السب القذف والتشهير في مواقع الصحافة الصفراء وعلى مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ، الفيسبوك واليوتوب والواتساب سلاح الجبناء !!
أحمد لمزابي …
منذ بداية هبوب رياح الثورات المضادة للربيع العربي في العديد من الدول العربية وعلى رأسها بطبيعة الحال جمهورية مصر العربية ، التي وقع فيها إنقلاب عسكري أطاح بأول رئيس منتخب ديموقراطيا من طرف الشعب المصري..
إزدهرت فيها ما يعرف بالصحافة الصفراء سواء في الفضائيات أوفي الجرائد القومية أو في العديد من المواقع الإلكترونية أو على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ..
بعد ذلك إنتقلت هذه العدوى لدول عربية أخرى على الصعيد السياسي و الإعلامي ، حيث عرف المشهد السياسي المغربي منذ سنة 2013 أول محاولة للإطاحة بحكومة العدالة والتنمية بقيادة عبد الإلاه بنكيران بإخراج حزب الإستقلال من الأغلبية الحكومية وتعويضه بحزب التجمع الوطني للأحرار، لكن الأمين العام السابق لحزب المصباح عرف كيف يصمد في وجه هذه المؤامؤات العديدة التي إنطلقت من المحيط الملكي من أجل إسترجاع ما تم التنازل عنه لمؤسسة رئاسة الحكومة طبقا للدستور الجديد لسنة 2011 في عز هبوب ثورات الرياح العربي ..
وهكذا ، بدأنا نرى صحافة جديدة بالمغرب مختصة في السب والقذف والتشهيرضد المعارضين و المنتقدين لأداء السلطة سواء أكانوا سياسيين أو صحفيين أو كتاب الرأي ..
وغالبا ماتكون هذه المؤسسات الإعلامية مقربة من السلطات العليا السياسية منها والأمنية والإستخباراتية ..
وهذه التجربة السيئة تم إستنساخها من النظام السياسي بتونس حين كان يوجد على رأسه الرئيس السابق زين العابدين بن علي التي أطاحت به ثورة الياسمين التونسية سنة 2011 ..
صحافة التشهير بدأت بادئ الأمر بقياديي حزب العدالة والتنمية سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني من أجل إضعاف شعبيتهم بين أوساط الرأي العام المغربي ..
وتجندت لهذه العملية مؤسسات إعلامية كبيرة ومواقع إلكترونية معروفة بإرتباطها بجهازي المخابرات الداخلية والإستخبارات الخارجية بتغطية مباشرة من النيابة العامة ..
وإنتقلت للصحافيين وكتاب الرأي الذين ينتقدون في مقالاتهم اليومية أداء السلطات السياسية والأمنية والقضائية والنشطاء الحقوقيين ، الذين يطالبون بدمقرطة المؤسسات ومحاربة الفساد والمفسدين بالهيآت العمومية السياسية منها والإقتصادية والإعلامية والسيادية ..
وكانت البداية بطبيعة الحال ، بالصحفي حميد المهداوي الذي كان شبه الناطق الرسمي لما يسمى حراك الريف وتواصل مع إعتقال مؤسس ومدير نشر للجريدة المستقلة “أخبار اليوم ” الأستاذ توفيق بوعشرين الذي كان بإفتتاحيته اليومية يزلزل ويفضح مؤمرات قوى التحكم السياسي بالعهد الملكي الجديد ..
مسلسل المجزر الأمنية والقضائية ضد صحفيي الجريدة اليومية ” أخبار اليوم ” لم تتوقف وتواصلت بإعتقال كل من الصحفية هاجر الريسوني بتهمة الإجهاض السري التي حكم عليها بسنة واحدة نافذة لكن صدرلاحقا عنها عفو ملكي أرجع إليها إعتبارها المعنوي والنفسي ..
