قررت دولة البيرو إعادة الاعتراف بالجمهورية التي أعلنتها حركة البوليساريو. ويأتي القرار بعدما كانت البيرو سحبت الاعتراف خلال منتصف أغسطس/ آب الماضي، أي في أقل من شهر واحد.
ويبرز هذا التطور مدى ارتباط ملف الصحراء الغربية بنوعية الأحزاب التي تصل إلى رئاسة البيرو، إن كانت يسارية أم يمينية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس بيدرو كاستيلو، عن دعم جبهة البوليساريو وتقرير المصير والاعتراف بالجمهورية التي أعلنتها. وبهذا يكون قد أعاد الاعتراف بعدما كان قد سحبه وزير خارجية هذا البلد ميغيل آنخيل رودريغيز ماكاي. وكان هذا الأخير قد أعلن في بيان رسمي منتصف أغسطس/ آب الماضي أن “حكومة جمهورية البيرو، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء، تقدر وتحترم السلامة الإقليمية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، فضلاً عن خطة الحكم الذاتي لهذا النزاع الإقليمي، ووفقا للقانون الدولي، مع الاحترام الكامل لمبادئ السلامة الإقليمية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة ودعما للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي وواقعي ودائم وتوافقي بشأن الجدل حول الصحراء الغربية”.
ومباشرة بعد اتخاذ الرئيس بيدرو كوستيلو القرار، قدم وزير الخارجية استقالته يوم الجمعة، رغم أن تعيينه في المنصب يعود فقط إلى 5 آب/ أغسطس الماضي. ونشرت الصحافة في البيرو أن قرار الاستقالة جاء نتيجة الاختلاف الحاصل بين الرئيس ووزير الخارجية في ملفات دولية، وكان ملف الصحراء الملف الذي فجر الأمور.
وتعد البيرو من دول أمريكا اللاتينية التي غيرت موقفها من الصحراء مرات عديدة منذ الثمانينات. وكانت البيرو قد اعترفت بالبوليساريو كدولة سنة 1984 إبان رئاسة فيرناندو بلاوندي، ثم جمد الاعتراف الرئيس ألبيرتو فوجيموري سنة 1996، وحدث الاعتراف مجددا مع الرئيس الحالي بيدرو كاستليو خلال سبتمبر 2021، وجرى تجميد الاعتراف مجددا مع الرئيس نفسه خلال آب/ أغسطس الماضي، وتعود البيرو بعد شهر إلى الاعتراف بالبوليساريو كدولة.
ويعد نزاع الصحراء ضمن الملفات التي تشهد تغيرا في دول أمريكا اللاتينية بسبب التغيرات الحاصلة في نوعية الأحزاب التي تصل إلى السلطة، فعندما يصل اليسار يعترف بالبوليساريو كدولة، وعندما يفوز اليمين يقدم على تجميد الاعتراف باستثناء المكسيك التي منذ اعترافها في الثمانينات لم تسحبه أو تجمده.
وكانت كولومبيا بدورها قد أعادت خلال بداية الشهر الماضي الاعتراف بالجمهورية التي أعلنتها البوليساريو، وهذا يشكل صعوبة كبيرة للدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية.