التطبيع الأمنيّ المخابراتيّ: شعبةٌ خاصّةٌ بجيش الاحتلال لتوطيد التعاون مع الدول العربيّة السُنيّة والإسلاميّة والمُطبّعة.. (اتفاقات أبراهام) دفعت التنسيق للمجال العملياتيّ…”الدول الخليجيّة تَنْعَم بمخزننا الشامل بالمعلومات الحساسّة جدًا”!

Advertisement

من زهير أندراوس:
مع توطيد التطبيع وانتقاله إلى جميع مناحي الحياة، بم في ذلك التنسيق السياسيّ، ونقلاً عن مصادر أمنيّةٍ عليمةٍ ورفيعة المُستوى في تل أبيب، كشف موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ النقاب عن أنّه بعد التوقيع على اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال والدول العربيّة، والمعروفة باتفاقيات أبراهام، والتي شملت الإمارات العربيّة المُتحدّة، ومملكة البحرين والمملكة المغربيّة، ولاحقًا السودان، تمّ تأسيس شعبةً جديدةً في وحدة الاستخبارات العسكريّة (أمان) بجيش الاحتلال الإسرائيليّ وظيفتها توثيق العلاقات الأمنيّة بين كيان الاحتلال وبين الدول العربيّة المُطبِّعة، بالإضافة إلى دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ لا يُمكِن الكشف عنها آنيًا، على ما نقل محلل الشؤون العسكريّة بالموقع، د. أمير بوحبوط عن المصادر عينها.
وتابعت ذات المصادر قائلةً إنّ الهدف من تشكيل الوحدة المذكورة هو توثيق العلاقات الأمنيّة بين إسرائيل وتوسيع التعاون بين الدول في المجال الاستخباراتيّ والعملياتيّ في منطقة الشرق الأوسط، لافتًا إلى أنّ وحداتٍ أخرى في الاستخبارات العسكريّة تقوم بنفس المهام في مناطق جغرافيّةٍ أخرى مثل القارّة العجوز وأمريكا.
وفي خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ سمحت الرقابة العسكريّة بالكيان للصحافيّ الإسرائيليّ بإجراء مقابلةٍ مع الضابط الذي سُمّي بالإشارة إليه بالحرف (ي)، والذي أكّد أنّه منذ التوقيع على اتفاقيات التطبيع (أبراهم) زادت وتيرة العمليات المشتركة بين جيش الاحتلال وبين الجيوش العربيّة والأجهزة الأمنيّة في الدول المُطبّعة، بهدف خلق منظومة تعاونٍ مُشتركٍ ومنظومةٍ ثابتةٍ للتنسيق بين الأجهزة الأمنيّة، مُضيفًا “أننّا نعمل مع الاستخبارات العسكريّة مع الحلفاء العرب الجدد”، على حدّ تعبيره.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أوضح الضابط (ي) في حديثه للموقع العبريّ أنّ “التغيير يتمثّل في المجال النظريّ وأيضًا في المجال العمليّ، في الماضي نشطت إسرائيل من رؤيتها بأنّه لا توجد أيّ دولةٍ على استعدادٍ للتعاون معها، ولذا يتعيّن عليها مُواجهة التهديدات والتحديات الأمنيّة الإقليميّة بصورةٍ مُنفردةٍ، أمّا اليوم فإنّنا نعمل بناءً على نظرية التحالفات مع الدول العربيّة التي أبرمت معنا اتفاقيات سلام”، كما قال.
وتابع قائلاً:”القدرة على التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات وبذل الجهود الجمعيّة بين الحلفاء في مواجهة التهديدات المُشتركة هي نقاط حساسّة للغاية وحرجة جدًا. فجأة الشعور الذي ينتابنا يقول إنّ إسرائيل ليست لوحدها، ومن المُمكِن شبك الأيادي والعمل سويةً”، بحسب وصفه، مُشيرًا إلى أنّه “من أجل جمع المعلومات الاستخباريّة، التأثير، والقيام بعملياتٍ مُشتركةٍ، فإنّنا نقوم بالتعاون وإخراج هذه الأمور إلى حيّز التنفيذ”، كما قال.
الإعلامي سأل الضاباط: كيف تُقيِّم العلاقات مع دول الخليج، فردّ ضابط الاستخبارات الإسرائيليّ قائلاً:”علاقاتنا ممتازة مع جميع الشركاء في القسم الذي أترأسه أنا، والذي يشمل جميع الدول العربيّة السُنيّة. “هناك رغبة عميقة وكبيرة جدًا من قبلهم لتعلّم من قدراتنا المعروفة وتجربتنا الخاصّة، إنّهم يُريدون أنْ ينعموا من الحقيقة بأنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة تمتلك مخزنًا هائلاً من المعلومات الحساسة جدًا في الشرق الأوسط، لأنّ ما نملكه يُساعد الدول السُنيّة الصديقة بالمُساهمة الأمنيّة لما في ذلك من مصلحةٍ للدول نفسها ولشعوبها، عمومًا، نحن نلتقي مع قادة الأجهزة الأمنيّة في تلك الدول وهم يعرفون ماذا يريدون من الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة، إنّنا نُقدِّر عاليًا قدراتهم وجدّيتهم”، أكّد الضابط الإسرائيليّ للموقع العبريّ.
وحول تأثير اتفاقيات أبراهام اكتفى الضابط بالقول إنّ هناك العديد من الأمور التي حدثت وتحدث وستحدث قريبًا، والتي كانت في الماضي غير البعيد بمثابة حلم لا يتحقق، خياليّ، “لقد تمّ رفع العلم المغربيّ في مقّر قيادة الجيش الإسرائيليّ في تل أبيب، ماذا نريد أكثر من ذلك”، تساءل الضابط (ي).
فيما يتعلّق بإيران قال الضابط (ي) إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة تُهدِّد إسرائيل وباقي الدول العربيّة التي وقعّت على (اتفاقيات أبراهام)، مُوضحًا أنّ الاتفاقيات تزيد من القدرة على التعاون بين إسرائيل والدول المُطبّعة معها، وهذا الأمر يُقلِق صُنّاع القرار في طهران، كما قال.
“عندما تتحدّث معهم عن إيران فعليكَ طيلة الوقت أنْ تُزوّد الطرف الآخر بمعلوماتٍ استخباراتيّةٍ موثوقةٍ وصادقةٍ، وتمتنع في الوقت عينه من ترديد شعارات فارغة من المضمون، ولا ترتبط مع الحقائق على أرض الواقع، وكان هناك لقاءً بين قائد شعبة الاستخبارات ونظيره من دولةٍ عربيّةٍ سُنيّةٍ، وبعد أنْ استمع للجنرال الإسرائيليّ ردّ بالقول: (كلّ كلمة سمعتها منكَ كانت صحيحةً)، لأنّ الاثنين فَهِما وتفهما الواحد الآخر”.
ورفض الضابط الإسرائيليّ المسؤول عن شعبة التنسيق مع الدول العربيّة- السُنيّة الردّ على سؤال الموقع حول التعاون بين إسرائيل والولايات المُتحدّة في إخراج عمليات اغتيالٍ إلى حيّز التنفيّذ سويةً، واكتفي بالقول إنّه بعد اغتيال قائد (فيلق القدس) في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، الجنرال قاسم سليماني، قامت الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة بمُحاولة استشراف الردّ الإيرانيّ على عملية التصفية، كي يكون الأمريكيون على استعدادٍ، لافتًا إلى أنّ إسرائيل تقوم بتخطيط وتنفيذ عمليات الاغتيال الممركز لوحدها، على حدّ زعمه.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.