إلى المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري وواجهته وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة ، هل يجوز مقارنة مشكلة الصحراء بقضية فلسطين التاريخية ؟؟ من يبيع المسجد الأقصى ، يبيع المسجد الحرام !!

Advertisement

فرحان إدريس …

في الأسابيع الأخيرة ، كان لافتا التصريح الإعلامي لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن صفقة القرن ، وكيف أن المملكة تقدر الجهود الأمريكية حول السلام بالشرق الأوسط ؟؟ والذي يعني أن المغرب من الدول العربية التي يبدوأنها تدعم الرؤيا الأمريكية والإسرائيلية في تصفية قضية فلسطين ,,
تصريح ناصر بوريطة أحدث ضجة كبيرة في أوساط المجتمع المدني المغربي بكل أطيافه السياسيين والإعلاميين والمثقفين وغضب كبير على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ,,,
وما زاد الطين بلة ، حين قال السيد وزير الشؤون الخارجية : لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين وأن الأولويات المملكة في السياسة الخارجية هي قضية الصحراء المغربية وليست فلسطين ..
ألا يعرف السيد ناصر بوريطة أن فلسطين هي قضية المسلمين الأولى والعرب المسيحيين منهم واليهود ؟؟ وأنها أرض الإسراء والمعراج ؟؟ وأنه ولا يجوز بحال من الأحوال مقارنتها بأي قضية تتعلق بقضايا الحدود الموجودة بمختلف دول الوطن العربي والإسلامي ومخلفات الإستعمار الأوروبي ؟؟
فقضية الصحراء المغربية قضية صراع رؤيا ووجود بين الثوار العسكر الحاكم في الجزائر والنظام الملكي بالمغرب ، ومخلفات الإستعمار الفرنسي والإسباني بالمغرب لأقصى ,,
ولا ننسى أنه من الأسباب الرئيسية في خلق مشكلة الصحراء بالجنوب المغربي هي تورط الجنرال أوفقير بالتنسيق مع الحسن الثاني حين كان وليا للعهد في قرصنة طائرة قادة جبهة التحرير الجزائرية سنة 1956 وهم “أحمد بن بلة، حسين آيت أحمد، محمد بوضياف، محمد خيذر، ومصطفى الأشرف”، الذين كانوا متجهين لتغطية القمة المغاربية أنذاك في تونس ” , وكان الهدف من عملية الإستخبارات الفرنسية إفشال الثورة التي كانت قد دخلت عامها الثاني دون أن تتوقف.
وبالتالي , قادة العسكر الجزائري لم ينسوا ولو ليوم واحد تواطئ الملك المغفورله الحسن الثاني في هذه القرصنة الجوية للطائرة المدنية الاولى من نوعها في العالم التي كان على متنها أشهر القاد ة التاريخيين لجبهة التحرير الوطنية,,
وكان من الطبيعي , رد فعل الثوار العسكريين بجبهة التحرير الجزائرية بقيادة الهواري بومدين الذين إستلموا الحكم بعد الإنقلاب على الرئيس أحمد بن بلة خلق جبهة البولساريو الإنفصالية بتندوف ، ودعمها بكل الوسائل المادية والعسكرية والوجيستية والإعلامية المتاحة لأكثر من أربعة عقود لدرجة أنها أصبحت خاصرة في جسد المغرب ..
فقضية الصحراء المغربية تتلخص في تصفية مخلفات الإستعمار الإسباني بالمغرب بين منظور العسكر الجزائري الذي يرى دعم الحركات التحررية من ثوابت الثورة الجزائرية والرؤية السلمية التفاوضية للنظام الملكي بالمغرب في إسترجاع أراضيه ، على عكس فلسطين فهي قضية إحتلال وإغتصاب وعقيدة أمة عربية وإسلامية يصل تعدادها لأكثر من مليار ونصف ، وليست ملكا للفلسطينيين وحدهم بل ملك لكل الأمة الإسلامية والعربية على حد السواء بما فيهم الإخوة المسيحيين واليهود ,,,
لهذا تعتبر مشكلة الصحراء المغربية من الأخطاء الكبرى التي إرتكبت من طرف النظام الملكي بقيادة الملك الحسن الثاني في السياسة الخاجية ، وتعقدت حين قبل الملك بفكرة الإستفتاء في الأقاليم الجنوبية المغربية ، وتقرير المصير الذي كان رفضه أنذاك جملة وتفصيلا القياديين التاريخيين لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية السادة من عبد الرحيم بوعبيد وعمر بنجلون واليازغي وغيرهم الذين فضلوا دخول السجن لأكثر من عامين كنتيجة لهذا الرفض,,
ويبدوأن الزمن أكد صحة مواقفهم السياسية في قضية الصحراء المغربية لكن النظام الملكي بطبيعة الحال لا يعترف بأخطائه القاتلة في ملف إدارة مفاوضات إستقلال الأراضي المغربية كلها مع كل من فرنسا وإسبانيا ,,,
العقلية الإستراتيجية للسياسية الخارجية للمملكة منذ إستقلال المغرب تفتقد لثوابت العقيدة العربية والإسلامية في التعامل مع القضايا الوطنية والدولية ، ولهذا إتسمت بالجمود والضعف طوال أكثر من أربعة عقود في قضية الصحراء المغربية على المستوى الدولي ,,,
الخلاصة ، يمكن الجزم أنه لا يجوز المقارنة بين مشكلة الأقاليم الجنوبية المغربية التي هي في الأصل مشكلة صراع على الحدود بين عسكر الثورة الجزائرية والنظام الملكي بالمغرب ، أما فلسطين فهي قضية إحتلال وإغتصاب للأرض بقوة السلاح ,,,

يتبع…

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي

……………………المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد )
…………………….رئاسة الحكومة
…………………….الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشباب والرياضة
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
…………………….وزارة الجالية وشؤون الهجرة
…………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.