الشروق نيوز 24 / متابعة.
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده توم بول، نقل فيه ما ورد في تقرير لمخبر في خدمة المخابرات الروسية “أف أس بي”، قوله إن الحرب الروسية الحالية في أوكرانيا ستفشل فشلا ذريعا. وقال إن الجواسيس في جهاز المخابرات سيئ السمعة لم يعرفوا عن خطط الرئيس فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا، ووصف المخبر الحرب بأنها “فشل ذريع” لا يمكن مقارنتها إلا بانهيار ألمانيا النازية.
وفي تقرير أعده على ما يُعتقد محلل في “أف أس بي” والتي حلت محل الجهاز الاستخباراتي في العهد السوفييتي “كي جي بي” أن عدد قتلى الجيش الروسي ربما وصل إلى 10 آلاف جندي. ولم تعترف وزارة الدفاع الروسية إلا بمقتل 498 جنديا في أوكرانيا. وجاء في التقرير أن جهاز “أف أس بي” وجّه إليه اللوم على الفشل في أوكرانيا، لكنه لم يعرف مقدما بالغزو ولم يكن جاهزا للتعامل مع آثار العقوبات الصارمة. وأضاف المخبر أن أحدا في الحكومة لا يعرف العدد الحقيقي للقتلى، فقد “فقدنا الصلة بالوحدات الكبرى”.
وطلب من مسؤولي المخابرات تقييم أثر العقوبات الغربية، ولكنه كان نظريا وعبارة على تمرين في ملأ الفراغات بصح أو خطأ، و”عليك إرسال التحليل بطريقة تظهر روسيا كمنتصرة.. وإلا تم التحقيق معك لأنك لم تقم بعملك على ما يرام”. وكتب المحللون: “حدث الأمر فجأة، وأحيل الامر إليك وتقييمك الذي لا أساس له. نتصرف بناء على حدسنا وعاطفتنا ونرفع رهاناتنا على أمل أن يأتي أمر من خلالنا. بشكل عام لا مخرج لروسيا، ولا خيار لنصر ممكن ولكن هزيمة”.
وجاء في التقرير أو الرسالة، أن زعيم الشيشان رمضان قديروف كاد يتصادم مع الروس بعدما تم تدمير “فرقة القتل” التي أرسلها إلى أوكرانيا. وحتى لو قُتل الرئيس فولدومير زيلينسكي، فلا أمل لروسيا باحتلال أوكرانيا، و”بأقل مقاومة من الأوكرانيين، فنحن بحاجة إلى نصف مليون جندي ولا تنس الإمداد واللوجيستيات”.
ويقول المحللون إن جهاز المخابرات الخارجية الروسي “أس أف أر” يحاول “البحث عن المواد القذرة” والزعم بأن أوكرانيا لديها برنامج نووي، كمبرر لضربة وقائية. ونشر تقرير المخابرات الناشط الروسي فلاديمير أوسيتشكن، في موقع “غولاغ نت”. وقال كريستو غروزيف، الخبير في المخابرات الروسية، إنه أطلع اثنين من مسؤولي “أف أس بي” ولم يشك كلاهما بأن الرسالة كتبها زميل لهما. وقال غروزيف الذي سرّب هويات المتورطين في عملية تسميم عميل مزدوج في مدينة سالزبيري البريطانية، في مقابلة مع موقع “بيلينغ كات” عام 2018، إن الأوكرانيين سرّبوا في الماضي وثائق مزيفة كجزء من حرب نفسية، إلا أن الرسالة الأخيرة مختلفة، وجاءت من مصدر موثوق وهو “أوسيتشكن” وهي طويلة مقارنة مع رسالة مزيفة.
ويدير “أف أس بي” ألكسندر بورتينكوف، وهو أحد المقربين من بوتين، وعملا معا في المخابرات في السبعينات من القرن الماضي. ويدير نجل بورتينكوف، دينيس، بنك “في تي بي” الذي فرضت بريطانيا عقوبات عليه.
ويرى كاتب الرسالة أن موعد نهاية الحرب سيكون في حزيران؛ لأن الاقتصاد الروسي سيكون قد انهار، ويتابع: “لم أستطع النوم في الفترة الماضية، ربما لأنني لساعات وغير قادر على التفكير، وربما بسبب إجهاد العمل المتواصل. أشعر أن الوضع سريالي وأن صندوق باندورا (المتاعب) قد فتح”.
وقال الكاتب إنهم لا يستبعدون نزاعا دوليا، وأن يقوم بعض المستشارين الأغبياء بإقناع القيادة الروسية بتوجيه إنذار للغرب إن لم يتم رفع العقوبات. ولكن، ماذا لو لم يستجب الغرب؟ “في هذه الحالة، لا أستبعد أن ندفع نحو نزاع دولي تماما كما حدث مع هتلر عام 1939”.
وعبرت زوجة سناتور كان أستاذا لبوتين عن عدم رضاها من الحرب. واعترفت لودميلا ناروسوفا (70 عاما) بوقوع عدد كبير من القتلى الروس. وقالت إن من بين 100 مجند في مجموعة لم ينج سوى أربعة. وهي زوجة أناتولي سوبتشاك، الذي كان أول عمدة منتخب ديمقراطيا لسانت بطرسبرغ وتوفي عام 2000 في ظروف غامضة بعد صعود بوتين. وقالت إن المجندين أجبروا على توقيع تعهدات بالقتال في أوكرانيا.
ويعتبر التدريب إجباريا للرجال ما بين 18-27 عاما، وقالت لجنة أمهات الجنود الروس الأسبوع الماضي، إن الكثير من الجنود خُدعوا للقتال. وقيل لهم إنهم ذاهبون إلى الحدود للمناورات العسكرية، لكن عقودهم غُيرت للمشاركة في القتال.