دهمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس المسجد الأقصى المبارك ومكنت المستوطنين من اقتحام الحرم، مما أسفر عن سقوط إصابات بين الفلسطينيين المعتكفين والمرابطين. في حين انطلقت في الأردن أعمال الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية في القدس.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عشرات المعتكفين أصيبوا جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم، وسجلت حالات اختناق وإصابات بالأعيرة النارية.
واعتدت قوات الاحتلال على المرابطات في باحات المسجد الأقصى، وحاصرتهن داخل مسجد قبة الصخرة.
وقالت وكالة الأناضول إن العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية اقتحموا المسجد الأقصى وانتشروا في ساحاته، كما أطلقوا القنابل الصوتية في ساحات المسجد.
وأجبرت الشرطة المصلين المسلمين على إخلاء ساحات المسجد بشكل كامل، قبل أن تبدأ بتسهيل اقتحام المستوطنين له عبر مجموعات تضم الواحدة منها عشرات الأشخاص.
وجرت الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الشريف، وسط حراسة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية.
وقالت الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إن 762 من المستوطنين والمتطرفين اقتحموا المسجد الأقصى اليوم الخميس,
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والرصاص المطاطي لإخراج المصلين من المصلى القبلي بالمسجد الأقصى صباح اليوم.
وقالت شرطة الاحتلال إنها اعتقلت 7 شبان للاشتباه بتورطهم في إلقاء زجاجات حارقة في المسجد الأقصى أمس.
ويقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى بشكل يومي، منذ يوم الأحد، بالتزامن مع ما يسميه اليهود عيد الفصح الذي بدأ مساء الجمعة الماضي، وينتهي اليوم.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد فرضت قيودا على دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر.
وفي الأردن، انطلقت اليوم الخميس أعمال الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية في القدس،
وينعقد الاجتماع بدعوة من الأردن الذي يترأس اللجنة لبحث الأوضاع الخطيرة في القدس والمسجد الأقصى المُبارك والحرم القدسي الشريف، وسبل وقف التصعيد الإسرائيلي واستعادة التهدئة الشاملة.
كما يناقش ضرورة وقف جميع الممارسات التي تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس.
وتضم اللجنة في عضويتها كلا من الجزائر والسعودية وفلسطين وقطر ومصر والمغرب، وتونس بصفتها رئيس القمة العربية، والإمارات بصفتها الدولة العربية العضو بمجلس الأمن، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
خط الدفاع الأول
وفي غزة، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما يجري في الأقصى من عربدة سيقصّر من عمر المحتل، مخاطبا الاحتلال قائلا “إذا كنتَ تعتقد أن اقتحام الأقصى سيغيّر الطابع الإسلامي للمسجد فأنت واهم”.
وأضاف “كما ألحقنا الهزيمة بما يسمى مسيرة الأعلام فسنهزم سياسة الاقتحام وما زلنا في بداية المعركة” مؤكدا أن ما يقوم به المستوطنون في الأقصى سيدفع بكل الأبعاد الإستراتيجية للصراع إلى الواجهة. وأشار هنية إلى أن الشعب الفلسطيني والمرابطين والمرابطات بالمسجد الأقصى يمثلون خط الدفاع الأول الذي سيظل ثابتا ومتقدما.
من جهة ثانية، شنت مقاتلات حربية إسرائيلية عدة غارات استهدفت مواقع للفصائل الفلسطينية جنوب مدينة غزة ووسط القطاع.
وألحقت الغارات الإسرائيلية أضرارا مادية في موقعين مستهدفين دون وقوع إصابات، وأفاد شهود عيان بأن أضرارا مادية لحقت بعدد من المنازل المحيطة بأحد المواقع المستهدفة في مخيم البريج وسط القطاع ولم يبلغ عن وقوع إصابات بين السكان.
كما أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي نيرانها تجاه عدد من نقاط الرصد التابعة للفصائل الفلسطينية شرق مخيم البريج وبلدة خزاعة جنوبي قطاع غزة.
.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن القبة الحديدية اعترضت 4 قذائف صاروخية أطلقت من غزة باتجاه منطقة الغلاف.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن قذيفة أطلقت في وقت سابق من شمال قطاع غزة سقطت شظاياها بساحة منزل بمدينة سديروت المتاخمة للحدود الشمالية مع القطاع.
وأضاف أن القذيفة لم توقع أي إصابات، مشيرا إلى أن صفارات الإنذار دوّت في المنطقة وفي كافة البلدات المتاخمة للحدود، لكنه لم يتم تشغيل القبة الحديدية حينها.
المقاومة تتوعد
قالت حركة حماس إن القصف الإسرائيلي على القطاع سيزيد من مقاومة الشعب الفلسطيني وإصراره على مواصلة النضال ضد الاحتلال، وتصعيد دعمها وإسنادها لأهالي القدس مهما بلغت التضحيات.
وأكد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم -في بيان صحفي- أنه لا مجال لانتصار جيش الاحتلال فيما وصفه بمعركة الإرادات مع الشعب الفلسطيني حتى تحقيق أهدافه بالتحرير والعودة.
وفي مقابلة سابقة قال قاسم إن كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) مستعدة لتحرك عسكري إذا استمر التصعيد الإسرائيلي في القدس. وأشار إلى امتلاك الحركة مضادات جوية، متحدثا عن اتصالات أطراف أجنبية لكبح الحركة، وفق قوله.
ومن جانبها حمّلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تبعات تصعيدها العسكري ضد القطاع، وقالت -في بيان- إن الشعب الفلسطيني حسم خياراته لكبح جماح العدوان ومشاريع الاحتلال والاستيطان بالمقاومة بكافة أشكالها وأدواتها. وأكدت الجبهة على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وحقوقه.
وقد حمّلت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال مسؤولية التصعيد في قطاع غزة، وقالت إن المقاومة الفلسطينية في حالة انعقاد دائم لمراقبة سلوك الاحتلال.
كما أدانت حركة فتح التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة، واعتبر المتحدث باسمها منذر الحايك -في بيان صحفي- أن الاعتداء على المدنيين تصعيد خطير يهدف لصرف الأنظار عن الأحداث الجارية في مدينة القدس المحتلة.