ادريس فرحان يواصل الصمود من أجل الوطن. من سجن بريشيا يوجه مدير نشر الشروق نيوز 24 رسالة جديدة للتاريخ والرأي العام الدولي : ” لن نتراجع عن رسالتنا النبيلة في فضح الفساد والمفسدين”.

Advertisement

تمر الأيام صعبة على النظام المغربي الفاسد وعلى العصابة المتحكمة في البلاد والعباد. ونستمر في صمودنا رغم الهجمات المتواصلة على شخصنا وعلى جريدتنا وطاقمها المناضل. تحية تقدير واجلال للزملاء في هيئة تحرير الشروق نيوز 24 على صمودهم وعملهم الجبار في إعداد ملفات حارقة لعصابة فؤاد عالي الحمة (الهمة) وزبانيته داخل جهاز القمع والاغتيالات التي يرأسها عبد اللطيف الحموشي ومن معه.
سنعود قريبا بقناة جديدة على يوتوب بفضل الله وعمل طاقم جريدتنا الدؤوب. سنعود في خضم مخاض عصيب يعيشه المغرب والمغاربة اللذين يواصلون الفرار من “أتعس” بلد في العالم. ولخير دليل على كلامنا الهروب الجماعي لمئات الشباب في غضون هذا الأسبوع مجازفين بحياتهم قصد الوصول إلى بلد الأمن والأمان عبر بوابة سبتة ومياهها الإقليمية. لقد طفح الكيل واستهتر القصر وحكومته بهموم الشعب وسلامة المواطنين قصد حماية مصالح شخصية لأشخاص معدودين على رأس الأصابع.
وها هي اليوم الآلة القمعية القضائية التابعة لعصابة الحمة والحموشي والمنصوري وثلة من الفاسدين والمفسدين تتجند مرة أخرى ضد الزميل حميد المهداوي وآخرون، كما فعلت معي بفبركة ملفات قضائية للزج بي في السجن وترحيلي للمغرب قصد تعديبي إرضاء لنزوات “زبانية” النظام المغتصبين والقتلة.
السيناريو مألوف لديهم والديكور وحيد في مسلسلات “الحموشي” التي لا تنتهي. شكاية من وزير العدل أو أي مسؤول ضد صحافي أو مناضل حقوقي أو محلل إقتصادي يفضح ألاعيب “العصابة” تنتهي باستنطاق “عضلي” أو محاضر مفبركة يرفض أصحابها التوقيع عليها قبل أن يزج بهم “وكيل ملك” في السجن تبعا للتعليمات. تعليمات من يا ترى ؟ أوليس وكيل الملك تابع لسلطة وزير العدل الذي يخدم مباشرة “القصر” ومن استولى على كل صغيرة وكبيرة في البلاد؟ أوليس “وكيل ملك” في إحدى محاكمه الذي أصدر قرارا جائرا في حقي قبل بضعة أشهر؟ أمر اعتقال دولي في قضية صارت أضحوكة الصغير قبل الكبير في ردهات محاكم إيطاليا وعلى صفحات الجرائد الدولية؟ إلى متى كل هذا الاستبداد والطغيان واستغلال النفوذ إرضاء لمجرمين حقيقيين يجوبون البلاد بحرية مطلقة مدفوع ثمنها من أموال التهريب وتجارة المخدرات والدعارة ؟
ومن مكاني هذا وبمعنويات مرتفعة أوجه رسالة لقضاة المغرب ووكلاء الملك وعلى رأسهم من باعوا ضميرهم في محاكم فاس العريقة ورضخوا لنزوات السفاحين والقتلة. عيب عليكم يا من أقسمتم يوما على أمانة القضاء التي يهتز لها عرش الرحمان الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين العباد. القاضي خليفة الله في الأرض ومكانته عند الملك القدوس أسمى من مكانة ولي الأمر.
موعدنا يوم الحشر إنشاء الله لنقتص منكم واحدا تلو الآخر أنتم ورؤسائكم وصحافييكم ومطبليكم ومن يدفع لكم المال الحرام لتنصفوا الظالم وتضيعوا حقوق المظلوم. الغضب آت ولا مفر لكم من شعب عظيم أدللتموه وأفقرتموه وجعلتم أعزته أذلة وأركبتم على ظهورهم شيخاتكم وعاهراتكم ومثلييكم وزبانيتكم.
اليوم جاء دور حميد المهداوي وخرصت الألسن وصاح كلاب النظام يضربون في شرف الزميل وينعتونه بأبشع النعوث. صار خائنا للوطن ومحرضا وكاذبا لا لشيء سوى لأنه اختار كلمة الحق وفضح من تلونه منابركم بأزهى الألوان.
