“الأزمة الأوكرانية”.. روسيا تتقدم شرقا والخلاف الأوروبي يتسع
أعلنت روسيا، الجمعة، أنها دمرت مخزنا كبيرا للذخيرة في مدينة كراماتورسك بشرق أوكرانيا، فيما اتسعت رقعة الخلافات الأوروبية بشأن الأزمة.
وقال بيان لوزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرتين حربيتين أوكرانيتين، واحدة من طراز سو-25 والأخرى من طراز ميج-29 في منطقة لوهانسك الشرقية.
يأتي ذلك فيما قال مصدر في الاتحاد الأوروبي، لوكالة رويترز اليوم، إن المفوضية الأوروبية اقترحت تغييرات على خطتها لحظر النفط الروسي في محاولة لكسب تأييد الدول المعارضة.
وسيشمل الاقتراح المعدل، الذي سيناقشه مبعوثو الاتحاد الأوروبي في اجتماع الجمعة، فترة انتقالية مدتها ثلاثة أشهر قبل فرض حظر على خدمات الشحن لنقل النفط الروسي، وذلك بدلا من شهر واحد في بادئ الأمر.
كما سيكرس مساعدة في الاستثمارات لتحديث البنية التحتية النفطية والتخفيف من تأثير العقوبات.
الخلافات الأوروبية
وعلى صعيد التصريحات الأوروبية بشأن الأزمة، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اليوم إن بلاده لا يمكنها دعم حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة على روسيا في شكلها الحالي بما في ذلك حظر واردات النفط الروسية.
وأضاف أوربان أن الاقتراح الحالي الذي قدمته المفوضية الأوروبية بحظر صادرات النفط الروسية بمثابة إلقاء “قنبلة ذرية” على الاقتصاد المجري، موضحا أن المجر مستعدة للتفاوض إذا رأت اقتراحا جديدا يتناسب مع مصالحها.
وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت الأربعاء الماضي حزمة العقوبات الأشد صرامة حتى الآن ضد موسكو بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لكن العديد من الدول قلقة من أن يقف تأثير قطع واردات النفط الروسية عائقا في طريق الاتفاق.
وتشعر بعض دول شرق الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن وقف واردات النفط الروسية لن يتيح لها الوقت الكافي للتكيف، على الرغم من قول دبلوماسيين إن المجر وسلوفاكيا ستُمنحان مهلة حتى نهاية عام 2023.
وأشار أوربان للإذاعة الرسمية إلى أن المجر ستحتاج إلى خمس سنوات لضخ استثمارات ضخمة في مصافي النفط وخطوط الأنابيب لتتمكن من تغيير نظامها الحالي الذي يعتمد حوالي 65 بالمئة منه على النفط الروسي.
ونوه أوربان قائلا: “نحن نعرف بالضبط ما نحتاجه، أولا وقبل كل شيء نحتاج إلى خمس سنوات حتى تكتمل هذه العملية برمتها… الفترة ما بين عام وعام ونصف ليست كافية لأي شيء”. وأوضح أن المجر ستحتاج أيضا إلى استثمارات ضخمة في المصافي ونظام الشحن للسماح باستيراد النفط من دول غير روسيا.
وتساءل أوربان عما إذا كان من الحكمة تنفيذ استثمارات بهذا الحجم لتحقيق نتيجة في غضون أربع إلى خمس سنوات، بينما تدور الحرب في أوكرانيا حاليا.
ولفت إلى أن المجر ستنتظر اقتراحا جديدا من المفوضية، متابعا القول: “لا أريد مواجهة مع الاتحاد الأوروبي بل أريد أن أتعاون… لكن هذا ممكن فقط إذا أخذوا مصالحنا في الحسبان”.
وكشف أوربان أيضا أن بلاده لن تدعم وضع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المؤيد للكرملين، البطريرك كيريل، على القائمة السوداء، لأن هذه “قضية تتعلق بالحرية الدينية”.
وكرر موقف المجر بعدم إرسال أي أسلحة إلى أوكرانيا المجاورة، لأن هذه الشحنات ستصبح أهدافا للهجمات الروسية في المنطقة الواقعة خارج الحدود في غرب أوكرانيا حيث تعيش عرقيات مجرية، على حد قوله.
عمليات الإجلاء
وعلى صعيد عمليات الإجلاء، كشف مسؤول أوكراني كبير اليوم الجمعة عن محاولة جديدة تجري حاليا لإجلاء المدنيين المحاصرين مع المقاتلين الأوكرانيين في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول بجنوب البلاد.
ولم يذكر أندريه يرماك كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية أي تفاصيل ولم تتضح بعد المرحلة التي وصلت إليها جهود الإنقاذ الجديدة.
وقد أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن أمس الخميس بأن عملية ثالثة جارية لإجلاء المدنيين من ماريوبول وآزوفستال.
وقال يرماك “المرحلة التالية من إنقاذ مواطنينا من آزوفستال جارية حاليا. وستُقدم معلومات عن النتائج في وقت لاحق”.