الرباط: «نيران صديقة» من الأغلبية الحكومية تصيب وزير الصحة المغربي

Advertisement

الرباط : عاد السؤال من جديد يطرح حول مدى جدية التماسك والانسجام بين الأحزاب الثلاثة المكونة للأغلبية الحكومية والبرلمانية في المغرب، حيث هبّ نواب برلمانيون من التحالف الأغلبي لممارسة النقد تجاه وزير في الحكومة، معزّزين بذلك صفوف المعارضة التي تعاني هي الأخرى من التشرذم.
فقد أصابت “نيران صديقة” وزير الصحة المغربي، خالد آيت الطالب، حين هاجم نائب من الأغلبية الحكومية زيارته لمستشفى محلي في مدينة الدريوش القريبة من الناظور شمال المغرب.
البرلماني عبد المنعم الفتاحي عن حزب “الاستقلال” المشارك في الحكومة، لم يتردد أول أمس الإثنين خلال جلسة الأسئلة الشفوية، في إطلاق وصف “المسرحية” على الزيارة “المفاجئة” التي قام بها وزير الصحة للمستشفى الإقليمي في الدريوش، وكانت موضوع مقاطع فيديو ظهر فيها المسؤول الحكومي وهو يوبخ الكوادر التمريضية والطبية بسبب توقف تجهيزات أساسية وغياب أخرى. الواقعة التي أثارت الكثير من الجدل عادت للواجهة من خلال تبادل كلامي بين البرلماني الوزير، وكلاهما في الصف نفسه، ليهاجم الفتاحي المسؤول الحكومي ويصف زيارته تلك بـ “المسرحية”، بينما المعارضة طالبته بالمزيد.
النائب البرلماني المنتمي إلى الأغلبية برّر كلامه بكون المسؤول الأول عن قطاع الصحة، لم يكن عليه زيارة المستشفى المذكور، لأنه لا يتوفر على ميزانية كافية، ولا على أطباء وممرضين كافيين. وزاد من جرعة الهجوم، حين قال إنه كان على وزير الصحة قبل القيام بـ “المسرحية” أن يعيّن أطباء، وأن يعمل على توفير الموارد المالية المناسبة للمستشفى.
الوزير لم يكن عاجزاً عن الرد، حين قال للبرلماني إنه كان عليه دعوته لكي يمثل معه في تلك المسرحية، وأضاف موضحاً أن المستشفى موضوع الزيارة المثيرة للجدل تحت القبة التشريعية، قبل افتتاحه تم توفير 140 شخصاً للاشتغال فيه بين أطباء وممرضين.
الوزيرُ أحال البرلمانيَّ على مستندات المستشفى من أجل الاطلاع على الخدمات والعمليات التي قدمت وتقدم فيه منذ افتتاحه، وأضاف ما معناه بالدارجة المغربية: “من قام بذلك الأشباح مثلاً؟”.
ولم ينف خالد آيت الطالب وجود “نقص في الخدمات التي تقدم للسكان”، لكنه أكد أن المستشفى دعم بعدد كبير من الكوادر الطبية والتمريضية في جميع التخصصات.
سيل “النيران الصديقة” لم يتوقف عند برلماني حزب “الاستقلال”، بل تواصل مع عبد الواحد الشافقي عضو فريق حزب “التجمع الوطني للأحرار” الذي يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
برلماني قائد الائتلاف الحكومي وجه نيرانه إلى الوضع الصحي في المنطقة الذي وصفه بـ “المزري والمؤلم”، متهماً الوزير بتبني خطاب المعارضة خارج البرلمان، من خلال القيام بزيارة ميدانية لمستشفى الدريوش، بينما يقوم بدور الحكومة تحت القبة التشريعية.
البرلماني المذكور خاطب الوزير بقوله: “لو كنتم تستمعون إلينا وتردّون على استفسارات البرلمانيين كان هذا سيعفيكم من زيارة المستشفى الإقليمي بالدريوش”، وأن المنطقة “مجرد نموذج مصغر لواقع الصحة بالمغرب، حيث يموت الناس داخل المستشفيات بسبب العرض الصحي المزري”.
وعاد الوزير إلى منصة الرد، ليقدم توضيحاته بخصوص ازدواجية الخطاب لديه، بقوله موجهاً سؤالاً للبرلماني: “عندما زرت مستشفى الدريوش، هل سببت لك أي ضرر؟”، مؤكداً أن تلك الزيارة كانت مفيدة من أجل تصحيح الوضع الصحي.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.