تريدون منا الخضوع والخنوع وتضغطون على الأقلام الحرة لتصير “طبالة” و”غياطة” لفوزي لقجع صانع العاهرات ومهرب خيرات البلاد وصاحب انجازات منتخب كرة القدم وخدام لطيفة رأفت ومدونوا تاريخها المطرز بخطوط عريضة من “الكوكايبن” والمعطر بروائخ “الشيرة”. فعلا، صدق فيكم من قال “البلاد مشات أحمادي”.
من موقعي هذا، بسجن بريشيا الذي أنتظر فيه قرار المحكمة الإيطالية النزيهة التي خيبت ما من مرة آمالكم أنتم وحلفائكم في تسليمي لسفاح النظام عبد اللطيف الحموشي، أقف وقفة شموخ وأشهد الله على مواصلتي الكفاح بالقلم واللسان والقلب وبكل جوارحي حتى يعود الوطن لأصحابه ويغلب الحق الباطل. فلا السجن يسكتنا ولا تهديداتكم ترعبنا. أما تشهيركم وحلقات (على وزن حلقة جامع الفنا) كلابكم و”قحابكم” (نعتذر من قراءنا على الوصف) وشواذكم فلا تزيدنا إلا صمودا. كل حرف ننشره وكل كلمة نقولها خنجر في صدوركم وعلق في حلوقكم. تدفعون المال والهدايا لأبواق ما سمع الله بها من سلطان أتت من كل صوب ونحب لتأثت فضاء الصحافة والإعلام في وقت تهاجمون فيه صحافيات وصحافيين قضوا حياتهم في مهنة المتاعب.
تخصصت بعض الأبواق في صحافيين مهنيين وفي جريدة الشروق نيوز 24 ومديرها وصحافييها. فلا تفوت فرصة للرقص بين سطور مقالاتنا التي لا تفهم منها شيئا. فو الله ما فضحتونا ولا قهرتمونا ولا قضيتم علينا وإنما عرفنا حجمكم ومن يدفع بكم لهذه البهرجة انتقاما من صحافيين ومناضلين تطمحون لنهب تاريخهم ونضالاتهم والسطو على مؤسسات إعلامية وهيئات مهنية بعد فشلكم الدريع في تأسيس “فزاعات” نقابية حشرتم لها أفراد من قمامات الحانات وأوكار الدعارة والقوادة.
عندما يصير العدل والأمن والإعلام والسياسة في يد “عصابة” المخدرات الدولية في بلد أسندت أموره لمجرمين ومرتشين وناهبي المال العام فلا عجب أن يطالب شبابه بفتح الحدود. الشعب في سجن كبير تحت سماء لم تعد تمطر وفوق أرض قاحلة جف ماءها وضرب العقم ماشيتها. فكيف لي ألا أقف مرفوع الهامة، شامخ الرأس، وأنا الذي يتمتع بكل ضمانات المحاكمة العادلة في بلد اختار قضاءه وضعي رهن الاعتقال حماية لي من نظام سفاح ومغتصب. فوالله إن سجني أهون من سجن شعب بأكمله يتمنى الخلاص من مخالب نظام دموي ولو بالارتماء في أحضان البحر أملا في أفق أفضل.
سنواصل النضال والكفاح من أجل تحرير وطننا من “عصابة” المخدرات والشدود والنهب مهما كلفنا الأمر.
وبهذه المناسبة أجدد تضامني المطلق مع معتقلي الريف والنقيب زيان وكل معتقلي الرأي (عدد كبير منهم معتقل في إطار محاكمات صورية في ملفات مفبركة جلها نصب واحتيال واغتصاب). كما اجدد تضامني مع الصحافيات والصحافيين والمناضلين الذين يتعرضون لمحاكمات جائرة ومضايقان واضطهاد. أما من باع ضميره بالسكوت والوهن واللعب بين الحبلين فلهم منى أحر التعازي على وفاة ضمائرهم وتحجر قلوبهم.
ولأنني لا أجيد لغة الكلاب والضباع التي تنهش في لحمنا وفي أعراض الزملاء والمناضلين وتطبل للطغاة والمفسدين بتسويق صور نمطية مفضوحة فإنني أتركهم للتاريخ عبرة لكل خائن لوطنه وشعبه. والأيام بيننا، فدوام الحال من المحال. فلا أنتم منا ولا نحن منكم ولا مفر لكم من غضب الشعب الصاطع. زوالكم حثمي وحسابكم عسير في الدنيا قبل الآخرة.

الوطن يستحق التضحيات.
إلى الأمام، دائما وأبدا.

بقلم : إدريس فرحان – سجن بريشا.

Advertisement
  1. الزرايدي يقول

    لا تقلق يا أخي إدريس لأن المخزن يوجد حاليا في أوسخ أغطية على وجه الأرض. إن كان هابط الهمة و باقي الصعاليك قد قرؤوا كتب جيرار فوري ابن الطبيب الخاص لمحمد الخامس، فلا شك أن لديهم فكرة عما ينتظرهم. و إن كانوا قرؤوا كتب ضابط المخابرات السابق أحمد البخاري و شاهدوا فيديوهاته على يوتوب، فلا شيء يمنع مستقبلا من فضحهم هم كذلك و إدخالهم مزبلة التاريخ و هم أحياء كمجانين سلطة و ساديين و شاذين جنسيا و سفاكي دماء و جلادين و خونة و فوق كل ذلك فاشلين و مركوبين من طرف أسيادهم الصهاينة و القوى الإمبريالية. أما بالنسبة لحميد المهداوي فهو إما غبي أو لا يعرف حقا مع من يتعامل أو يلعب مسرحية من إخراج المخزن. ذلك أنني شخصيا لا أثق في أي أحد كان في ضيافة السجون المخزنية و لما غادر، مكث في السجن المفتوح على السماء. المهداوي بعد خروجه من السجن كان عليه أخذ ترتيبات عاجلة لمغادرة الزريبة نهائيا برفقة كامل أسرته بما في ذلك والديه، لأن بإمكانه الحصول على اللجوء السياسي بكل سهولة، و في وضعيته الجديدة كان سيقدم خدمة أكبر لوطنه و للشعب المغربي. كما أن أي شخص و بعد كل ما لدينا من معلومات و وقائع يحاول الحفاظ على الملكية و يعتقد أن هذه الملكية يمكن إصلاحها أو أي شيء من هذا القبيل فلا يمكن الوثوق فيه مطلقا، لأن الملكية لا توجد بين أيدي الملك بل بين أيدي الصهاينة و الفرنسيين و الدليل هو أن دعم ماكرون لما يسمى مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، كان دافعه دعم الملكية و مساندتها في مرحلة تنذر باندحارها الكامل. لذلك فكل من يدعم الملكية فهو بالنسبة لي خائن للوطن و للشعب، و من يريد أن يثبت لي أن المغرب دولة مستقلة و ذات سيادة فليدلي لي بوثيقة رسمية صادرة عن الرئيس الفرنسي أو الدولة الفرنسية تثبت ذلك.

    كل التضامن مع إدريس فرحان ليس بالكلام و لكن بالفعل و لا داعي للتوضيح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.