عندما وضع المخزن المغربي الصحافي ادريس فرحان في الميزان عرفوا حجمه الحقيقي فعرضوا على وزير الداخلية الايطالي “مساومة” مدير نشر الشرق نيوز 24 بألف رجل.
فضيحة المساومة..
يعلم الجميع أن المغرب يرفض استيلام رعايا “جلالته” المطرودين من دول العالم. عرف دبلوماسي دأبت عليه سلطات الرباط منذ عقود. عدة دول أوروبية تطالب المغرب باسترجاع مغاربة أمام صمت مريب للحكومات المغربية التي تفضل لفت النظر على هذا الأمر الذي لا يخدم مصالح “المملكة” المتلهفة للعملة الصعبة التي يرسلها المهاجرون (شرعيون أو دون ذلك).
لكن كل شيء يهون عندما يهان مجرموا النظام ومخابراته الداخلية والخارجي وتتلطخ صورة المغرب وسمعته بتعنت “الجلاد الأول” للمملكة.
وحفاضا على السمعة الوهمية ل”عين المملكة التي لا تنام” المعروف لدى مخابرات العالم ب”الارهابي الأول” المدعو عبد اللطيف الحموشي “صانع الارهاب” لابتزاز العالم، فقد عرضت سلطات الرباط على نظيرتها الايطالية مساومة ابتزازية من نوع خاص محورها الصحافي الاستقصائي مفجر ملف “المالي” وزوجته لطيفة رأفت وباقي العصابة التي يرأسها الرجل القوي في “العهد الجديد” فؤاد عالي الحمة (الهمة) .
في زيارته الحالية للمغرب، طالب وزير الداخلية الايطالي المغرب باسترجاع (قبول ترحيل) ألف مغربي في وضعية غير قانونية في إيطاليا. من بين هؤلاء جانحين وتجار مخدرات.
الأمر الذي تقبلته سلطات الرباط واضعة شرطا وحيدا لتنفيذ طلب روما الملح والمتكرر.
الشرط ليس “إعتراف” بما يعرف ب”القضية الوطنية الأولى” أو استثمارات إيطالية من شأنها إخراج البلاد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وإنما “رأس ادريس فرحان”.
بلهجة صارمة عبر وزير الداخلية المغربي وجلاد المملكة الأول عبد اللطيف الحموشي للوفذ الايطالي عن رغبة المملكة “مساومة” ادريس فرحان بألف مغربي في إيطاليا”. ابتزاز جديد للسلطات والقضاء الايطالي الذي رفض، ما من مرة، تسليم مدير نشر الشرق نيوز 24 للجلاد عبد اللطيف الحموشي.
وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على انكسار شوكة المخابرات المغربية في مواجة ادريس فرحان وٱخرون في إيطالين وألمانيا وفرنسا و اسبانيا رغم توفير إمكانيات مالية ولوجستيكية مهمة لمحاميين تركوا بذلة المحامات وارتدوا قناع الجلادين.
رفض العرض وهزبمة نكراء.
جاء رد وزير الداخلية الايطالي سريعا وقاصيا بعدما اختبأ خلف رداء قضاء بلاده المستقل.
رفض المسؤول الايطالي ابتزاز المغرب لخير دليل على قوة ومصداقية ادريس فرحان وكل المناضلين عبر العالم والذين فضحوا النظام الفاسد وأذياله.
فبعدما رفضت السلطات القضائية تسليم ادريس فرحان لمرتين متتاليتين ها هي اليوم تؤكد أن طلبي تسليم الزميل الصحافي هما كيديان لأسباب سياسية محضة. فالأمر لا يتعلق بقضايا أخلاقية تورط فيها ادريس فرحان (البريء مما نسب إلبه).
وهنا نفتح القوس للتذكير بأن المصيدة التي وقع فيها ادريس فرحان والتي نسجت خيوطها من الرباط بالاستعانة بمغربي مقيم بإيطاليا ومقرب جدا من جهاز المخابرات المغربي الخارجي (الجديد) تطرح عدة تسائلات. فإلى أي حد تورطت المخابرات المغربية في الملف الذي حوكم فيه ادريس فرحان ؟ وما علاقة المشتكي بالسفارة المغربية ؟ وما علاقته أيضا بالمشتكين الجدد ؟ ولماذا استقبل في منزله محامي “الحموشي” والطبال “المتحرش بابنته” خلال زيارتهما الأخيرة لمدينة بريشيا؟
أسئلة ضمن أخرى سنجيب عليها بالتفاصيل والصور خلال الأيام المقبل.
نحن اليوم فخورون بادريس فرحان وكل المناضلين المضطهدين عبر العالم.
إلى الأمام، دائما وأبدا.
عاش الشعب، عاش الوطن..
عبد الله بلعربي- طهران.