الأسد في ذكرى اندلاع الحرب في سورية: خلطوا بين حرية الرأي وبين فوضى الآراء وبرروا التخريب بالإصلاح وبدلاً من معارضة الحكومة ذهبوا باتجاه تدمير الدولة.. ونزول سفراء أجانب إلى الميدان في سورية من أجل دعم التخريب.. العالم منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عبارة عن غابة واللصوص هم الغرب.. وزيلنسكي صهيوني يهودي يدعم النازية وخيار سورية الإصرار على التوجه شرقا

Advertisement

اكد الرئيس السوري بشار الأسد ان سورية ان سورية وهي تنهي العام الحادي عشر للحرب على سورية، تصبح الأمور مع الوقت ومع الزمن ومع مرور السنين أكثر وضوحاً بالنسبة لكل مواطن سوري، وعناصر هذه الحرب تصبح أكثر ظهوراً سواء الغرب الذي يسعى للهيمنة والسيطرة على كل العالم بما فيه سورية كواحدة من الساحات، مروراً بالإمعات.. أنظمة الإمعات سواء كانت عربية أو إقليمية، أو كانت غربية في أوروبا وصولاً إلى من يحمل جنسية سورية، ولكنهم غير حاملين لروح الوطن ولتراثه، وهذا العنصر هو العنصر الأهم في هذه الحرب، لأنهم المدخل للغرباء، والمفتاح لكل المؤامرة التي حصلت في سورية، ودروس الحرب لا يمكن أن تكون دروساً مفيدة أو مستفادة إن لم نتمكن من تحليل هذه الحالة، فهؤلاء أشخاص عاشوا معنا في نفس الوطن، درسوا معنا نفس المناهج، كل هذه الدروس الموجودة في التاريخ تعلمناها سوية، ولكنهم ذهبوا بالاتجاه المعاكس، تلك المجموعات من السوريين وهي قليلة، بالاتجاه المعاكس للتاريخ ولطبيعة المجتمع في سورية.
ولفت الرئيس الأسد خلاله استقباله المعلمين في سورية بذكرى عيد المعلم وبالتزامن مع ذكرى الحرب في سورية، إلى أن هناك عاملاً آخر لا يقل أهمية عن هذا العامل أو العنصر، هم السوريون الذين أحبوا بلدهم ولكنهم لم يمتلكوا الوعي الكافي في بداية الحرب لكي يعرفوا ما الذي حصل، فأرسلوا الرسائل الخاطئة عن غير قصد للخارج، فشجعوا الخارج، وشجعوا الإرهابيين عندما أظهروا أن ما يحصل في سورية هو ليس خلافات سياسية، والخلافات السياسية طبيعية، الناس لديها آراء مختلفة، ولكن ما أظهروه هو الانقسام الوطني، وعندما يكون هناك انقسام وطني، يعني أن أسس الوطن غير صحيحة، وهذا يعطي رسالة للأجنبي لكي يبحث عن الفرصة المناسبة والذهبية للتدخل في سورية.
وتابع الرئيس الأسد: خلطوا بين حرية الرأي وبين فوضى الآراء، فكان بالنسبة لهم الحديث عن المواضيع، والحديث باللغة التقسيمية سواء كانت طائفية أو عرقية أو غيرها هو جزء من حرية الرأي وليس جزءاً من تخريب الوطن، برروا الفوضى بردّ الفعل، برروا التخريب بالإصلاح، قالوا بأن من خرج، خرج من أجل أن يصلح الفساد والأخطاء المختلفة الموجودة، خلطوا بين الحكومة والدولة، بدلاً من معارضة الحكومة ذهبوا باتجاه تدمير الدولة، لم يقدروا ماذا يعني “تدخل خارجي”، ونزول سفراء أجانب إلى الميدان في سورية من أجل دعم التخريب، وعوا لاحقاً ولكن عندما وصلوا إلى مرحلة الوعي كان الأوان قد فات، وكان في ذلك الوقت قطار التخريب قد انطلق في سورية.
