إيران تطور أقمارا اصطناعية.. عبد اللهيان بالصين وبلينكن يلوح بـ “إجراءات أخرى” إذا فشلت مفاوضات النووي..
أعلنت إيران الخميس عن إنجاز جديد في مجال الأقمار الاصطناعية، وفي حين غادر وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان لإجراء محادثات شاملة في الصين، هدد نظيره الأميركي أنتوني بلينكن باللجوء لخيارات أخرى ضد طهران إذا فشلت المفاوضات الجارية في فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي.
وقد أعلن قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير على حاجي زاده أن الأسبوع الماضي شهد وبنجاح اختبار أول محرك دفع إيراني للأقمار الاصطناعية يعمل بالوقود الصلب.
جاء ذلك في كلمة له مساء اليوم الخميس خلال الدورة الـ12 لمجمع لمدرسين والعلماء بالحوزات العلمية من مدينة قم.
وأوضح أن الأقمار الاصطناعية الإيرانية الجديدة مصنوعة من أجسام غير معدنية ومركبة، مما يزيد من طاقة الصواريخ كما يوفر التكاليف.
وأشار إلى أن هذه التكنولوجيا موجودة فقط في 4 دول في العالم، مشدداً على مواصلة إيران إنتاج الطاقة في جميع المجالات المتعلقة بالفضاء.
وتابع ” قد أحرزت إيران الكثير من التقدم في مجال الفضاء والأقمار الاصطناعية ولم يؤثر عليها الاغتيالات والتهديدات والعقوبات”.
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن المتحدث باسم قوة الفضاء الخارجي التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية نجاح إطلاق الصاروخ الحامل للأقمار الاصطناعية “سيمرج”.
ووفقا للحكومة الإيرانية، تجمع الأقمار الاصطناعية بيانات حول الطقس والكوارث الطبيعية والزراعة، وتؤكد أنه ليس لها علاقة لها بالأغراض العسكرية.
ورغم ذلك، تعارض الولايات المتحدة وإسرائيل برنامج الأقمار الاصطناعية الإيراني، خوفا من استغلال إيران لهذه التكنولوجيا لتطوير صواريخ عسكرية بعيدة المدى.
التعاون الشامل.
في شأن آخر، غادر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان طهران اليوم الخميس على رأس وفد سياسي رفيع المستوى متوجها إلى العاصمة الصينية بكين.
وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الجانب الصيني، للتباحث حول العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذلك القضايا الإقليمية والدولية.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده صرح في وقت سابق من الأسبوع الجاري بأن الجانبين سيبحثان وثيقة التعاون الشاملة للأعوام الـ 25 القادمة وبعض الإجراءات في قطاعي النفط والغاز.
أسابيع فقط.
وبخصوص الاتفاق النووي، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس من أنه لم تتبق سوى “بضعة أسابيع” لإنقاذ هذا الاتفاق.
وأكد الوزير الأميركي أن بلاده “مستعدة” للجوء إلى “خيارات أخرى” إذا فشلت المفاوضات الجارية في فيينا لإعادة إحياء هذا الاتفاق.
وقال بلينكن في مقابلة مع إذاعة “إن بي آر” الأميركية العامة “أعتقد أن أمامنا بضعة أسابيع لنرى ما إذا كان بإمكاننا العودة للامتثال المتبادل”.
ويشار إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي عام في 2018، وردت إيران بالتنصل من الالتزامات التي يفرضها عليها الاتفاق.
وحذّر الوزير الأميركي من أن المهلة المتبقية للتوصل إلى اتفاق هي أسابيع فقط و”ليست شهورا”.
وأضاف “الوقت ينفد منّا فعلاً” لأن “إيران تقترب أكثر فأكثر من اللحظة التي يمكن فيها أن تنتج، خلال فترة زمنية قصيرة جداً، ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي”.
أشياء جديدة.
وحذّر بلينكن أيضاً من أن الإيرانيين يحرزون إنجازات في المجال النووي “سيصبح التراجع عنها صعباً أكثر فأكثر، لأنهم يتعلّمون أشياء ويقومون بأشياء جديدة بعدما كسروا القيود المنصوص عليها في الاتفاق”.
وأكّد بلينكن أن الأميركيين “مستعدون لأي من المسارين، ولكن من الواضح أنه سيكون أفضل بكثير لأمننا وأمن حلفائنا وشركائنا أن نعود” إلى اتفاق فيينا، “غير أنه إذا لم نتمكن من ذلك، فسنتعامل مع هذه المسألة بطرق أخرى”.
وتجري إيران مباحثات في فيينا تهدف إلى إحياء الاتفاق المبرم العام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف التي لا تزال منضوية تحت لوائه وهي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. وتشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في المباحثات.
ما يريده الطرفان.
وخلال الأيام الماضية، عكست تصريحات المعنيين بالمفاوضات، تحقيق بعض التقدم، مع التأكيد على استمرار تباينات بينهم بشأن قضايا مختلفة.
وتشدّد طهران على أولوية رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها واشنطن في أعقاب ذلك، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي بدأت التراجع عنها بدءا من 2019 ردا على انسحاب واشنطن.
يذكر أن اتفاق 2015 أتاح رفع عقوبات اقتصادية مفروضة على إيران، في مقابل الحدّ من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
وأبدى الرئيس الأميركي جو بايدن -الذي خلف ترامب مطلع 2021- استعداده لإعادة بلاده الى الاتفاق النووي، لكن بشرط امتثال طهران مجددا لبنوده.
متابعة..