مع ظهور العملاق الصيني ظهر في العقود الأخيرة مفهوم جديد لدور جهاز المخابرات الوطني ولتحديد ماهية النشاط المخابراتي العصري بحيث أصبح يركز على السعي للسيطرة على الذكاء الإصطناعي عبر البحث ليس فقط بالتطوير بل كما هو حال دولة الصين بإستخدام السرقات ومحاولات إختراق الأمن القومي للدول والنفوذ إلى الجوانب الإقتصادية للدول لمعرفة ما يدور في كواليس العمل الإقتصادي، سواء في مجال التجارة الخارجية أو التجارة الداخلية أو الإنتاج والتسويق والتكنولوجيا وبراءات الإختراع…
الدولة المغربية تنفق المليارات على تمويل النشاط المخابراتي لمختلف هياكل المديرية العامة الدراسات والمستندات “لادجيد “بالخارج جهاز المخابرات الوطني الذي يوظف مجهوداته لتصريف سياسة تأميم الدين” المخزنية ..
تلك المهمة البعيدة بملايين السنوات الضوئية على أن ترقى إلى مستوى برنامج إستخباراتي ذو بعد أمني إقتصادي صرف يؤهل لادجيد لأن يكون بوسعها منافسة ماتنجزه مخابرات بلدان أخرى لفائدة اقتصادها .. …َ
مهمة تعود إلى زمن ماقبل الحرب الباردة هي أبعد ما تكون على أن تتماهي مع متطلبات الإندماج في عصر المنافسة و الذكاء الاصطناعي.
سياسة متخلفة قاصرة تستجيب لتطلعات عقلية دولة مخزنية لاتزال ترسم سياساتها تحت ضغط الهاجس الأمني ، تريد أن تجعل من الدين جزءا من الهوية الوطنية و من السلطة الحاكمة وتسوغه لجاليات مغاربة العالم كما لو كان مسألة سيادة وطنية.. ..
لذلك تشرف مصلحة لادجيد على صرف المليارات من العملة الصعبة على التعليم الديني بتلقين من أئمة وفقهاء بعضهم فاسدون أخلاقيا( يوجد إمامان في طور المحاكمة بمحاكم إسبانية بتهم إغتصاب الأطفال ) ، وبناء المساجد وتشكيل وتمويل الجمعيات ذات الصبغة الدينية وصرف العلاوات والمكافأت لفائدة المتعاونين والوشاة ، وأي ممن يقبلون ببيع ضمائرهم بالمقابل والمتمرسين في فنون النفاق والرياء والكذب و السعي خلف المصالح الشخصية…. أيضا توزع المخابرات المغربية بالخارج الأموال بسخاء وكرم حاتمي على الأبواق الاعلامية المأجورة ممن يقبلون بالإساءة للفعاليات النظيفة وأصحاب الأقلام الجادة والمناهضين للفساد الديني ، وفاضحي الذين شكلوا جهازا مأجورا نذر نفسه لتبرير الأخطاء والتستر على جرائم نهب الآموال ، وهدر الميزانيات المالية الضخمة وترويج الأكاذيب والإلتفاف على الحقائق …
الإستخبارات يجب أن توظف في خدمة الإقتصاد ، هذا هو المفهوم الجديد لوظيفة العمل المخابراتي وفق روح عصر التكنولوجيا والمنافسة الشرسة من أجل إحتلال مكانة الريادة في إستغلال وتوظيف الذكاء الإصطناعي بكل الوسائل المتاحة لبناء إقتصاد مغربي قوي يخرج البلاد من بؤرة البؤس الإجتماعي ، ومن حالة إنسداد الآفاق التي أصبحت تدفع حتى بالأطفال من ذوي عشر سنوات لركوب مغامرة الهجرة السرية بحثا عن آفاق أرحب وأوسع ، وليس إضاعة الوقت وتبديد الجهود وإنفاق المليارات من المال العام في رعاية الفكر الخرافي ومحاولة تضبيع وتهجين العقول ….
تلكم المشاريع الوهمية التي لاتستفيد منها غير شبكات مافيا نهب الأموال العمومية والتي تنتفخ أرصدتها على مدار الساعة…
الحسين فاتش، بلنسيا اسبانيا…..