التوقيف ليومين أفضل من تشويه الوجه أو وضع المخدرات في السيارة او التصفية الجسدية

Advertisement

المتتبع للمسار الصحفي لفرخان إدريس الذي يعتبر اول يوتوبرز من مغاربة العالم الذي نشر فيديو على اليوتوب يفضح فيه الفساد المالي والإداري والأخلاقي بالقنصلية العامة المغربية بميلانو في عهد القنصل العام السابق المرحوم القادري الذي توفي بمرض السرطان في الدماغ بعد تعيينه سفيرا للمملكة بجمهورية التشاد…

فيديو أحدث ضجة كبيرة بين أوساط الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا ومختلف دول العالم، لأنه لأول مرة في تاريخ مغاربة المهجر ناشط جمعوي يتكلم بالصوت والصورة عن الفساد الموجود بالقنصليات المغربية بالخارج.

نفس المهاجرين الذين خرجوا بعد عملية التوقيف يهاجمونه بشراسة على الفيسبوك واليوتوب، ويقذفونه بأبشع الأوصاف هم أنفسهم كانوا أخذوا على عاتقهم الدفاع عن القنصل العام آنذاك..

يعني، أن الزميل الصحفي الاستقصائي فرحان إدريس خلق ثقافة جديدة بين وسط مغاربة إيطاليا والعالم على المستوى الجمعوي والحقوقي والإعلامي..

بحكم ، أنه درس أولا درس بجامعة سيدي محمد بن عبد الله ظهر المهراز، وكان احد كوادر حركة منظمة إلى الأمام اليسارية الراديكالية ، ومن القيادات الصف الأول للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.. المعروف بالأوطيم..

هجرته للديار الإيطالية في أواخر الثمانينات بعد الإضراب العام الكبير للطلبة بفاس هروبا من الاعتقال. وإنتماءه بعد سنوات لجماعة الإخوان المسلمين بإيطاليا جعله يكسب خبرة كبيرة في العمل الإسلامي من حيث معرفة طرق تجنيد الشباب المغربي وتأطيرهم ليتحولوا بعد سنوات لأسرة وخلايا نائمة..

ولاسيما تمكنه من معرفة الطرق السرية للتمويل المالي للجماعة الإخوانية..

وأهم شيء حصل عليه هو تعرفه على كل قيادات الجماعة المقيمة بدول الإتحاد الأوروبي..

وذلك بسبب حضوره لسنوات للمؤتمر السنوي التي كانت الذراع الدعوى للجماعة بإيطاليا، الأوكوي، إتحاد الجاليات والهيآت الإسلامية بإيطاليا،

يعني، أنه استطاع خلال سنوات من الانتماء للجماعة من معرفة الخريطة الكاملة للجماعات والحركات الإسلامية الناشطة بالديار الإيطالية..

توفره على كم هائل من المعلومات جعله محط اهتمام كل من الاستخبارات الخارجية الإيطالية والمغربية..

لكن القفزة النوعية كانت حين قام بتأسيس الموقع الإخباري المختص بقضايا الجالية، الشروق نيوز 24 ، في شهر يوليوز من سنة 2013 ,

، الذي أصبح فعلا مع مرور السنين الناطق الإعلامي المستقل لمغاربة إيطاليا والعالم..

تحقيقاته الميدانية الصحفية طوال هذه السنوات كانت وراء الغضبة الملكية المشهورة سنة 2015 على القناصلة والسفراء المتوازية مع الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها فعاليات جمعوية معروفة بجهة إيميلي رومانيا.

هذا النجاح الإعلامي الباهر للموقع خلق له عداوات كثيرة على جميع الأصعدة والمستويات، بين الوسط الجمعوي لمغاربة إيطاليا والعالم ، وبين أوساط  السفراء والقناصلة ومستشاري لادجيد..

مقالاته كانت وراء إعفاء العديد من القناصلة العامين وموظفي وزارة الشؤون الخارجية ومستشاري لادجيد كتائب القنصل العام بتوربنو..

تغطيته بتدبير الشأن الديني لمغاربة إيطاليا والعالم جلب عليه غضب المسؤولين الكبار بالخلية الوزارية المكلفة بحماية الأمن الروحي لمغاربة الخارج..

ما يعني، أن الصحفي الاستقصائي فرحان إدريس المقيم بمدينة إبريشيا أصبح له أعداء كثر في المؤسسات الرسمية الدبلوماسية منها والأمنية وللاستخباراتية داخل المغرب وخارجه وبين الوسط الجمعوي لمغاربة إيطاليا والعالم..

في السنوات الأخيرة تمكن من خلق شبكة كبيرة من المعلومات داخل الأجهزة الأمنية، لدرجة ان المديريات العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني كانت ترسل لجان تفتيش مباشرة بعد نشر تحقيقات ميدانية عن رجال الشرطة وضباط الأمن الفاسدين..

ونخص بالذكر، الموظفين الذين يمارسون مهامهم الأمنية بمدينة الدار البيضاء الكبرى..

المفيد، أنه أصبح صوت إعلامي مزعج للعديد من مصالح الأمن السيادية ولكل المسؤولين عن الوزارات والمؤسسات العمومية المهمة بقضايا الجالية

كل المسؤولين بالمغرب وخارجه أصبحوا مهتمين بما ينشر يوميا على موقع الشروق نيوز 24 بسبب دقة المعلومات التي انشر..

وكان من الطبيعي ان يستهدف بأي شكل من أجل إخراس هذا الصوت الإعلامي المزعج.

في شهر غشت الماضي تم إرسال مهاجرين مغاربة مقيمين بمدينة بادوفا من أجل ضربه وجرحه أو إحداث عاهة مستديمة له..

وفي تواصل مع المقربين منه الذي قال بالحرف الواحد: أفراد الأسرة وأصدقاء المحيطين به كانوا على يقين أنه في يوم من الأيام سيأتيهم خبر مقتله بسبب المقالات الجريئة التي كان يكتبها عن أعضاء المحيط الملكي وعن والمسؤولين الكبار للدولة المغربية، لأنه كان يستهدف الجميع ماعدا جلالة الملك محمد السادس والأسرة العلوية..

لهذا الجميع، مقتنع ان عملية التوقيف ليومين اهون من تشويه وجهه او وإتهامه بالإتجار في المخدرات او تصفيته جسديا كجمال خاشقجي..

نورالدين الزياني. هولاندا.

 

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.