الأسباب الخفية وراء اعتقال علي أنوزلا ؟؟؟

Advertisement

ليست المرة الأولى التي يتم فيها التحقيق مع الأستاذ علي أنوزلا، وليست المرة الأولى التي ينشر فيها موقع “لكم” شرائط فيديو منسوبة لتنظيم القاعدة، وليس موقع “لكم” أول من ينشر شرائط القاعدة او أي منظمة إرهابية، لأن نشر مثل هذه الشرائط أمر جاري به العمل في الأنظمة الديمقراطية، على أساس ان هذا النشر يعد أمرا مقبولا ما دام يحقق للمواطن الحق في المعلومة، دون أن يكون ذلك ترويجا أو تبنيّا لمضمون هذه الشرائط، وإنما بغاية التنبيه ولفت الانتباه.

لكن ما الذي استجد في الأمر حتى تم اعتقال أنوزلا؟ ولماذا لم يُستدعى أنوزلا للتحقيق بدلا عن اعتقاله من بيته؟ ولماذا اتخذ النظام السياسي هذه الخطوة اتجاه هذا الصحفي الذي لطالما أزعج بكتاباته أهل السلطة؟

منذ أن اطَّلعنا على مقال الأستاذ علي أنوزلا في موقع لكم بعنوان “السعودية.. الخطر الداهم” حصل التوقع بأن أمرا سيئا سيصيب كاتبه وأن المسألة مسألة وقت، فالمقال تضمن نقدا صريحا للنظام السعودي، وتحذيرا قويا من مخاطر السياسات التي ينتهجها آل سعود حيال موجة الربيع الثوري، وهو النقد الذي لا تحبذه الاستخبارات السعودية، حيت درجت على استهداف كل من يتعرض بالنقد لسياسات آل سعود، وفي هذا الصدد تحضرنا قضية المحامي المصري الذي تعرض للاعتقال في السعودية أثناء تأديته واجبه الديني، بتهمة الاتجار في المخدرات، وسرعان ما تم الحكم عليه بالإعدام، بينما كان الهدف الحقيقي للاعتقال الانتقام منه جراء الانتقادات التي كان قد وجهها للنظام السعودي بسبب محاربته للثورة المصرية ونصب العداء لثوار 25 يناير بعد الاطاحة بحسني مبارك. فالأستاذ علي انوزلا على الرغم من أن كتاباته كانت تزعج النظام السياسي المغربي، وغالبا ما كان ينهي مقالاته بعبارة “الثورة هي الحل” إلا أنهم كانوا يغضون الطرف عن تلك المقالات حتى لا يُتهم النظام بمحاربة حرية التعبير، وحتى يظهر بمظهر المتقبل للنقد. لكن أن يتحول النقد إلى “الأخ الأكبر” فهذا ما لم يستطع النظام السياسي المغربي غفرانه لأنوزلا أمام الضغوط التي قد يكون النظام السياسي السعودي مارسها على أصحاب القرار في المغرب، ألم تنشر الصحف المغربية قبل أياما أن رئيس الحكومة المغربية نفسه قد تعرض للتوبيخ بسبب خروج زوجته وابنه في تظاهرة مناوئة للحكم العسكري في مصر الذي تدعمه السعودية، حيث توصلت السلطات السعودية بتقرير حول الموضوع؟

قد نكون مخطئين في افتراض أن مقال أنوزلا حول السعودية هو من عجّل باعتقاله، لكننا على يقين بأن هذا المقال وصل إلى السفارة السعودية في المغرب، وأعدت حوله تقارير مستفيضة، ثم أرسلته إلى السلطات السعودية، كي يتم إدراج صاحبه ضمن للائحة أعداء آل سعود، خاصة وأن السعودية ستشعر بالغبن اتجاه أنوزلا لأنها كانت تعده من أصدقائها بما أنه كان يشغل مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط السعودية، وكأن كل من اشتغل مع السعودية يفترض فيه أن يقدم لها فروض الولاء والطاعة. متناسية أن الأحرار لا يشترون بالمال ولا بالمناصب.

أتمنى للأستاذ علي أنوزلا الحرية قريبا، وأرجو أن يكون اعتقاله محطة لكافة المغاربة لمراجعة مواقفهم حيال ما يجري في المغرب، وأن يشمر الشعب المغربي على سواعده من اجل بناء مغرب حر ينعم فيع المواطن بالحرية والعدالة الاجتماعية، على غرار باقي الأنظمة الديمقراطية، التي يعتبر فيها اعتقال صحفي من بيته في ظروف لا إنسانية جريمة مكتملة الأركان يُعاقب من اقترفها بعمقتطفات من المقال الذي كتبه الأستاذ أنوزلا حول السعودية:… نزلت السعودية بثقلها المالي والديني والدبلوماسي، لدعم العسكر في مصر. في البداية كانت أول من رحب بـتدخل الجيش و”الانقلاب” على الحكم المدني “الاخواني”، وبادرت هي ودول خليجية، خاصة الإمارات، إلى رصد نحو 12 مليار دولار لدعم “التحول” العسكري في مصر…. إن المراهنة على نظام أسري مثل النظام السعودي سيكون حتما ضد الشعوب وربما ضد مصالح أمريكا نفسها، والأخطر من ذلك فهذا النظام بدعمه لجماعات دينية راديكالية يقوض كل امكانية لولادة الديمقراطية في المنطقة… لكن ما اتضح اليوم هو أن أي تغيير حقيقي في المنطقة يجب أن يبدأ من شبه الجزيرة العربية، ليس لأنها مهد الرسالة الإسلامية، وإنما لوجود أنظمة أسرية متحالفة فيما بينها تتربع على أكبر ثروة في العالم، لا تريد أن يحدث أي تغيير يمس مصالحها”قوبات مشددة.

عبد الرحيم العلام ….

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.