إيكونوميست: العلاقة المغربية- الإسرائيلية الخفية تخرج للعلن.. والصحراء عقبة أمام علاقات كاملة…

Advertisement

الشروق نيوز 24 / متابعة..

 

نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا عن العلاقات المتنامية بين إسرائيل والمغرب قائلة إنها تتجاوز كونها علاقات تجارية، مضيفة أن الصداقة الخفية انفجرت للعلن.

وأضافت المجلة: “في عربة قطار متجهة لمراكش، كانت أربع نساء كلهن غريبات عن بعضهن البعض يتبادلن الحديث عن إسرائيل. وقالت مرشدة سياحية، تتذكر تجربتها عند نقطة فحص الجوازات (في إسرائيل)”لقد كانوا وديين جدا أكثر من العنصريين المتعجرفين الفرنسيين”، وشاركت أخرى متخصصة في تنظيم المناسبات صورا على هاتفها لحفلة نظمتها لإسرائيليين خارج مراكش. واستخدمت ممرضة الاسم الفرنسي للقدس وليس اسمها الإسلامي مع أنهن يتحدثن العربية. وقالت: “طالما حمانا الإسرائيلييون” وفي نقد واضح للفلسطينيين قالت: “أعطى الملك عرفات كل شيء ثم خاننا ودعم الموقف الجزائري من الصحراء الغربية. وكلهن باركن اتفاقية السلام التي وقعت مع إسرائيل قبل عام ونصف”.

وتعلق المجلة أن إسرائيل ظلت ولعقود “السرّ الخفي”، وتمت التعاملات التجارية بين البلدين عبر سلسلة من الوسطاء، في الغالب من يهود المغرب المنفيين في باريس أو عملاء الاستخبارات السريين. وانتهت الدبابات السورية التي وقعت في أيدي الإسرائيليين إلى المغرب. كما ساعدت إسرائيل المغرب على بناء الجدار الطويل وتحصينه منعا لمقاتلي جبهة تحرير البوليساريو. والآن وقد أصبحت “الصداقة السرية رسمية، يبدو أن الزوجين يريدان التعرف على بعضهما البعض”. ووقّع البلدان سلسلة من الصفقات العسكرية والتجارية والثقافية وفي الغالب بصوت عال، و”يبدو النزاع العربي- الإسرائيلي من التاريخ القديم”.

وقالت المجلة إن القناة الفضائية الإسرائيلية “أي 24” ستفتح مكتبين لها في الدار البيضاء والرباط، العاصمتين التجارية والسياسية للمغرب. وشهدت حفلة الإعلان عن خطوة الافتتاح التي عقدت في 30 أيار/مايو قائمة من الشخصيات لا تحظى بها السفارات الغربية عندما تحتفل بأيامها الوطنية. ولمعت نجمة داوود في قلب قلعة شالة، وأضيئت الشموع لتلك المناسبة في هذه القلعة المغربية القديمة. وقدّم الخمر المصنع في مرتفعات الجولان المحتلة ليرطب مائدة مكونة من خمسة أطباق متتالية.

وفي الوقت نفسه، تدفق السياح الإسرائيليون منذ الاتفاقية إلى المغرب، حيث يتم تنظيم 10 رحلات مباشرة في الأسبوع إلى المغرب من إسرائيل. ويحضر البعض للتمتع والاحتفال، وآخرون لزيارة قبور 60 قديسا يهوديا، فيما يحاول البعض البحث عن جذور عائلاتهم، ذلك أن هناك 700 ألف يهودي في إسرائيل جاءوا من المغرب.

وتضيف المجلة أن الوفود الرسمية تتالى. ومن الناحية الرسمية، فمعدل التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل هو 131 مليون دولار، هذا باستثناء الصفقات العسكرية والخدمات وسوق الصناعات الرقمية والسايبر والمشاريع المشتركة مع دولة ثالثة. وهناك مشروع مشترك يشمل المغرب والشركة الإسرائيلية “ماروم إنيرجي” ومع مجموعة إسبانية بكلفة 1.2 مليار دولار لتوفير الطاقة الشمسية لإسبانيا. وتقدم الشركات الإسرائيلية عطاءات في المشاريع الكبرى مثل تحلية المياه بالدار البيضاء، وهي تبحث عن فرص أخرى في الغاز والصيد وزراعة الحشيش.

واستضاف المغرب قبل فترة معرضا استمر ثلاثة أيام للشركات الناشئة بما فيها “سبلانت” وهي شركة تُعنى بالزراعة بناء على الجو ونوعية التربة. وقال دبلوماسي إسرائيلي: “هناك اهتمام كبير، وجنون”.

وتضيف المجلة أن العقود العسكرية السرية تتفوق على البقية، وخمسة منها يقال إن قيمة كل منها يصل إلى مئات الملايين من الدولارات. ويقول المسؤولون المغاربة إن الرقمنة الإسرائيلية منحتهم تفوقا على الجزائريين في خلافهم حول الصحراء الغربية. وتبني الصناعات الجوية الإسرائيلية مصنعين لتصنيع الطائرات المسيرة وتركيب أنظمة دفاع صاروخية.

ووصف عنوان إخباري جزائري زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي المغرب العام الماضي بأنها: “موساد على حدودنا”. ولكن المغرب قلق من فتح علاقات سياسية كاملة مع إسرائيل، فقد علّق الملك محمد السادس خططا لفتح سفارة للمغرب في تل أبيب، ولم يمنح بعد اعتمادا للسفير الإسرائيلي. ولا تزال الصحراء الغربية عقبة، فمن أجل تحفيز المغرب للتعامل مع إسرائيل، وعدت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بالاعتراف بالسيادة المغربية على المناطق المتنازع عليها. لكن الرئيس جو بايدن متردد، ولم تقدم إسرائيل اعترافا كاملا.

ويبدو أن المغرب يطالب كلا من أمريكا وإسرائيل أن تعترفا بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء، وبعبارة أخرى: “الأرض مقابل السلام”.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.