويهم أمام تجميد الموسم الدراسي. في الوقت ذاته، يوجد قرابة 800 من المغاربة العالقين في أراض تعتبر مغربية، وهم الذين يوجدون في مدينتي سبتة ومليلية، دخلوا للعمل أو التبضع صباحا وجرى منعهم من الخروج ليلا.