الحكومة المغربية تستعين بأبقار برازيلية «محترفة لدعم خط الهجوم ضد الأسعار» ومدونون يتحدثون «عن نكهة نيمار»

Advertisement

الرباط : لم يتأخر المغاربة في تخصيص استقبال رقمي حافل للأبقار البرازيلية التي وصلت إلى المغرب في شحنة مستوردة من بلاد السامبا، وقريباً ستكون ضيفة شرف على موائدهم.
2800 رأس من الأبقار المستوردة من البرازيل، كانت كافية لتقيم الدنيا ولا تقعدها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت التدوينات الجادة إلى نكات تفيض سخرية وتلسع من حيث لا تدري الحكومة.
في الخبر الأساس الذي تناقلته المنابر الإعلامية، أن 2800 رأس من الأبقار المستوردة من البرازيل والتي وصلت إلى ميناء الجرف الأصفر في الجديدة، لتزويد السوق المغربية باللحوم الحمراء ودعم استقرار أسعارها بالجملة والتقسيط.
إلى هنا الخبر عادي جداً، بل ومفرح يدخل الانشراح على جيوب المغاربة التي اكتوت بنار أسعار اللحوم الحمراء بعد أن ارتفعت بشكل غير مسبوق حتى باتت إلى جانب البصل والطماطم حديث المغاربة اليومي.
لكن السؤال الذي يؤرق المتتبعين هو: ما بال المغاربة مع أبقار البرازيل، أو كما سميت بـ «الجواميس» وهناك من تكرم وسماها عجولاً، أما بعضهم فلم يجد غير كلمة «نعجة كبيرة» أو «هياكل عظمية» وغيرها من الأسماء التي اجتهد المغاربة في إطلاقها على الأبقار القادمة من بلاد السامبا.
الجواب تشكل وتنوع وسال مداداً رقمياً من خلال تدوينات نهلت من معين السخرية وأصابت حتى المكتئب بنوبة ضحك لا تتوقف إلا عندما يصادف مدوناً وقد غادر منطقة التنكيت إلى النقد والهجوم المباشر على الفكرة وصاحبها والمتمثلة في استيراد هذه الأبقار.
بالنسبة للبرازيل لأول مرة يقحم اسمها في نقاش بعيد عن كرة القدم في مواقع التواصل الاجتماعي، أو ربما حتى بعض الحديث عن كرنفال ريو دي جانيرو، أو لماماً كلام عن أديب أو روائي أو موسيقي، لكن أبداً لم يرتبط اسم هذا البلد الذي يعشقه المغاربة بالأبقار أو «الجواميس» أو «العجول»، تلك بدعة رمضانية لكنها حقيقة.
وما دمنا بخصوص حديث البرازيل وشهرة كرة القدم، يبدو أن الحكومة المغربية لم تجد بداً من انتداب تلك العجول المحترفة لدعم خط الهجوم في مباراة الأسعار التي سجلت أهدافاً قاسية في مرمى القدرة الشرائية للمواطن.
إلى هنا تبقى نية الحكومة طيبة، وهي مواجهة الغلاء وإعادة الاستقرار لأسعار اللحوم الحمراء، وعودتها إلى طجين المغاربة، كل هذا من صميم خدمة المواطن وتوفير المنتج بثمن معقول يراعي قدرته الشرائية.
مغاربة التواصل الاجتماعي لهم رأي آخر، فالأمر فيه تواصل مع ما سبق بالنسبة لبلدان عربية أخرى سبق أن جربت لحوم الأبقار البرازيلية، لكن الأمر غير أكيد فهي مجرد تخمينات، تضاف إليها مسألة الجنون وغيرها من الاستنتاجات المتفرعة عن الرغبة في الكلام فقط.
لذلك فإن السخرية المغربية هي الوحيدة التي تفي بالغرض في مثل هذه المواقف، فهي لا تخوض في تخصصات طبية أو في تشعبات اقتصادية وتبقى داخل الخط لا تغادر الميدان حتى لا يحسب عليها تسلل في الوقت الأصلي للمباراة.
كما أن سخرية المغاربة دليل على استيائهم في أحيان، وفي أخرى دليل على حيرتهم وبالنسبة لموضوع الأبقار البرازيلية فيبدو أن الاستياء والحيرة معاً يصيبان رأس المغاربة حالياً بالدوار، لذلك لجأ بعض المدونين إلى الحديث عن الموضوع من باب السمين والهزيل، فقالت صفحة «المغاربة كوميك» على الفيسبوك، إن الحكومة بدل أن «تستورد البقر الهولندي أو البلجيكي، استوردت هياكل عظمية من البرازيل»، وتحدثت عن لحمها «الرديء» وسعرها المنخفض، كما ربطت كل ذلك بـ «صفقة فاسدة الهدف منها الربح السريع والفاحش وذلك على حساب صحة المستهلك المغربي».
معظم التدوينات لم تغادر منصة السخرية إلا بالنقد اللاذع والاتهامات المباشرة بكون الصفقة مشبوهة والهدف منها مراكمة الأرباح بسرعة، مع الإبقاء على الطابع الأساس هو النكتة التي جعلت مدوناً يكتب موجهاً خطابه للناطق الرسمي باسم الحكومة، قائلاً بالدارجة المغربية ما معناه «يا سي بايتاس هذه ليست أبقاراً برازيلية، هذه أبقار من معابد الهندوس في الهند، شاخت وهرمت، إذا ذبحتها وأكلتها يركبك الإله»، وختم بقوله: «يا عالم اتقوا الله في ذكائنا».
بالنسبة لمدون آخر، فإنه «في إطار المخطط (الأغبر)» ويقصد المخطط الأخضر، «شحنة أبقار برازيلية تصل المغرب رأسها نعجة وظهرها سنام جمل وعنقها ديك رومي ونظرتها بشرية لشخص لا يريد الاستيقاظ للسحور»، وتوج تدوينته بقوله: «تريد ذبحها ستقول لك اذهب يا ولدي واجلب لي غلاي ماء كي أتوضأ لأصلي العصر»، والمعنى يحيل على الشيخوخة.
أما مدون آخر فكان له رأي آخر، حيث اعتبر أنها «أبقار برازيلية مستوردة بنكهة نيمار»، وهو ما زكاه مدون ثان بقوله: «أخنوش باغي يطلع جيل كوايري جاب أبقار برازيلية باينة فكرة لقجع هاذي هه‍هه»، بمعنى «أخنوش يريد جيلاً من لاعبي كرة القدم لذلك استورد أبقاراً برازيلية، ويبدو أن هذه فكرة لقجع».
يبدو أن إسقاط كرة القدم يجد شرعيته في جنسية الأبقار، لكن هناك من حاول منح النصيحة للحكومة وسرد لها العديد من أنواع الأبقار الأوروبية، التي قال إن المستوردين تجاهلوها، أما تدوينة أخرى فكانت قاسية ووظفت شعار حزب «التجمع الوطني للأحرار» الذي ينتمي له رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وربطت كل ذلك في توليفة عجيبة غريبة مع الأبقار البرازيلية التي وصلت شحنة منها إلى المغرب مؤخراً.
وعموماً، فإن الأبقار وصلت إلى المغرب، وقريباً ستزود السوق بلحوم تبقى في علم الغيب لن يكشف عن تفاصيل لذتها وطراوتها سوى الطجين.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.