متابعة.
تواصلت الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان اليوم الخميس، حيث اشتبكت قوات الأمن مع المحتجين في الساحة الرئيسية بمدينة ألماتي كبرى مدن البلاد، في حين أعلنت الشرطة أنه تم “القضاء على عشرات المهاجمين” ممن وصفتهم بالقوى المتطرفة الليلة الماضية.
ومع التطورات المتسارعة التي شملت إعلان حالة الطوارئ وتوقف الرحلات الجوية كليا من كازاخستان وإليها، أعلنت منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” التي ترعاها روسيا -اليوم الخميس- أن موسكو أرسلت أول كتيبة من “قوات حفظ السلام” تلبية لطلب من الرئيس قاسم جومارت توكاييف.
وقال هذا التحالف العسكري -في بيان نشرته عبر تطبيق تلغرام المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا- “تم إرسال قوة جماعية لحفظ السلام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة، من أجل ضمان استقرار الوضع وتطبيعه”.
وفي تلك الأثناء، نقلت وكالات الأنباء “إنترفاكس-كازاخستان” و”تاس” و”نوفوستي” عن المتحدث باسم الشرطة سالتانات أزيربك، قوله إن “القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبان إدارية ومركز شرطة مدينة ألماتي، بالإضافة إلى الإدارات المحلية وأقسام الشرطة”.
عشرات القتلى وألف جريح
وأعلن المتحدث أنه تم “القضاء على عشرات المهاجمين”، ويجري حاليا التعرف على هويات القتلى.
وأشار أزيربك إلى أن ما سماها عملية مكافحة الإرهاب مستمرة في ألماتي، وتدور في محيط بعض المرافق والدوائر الحكومية في المدينة، داعيا السكان وضيوف ألماتي إلى تجنب الخروج إلى الشوارع.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الكازاخية اليوم عبر قناة تلفزيونية رسمية، أن أكثر من ألف شخص جرحوا في الاحتجاجات وأعمال الشغب التي تهز كازاخستان منذ أيام.
وصرح آجر غينات نائب وزير الصحة لقناة “خبر 24” بأن “أكثر من ألف شخص أصيبوا بجروح نتيجة أعمال الشغب في مناطق مختلفة من كازاخستان، تم إدخال 400 منهم إلى المستشفى و62 شخصا في العناية المركزة”.
ومع انتشار الفوضى، أعلن البنك المركزي في كازاخستان إيقاف عمل البنوك والبورصة، إثر أعمال نهب تعرضت لها المؤسسات المالية في مدن عدة.
وأفادت وكالة سبوتنيك كازاخستان بتوقف حركة الطيران كليا من كازاخستان وإليها، جراء الاحتجاجات العنيفة.
وقد امتدت حركة الاحتجاجات -التي اندلعت شرارتها يوم الأحد الماضي إثر زيارة في أسعار الغاز المسال بمدينة جاناوزن غربي البلاد- إلى مدينة ألماتي، العاصمة الاقتصادية وكبرى مدن البلاد مساء الثلاثاء.
وبعد ليلة من الاحتجاجات العنيفة اعتقلت السلطات خلالها أكثر من 200 شخص، اقتحم آلاف المتظاهرين أمس الأربعاء مبنى إدارة المدينة، على الرغم من إطلاق الشرطة قنابل الصوت والغاز المدمع.
السلطة تتهم “الإرهابيين”
من جهته، رأى الرئيس قاسم جومارت توكاييف -الذي أقال الحكومة وأعلن حالة الطوارئ- أن الاضطرابات الحالية أدت إلى “هجمات ضخمة على قوات الأمن”.
وأضاف -في كلمة متلفزة- أن “مجموعات من عناصر إجرامية تضرب جنودنا وتهينهم وتسحلهم عراة في الشوارع، وتعتدي على النساء وتنهب المتاجر”.
وقال توكاييف إنه دعا رؤساء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي لمساعدة كازاخستان على “هزيمة التهديد الإرهابي”، وأضاف أن “عصابات إرهابية” تلقت “تدريبا عاليا في الخارج” تقود المظاهرات.
وأعلن نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا ورئيس منظمة معاهدة الأمن الجماعي -وهي تحالف عسكري مدعوم من موسكو- أن المنظمة سترسل إلى الجمهورية السوفياتية السابقة “قوات حفظ سلام جماعية”.
وأضاف -في منشور على فيسبوك- أن القوات ستبقى “لفترة محدودة من أجل الاستقرار وتطبيع الوضع” الذي تسبب به “تدخل خارجي”.