الرداءة في التعلم تجعل الشاب البعمراني في علاقة غرام مع الهجرة !!

Advertisement

ناشط حقوقي وطني ودولي ..

سياسة تفقير السكان البعمرانيين تراها الدولة تعطي نتائج إيجابة في هذه الآونة الاخيرة، حيث نرى تهميش مهول يجتاح منطقة آيت بعمران في جميع القطاعات، الحيوية منها وغير الحيوية، والدليل على ذلك إحتلال جهة گلميم واد نون المرتبة الأولى من حيث البطالة في المغرب، وآيت بعمران جزء من هذه الجهة، وجزء من قبائل الصحراء، وجل شباب آيت بعمران مقصيين من التوظيف ومن خلق فرص الشغل…..، الحاصلين على شواهد عليا ، والحاصلين على ديبلومات في قطاع التكوين المهني.
وهناك فئة غادرت أسوار المدرسة بسبب تفقير عائلاتهم ولا يتحملون مصاريف التمدرس، وبالتالي الهدر المدرسي حاضر وبقوة في المنطقة، وهذا الأمر يؤدي بنا جليا إلى القول بأن هذه الفئة الشابة المثقفة البعمرانية والمحرومة من التمدرس- الفئة الغير مثقفة- مصيرها ومتنفسها الوحيد والأوحد دخول غمار الركوب على قوارب الموت نحو الضفة الأخرى، ليتذوق الكل حلاوة الحقوق المنعدمة في مسقط رأس المهاجر، وهنا نستحضر مقولة شهيرة لأحد المهاجرين وهي : عيش زمن قصير في بلاد ديموقراطي إنطلاقا من مبدأ الإنسانية أولا أحسن بكثير من العيش في بلاد تهضم فيه الحقوق وتقمع فيه الأصوات الحرة ويرشى فيه المناضل حتى أصبح متناضلا.

لو كان التمدرس في المستوى المطلوب وفي متناول الجميع ، وتعطي أملا كبيرا مستقبلا لحاملي الشواهد العليا ، لما إستفحل الهدر المدرسي ، ولما كانت الهجرة في علاقة غرام مع الشباب العمراني، وللفت أنظار الإنسان البسيط الذي تعرضت حقوقه للنهب قامت الدولة بإخراج ما سموه ب : برنامج تيسير أي هناك قيمة مالية تعطى لآباء وأولياء التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في الشق الإبتدائي والإعدادي فقط ، إذن الدولة المغربية ركزت على ما هو مالي ، وتركت ما هو أهم ألا وهو بناء مدارس في المستوى وتحترم المعايير الصحية التي تجعل التلميذ منغمسا في الدراسة..

وجدير بالذكر أن هناك مدارس خاصة في المناطق القاروية لا توجد فيها المرافق الصحية ولا أبواب النوافذ، إذن المسائل اللوجستكية في مهب الريح ، وجعل التلميذ مصدر لقمة عيش للفئات المعوزة، إذن مقابل برنامج تيسير هناك مرسوم يقضي بأن كل من تجاوز 26 سنة يتم إقصاؤه من المنحة الجامعية في سلك الإجازة ، ونفس الشيء بالنسبة لمن تجاوز 30 سنة في سلك الماجستر، شجعنا التعليم في مستواتها الأولي وأقصفناها في المراحل الأخيرة، وكل هذا يحيي للقول من المسؤول، تساؤل منطقي وحتى الإجابة عنها يجب أن تكون منطقية، ونحمل كامل المسؤولية للدولة لعدم إعطاءها الحقوق لشعبها المقهور، فعوض التبجيح بالإتفاقيات حقوق الإنسان وغير ذلك يكفي أن نزول فكرة الهجرة في عقول الشباب المقصي، يكفي تحسين التعليم ومناهجها ليكون خريجي المدارس والمعاهد في المستوى المطلوب ، يكفي إيجاد فرص الشغل في المنطقة عوض التهجير الغير المباشر، كل هذا يقول وبصوت عال الشباب البعمراني في علاقة غرام معقدة مع الهجرة.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.