وقال الأسد “إذا أردت أن أتحدث عن الأحداث اليوم فجوهرها اليوم وفي الماضي هو الغرب، لأن الغرب يدير سياسات العالم أو يؤثر بالعالم بشكل سلبي منذ مئات السنين، ربما أكثر من قرنين من الزمن فكل مشاكل العالم عبر مئات السنين سببها الحروب والاحتلالات والقتل الذي كان دائماً الغرب يسعى إليه من أجل تحقيق مصالح، فإذا أردنا أن نتحدث عن أي موضوع لا بد أن نتحدث عن القاسم المشترك اليوم، أولاً لأن معاناة العالم كما قلت سببها الغرب ثانياً لأن معاناتنا في سورية وفي هذه المنطقة التي عمرها الآن مئة عام ونيف منذ خروج العثماني عام 1916 ترتبط مباشرة منذ الاحتلال الفرنسي حتى اليوم بالدول الغربية التي لم تتوقف عن التآمر على سورية، الجانب الآخر لأن الغرب اليوم يمر بمفصل تاريخي بالنسبة لدوره ووجوده وصورته بعد حرب أوكرانيا تحديداً، الحرب السورية والليبية أثرت ولكن الحرب الأوكرانية الآن هي مفصل كامل لدور الغرب أي سقوط الاتحاد السوفييتي كان مفصلاً مهماً ولكن الغرب كان يعتبر نفسه قوياً، لكن التحول الحقيقي حصل منذ الحرب العالمية الثانية وهذا هو التحول الثاني الكبير، فبما أن كل المشاكل والاضطرابات مرتبطة بالغرب، لذلك سأمر ببعض النقاط المرتبطة به وهي بالنسبة لنا في سورية معظمها نقاط قديمة ليست جديدة ولكن بالنسبة للجمهور الغربي هي جديدة
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الغرب اليوم يستخدم المزيد من المصطلحات الإنسانية، ولكنه يرتكب المزيد من الجرائم بحق شعوب العالم، ولكن في الحقيقة، كل هذه الأقنعة التي لبسوها خلال تلك العقود لم يتمكنوا خلالها من خداع سورية ولا مرّة واحدة وهذه مشكلة الغرب مع سورية ومع الشعب السوري.. لكن الأحداث التي حصلت في سورية، أجبرت الغرب على أن ينزع هذه الأقنعة تدريجياً. أتت الحرب الأوكرانية لتدفع هذا الغرب لينزع ما تبقى من أقنعة دفعة واحدة.
وأضاف الحقيقة أن العالم منذ سقوط الاتحاد السوفييتي هو عبارة عن غابة، واللصوص هم الغرب. ولا يوجد قانون دولي. ولا توجد مؤسسات دولية ولا يوجد أي شيء.. فالحديث عن القانون الدولي في ظل عدم وجوده وعدم تطبيقه، كلام من دون معنى وهذا الكلام قاله المسؤولون الروس منذ 15 عاماً بالضبط وبشكل علني، بأن السياسة التي يسعى إليها الغرب، هي سياسة القوة. وسياسة الأقوى وبالتالي هم يسعون إلى تحويل العالم إلى غابة
وقال الأسد أثبت الغرب أنه لا يوجد لديه لا أصدقاء ولا يوجد لديه أعداء، يوجد لديه عدو واحد هو كل من يقف بوجه مصالحه المادية. يعني لا الشيوعية ولا الإسلام ولا النازية ولا الصين ولا روسيا ولا غيرها هم أعداء للغرب.. إذا كانوا يلبون المصالح فهم أصدقاء، وإذا كانوا يقفون ضد المصالح فهم أعداء.. يعني المبادئ صفر. لكن آخر حقيقة وهي أن أشد الحقائق قبحاً – وقلة من الناس تعرف عنها- هي كذبة أن الغرب ضد النازية وأن الصهيونية ضد النازية. القلة تعرف بأن النازيين في أوكرانيا وهي منظمات نازية عملت بشكل وثيق مع هتلر أمنياً وعسكرياً وعقائدياً. عندما انتهت الحرب العالمية الثانية تم إخراج القادة البعض منهم إلى أوروبا والبعض منهم إلى أمريكا.
أن زيلنسكي هو صهيوني يهودي ولكن يدعم المنظمات القومية المتطرفة التي قاتلت في الحرب العالمية الثانية عندما دخل هتلر وشارك جزء منها في المذابح ضد اليهود.. فكيف يكون هذا الصهيوني اليهودي داعماً لهذه المنظمات. والغرب يدعم هذه المنظمات التي تسمى اليوم منظمة (آزوف) اليمينية و”إسرائيل” الصهيونية التي تجتر ذكرى البكاء على ضحايا المحرقة.. تدعم زعيماً يدعم النازية التي قتلت اليهود.. هذا يؤكد بأن الغرب يكذب بكل ما يقول والغرب لا يهمه سوى أن يسيطر على العالم ويتحكم بالعالم وأن ينهب الموارد ويملأ خزائنه بالأموال.
وأضاف أن ما طرحته الدولة السورية والحكومة السورية في عام 2005 منذ 17 عاماً حول التوجه شرقاً يصبح الآن أكثر صحة من ذي قبل.. أولاً لأن الأحداث تثبت حقيقة أن الغرب لا يمكن أن نعتمد عليه.. ثانياً، لأن الشرق الذي نتحدث عنه قد أصبح شرقاً متطوراً وقادراً على سد حاجات معظم دول العالم بعيداً عن الحصار وبعيداً عن الفوقية وبعيداً عن التحكم بمصائرنا في كل مجال من المجالات.
استعرض الأسد الازمة الاقتصادية في بلاده وتأثرها بعوامل خارجية مشيرا ان سورية في المرحلة المقبلة تركز على الإنتاج المحلي وان هذا النهج يتجه نحو المسار الصحيح.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.