قررت المحكمة الإبتدائية لمدينة إنزكان متابعة الداعية الأمازيغي المغربي أبو عمار وذلك على إثر شكايتين سجلهما ضده كل من المغني الأمازيغي الطالب المزوضي وإحدى الصحفيات على إذاعة ميد راديو، فرح الباز يتهماني فيها الداعية أبو عمار بالسب والشتم والتشهير .
وكان أبو عمار في وقت سابق خرج بتصريح على موقع اليوتوب ، ينتقد فيه إستقبال الصحفية للمغني الطالب المزوضي ، ورأيه أن الغناء لم تحرمه الشريعة الإسلامية كما إنتقد الداعية الأمازيغي أبو عمار المغني المذكور لطريقته قراءة القرآن بلحن الغناء .
وتبقى خرجات الداعية أبو عمار جريئة حيث ينتقد فيها ما يعرف بالفن بصفة عامة بما فيه الغناء والتمثيل، داعيا الأشخاص المنتمية إلى هذا الميدان بالرجوع إلى الله والتوبة والندم، وهو ما إعتبره المغني طالب المزوضي والصحفية سبا وتشهيرا وقاما بتسجيل شكاية في الموضوع لدى النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية لإنزكان، حيث قررت هذه الأخيرة متابعة الداعية في حالة سراح مع تغريمه كفالة مالية قيمتها خمسة آلاف درهم، في إشارة أخرى إلى الدعاة لتكتيم الأفواه وعدم التدخل فيما لا يعنيهم حسب ما يفهم من هذا التصرف من النيابة العامة .
لكن ما يجب على النيابة العامة القيام به أولا بالمحكمة الإبتدائية هو، فتح تحقيق مع المغني طالب المزوضي لقراءته القرآن بلحن الغناء في طريقة إستهزائية لكلام الله و للدين الإسلامي، وفتح تحقيق مع العلماني المتطرف أحمد عصيد الذي لم يتوانى في إزدراء الدين الاسلامي ونعته بأقدح العبارت، على سبيل المثال لا للحصر أنه دين التخلف، وأن المسلمين إستغلوا الدين لغزو البلدان والإستيلاء على خيراتها كما حصل في بلدان شمال إفريقيا حسب زعمه ، زد على ذلك فإن أحمد عصيد لم يتوانى في نشر الحقد والكراهية بين مكونات الشعب المغربي في كل خرجاته الإعلامية على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك اليوتيوب.
لكن السلطات المغربية تلتزم الصمت اتجاه ذلك ، وتعتبره حرية التعبير ولم تتخذ أي إجراءات قانونية تجاه أحمد عصيد ومجموعة من النشطاء المتطرفين الداعين إلى الإلحاد بشكل صريح ، وإتخذوا من صفحات الفيسبوك ملجأ لنفت السموم ونشر الكراهية وإزدراء الدين الاسلامي في دولة أمير المؤمنين وحامي الوطن والدين، أضف إلى ذلك فإن القانون الجنائي المغربي يجرم ازدراء الأديان ونشر الفتنة بين مكونات الشعب المغربي إما قولا او فعلا، غير أن السلطات المغربية لم تتخذ أي إجراءات ضد أحمد عصيد وباقي النشطاء العلمانيين المتطرفين على مواقع التواصل الإجتماعي.
وليس الداعية الأمازيغي أبو عمار أول من تتخذ ضده هذه الإجراءات من طرف النيابة العامة أو السلطات المغربية، وأن أي عالم دين لا يتقيد بإملاءات السلطات ويستحضر مراقبة الله قبل كل شئ ، ويعمل على نشر التوعية الدينية بين أوساط الشعب المغربي يتهم بالتطرف وإما ان يمنع من إلقاء الخطب ويفرض عليه حضر نشر الدعوة الإسلامية أو يزج به في السجن.
وقد سبق لسلطات مدينة أكادير، أن منعت الداعية والفقيه خالد مبروك من أئمة الناس وإلقاء الدروس في مسجد اسعد بن زرارة بحي الفرح سنة 2020 ، وهو الذي كان يحج إليه الناس من كل مناطق أكادير الكبير للسماع والإستمتاع بدروسه، خاصة في مثل هذا الشهر الفضيل، وأن دروسه كانت توجه بالخصوص إلى توعية الشباب كون حي الفرح معروف بتردد وإقامة طلبة جامعة ابن زهر فيه.
ويبقى مسلسل التوقيفات والإعتقالات في حق الدعاة والنشطاء السياسيين ومنتقدي السياسة العامة للدولة أمر لا مفر منه لإسكات كل صوت حر .
المراسل عبد الرحمان أزيكي/ أكادير /