وفي شهر ماي الماضي أعتقل عمها الأستاذ سليمان الريسوني رئيس تحرير جريدة ” أخبار اليوم ” أمام منزله بسبب تدوينة لمثلي مجهول في الفيسبوك يتهمه فيها بالإحتجاز والإغتصاب ، و الذي أصبح بعد إعتقال توفيق بوعشرين المحكوم عليه ب15 سنة من أفضل الصحفيين كاتبي الإفتتاحيات في المغرب ..
ولا ننسى كما هو معلوم ، الصحفي عمرالراضي صاحب تفجير قضية خدام الدولة الذي بدوره إعتقل بسبب إدعاء صحفية كانت تشتغل معه بأنه إغتصبها ومارس عليها العنف الجنسي ..
كل هؤلاء خضعوا لحملات سب وقذف وتشهير رهيبة لأشهر عديدة قبل الإعتقال وبعده في العديد من المواقع الإلكترونية المقربة من جهازي الأمن والإستخبارات وعلى صفحات الجرائد الوطنية الكبرى وعلى مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ..
أسئلة عديدة تطرح حول هذه الإعتقالات المتكررة في صفوف الصحافيين وكتاب الرأي واليوتوبرات المشهورين ؟ ، لماذا لجأ مهندسو القرارفي العهد الملكي الجديد إلى عمليات التشهير بهؤلاء الصحفيين والنشطاء الحقوقيين الوطنيين المخلصين لقضايا الوطن الكبرى وللملكية رغم توفرهم على مئات الصحفيين والإعلاميين العاملين سواء في القطاع العمومي أو الخاص ؟؟ و لماذا جيشوا ولازالوا يجيشون أشباه الصحفيين للتشهير بعرض هؤلاء الصحفيين وبأفراد أسرهم ؟ وتلفيق تهم لهم لا أساس لها من الصحة ويقتحمون حياتهم الخاصة بشكل يندى له الجبين ..
الهدف من كل عملية تشهير هو إحداث أكبر قدر ممكن من الضرالنفسي والمعنوي لهؤلاء في أعين الشعب المغربي ، وبالتالي نزع تلك الصورة الجميلة والسمعة الطيبة التي يتمتع بها هؤلاء المعارضين والمنتقدين لأداء السلطات العاليا في نظر أعين الشعي المغربي ..
لأن أصحاب القرار يعلمون علم اليقين أن ما يكتبه الصحفيون وكتاب الرأي ويصرح به العديد من النشطاء الحقوقيين هي الحقيقة المرة بعينها ، وبما أنهم لا يملكون الحجة والدليل لمقارعة ما ينشره هؤلاء يلجأون للتشهير بهم لأنهم في الأول والنهاية هم عديمي الحيلة رغم أنهم يوجدون في السلطة والحكم ..
الغريب ، أن المملكة المغربية بوسائلها الإعلامية المختلفة المرئية منها والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية وبتوفرها على العديد من الجرائد الوطنية الكبرى لم تستطع مجارات ما كان يكتبه من حقائق عدد قليل من الصحفيين يعدون على أصابع اليد وهم الأساتذة الكرام ، توفيق بوعشرين
، وعمر الراضي وسليمان الريسوني وغيرهم ..
منذ سنة 2013 والمغرب يشهد مشانق ميدانية في كل شوارع المدن المغربية الكبرى ، كالرباط ، والدار البيضاء لكل من تجرأ على المطالبة بالحق في الثروة ، والسكن اللائق ، وبمستشفيات عمومية وبمؤسسات جامعية ، وببنيات صحية وتربوية وتعليمية ، وبالحق في الوظيفة العمومية والتغطية الصحية وعلى الخصوص تقديم الفاسدين والمفسدين ونهابي المال العام أمام القضاء ..
مع الأسف ، الأصوات التي كانت تعبر عن هذه المطالب الشعبية تم إعتقالها بشكل هوليهودي بتهم جنسية مفبركة كالإغتصاب والإجهاض السري والإتجار بالبشر، إدعاءات لا أساس لها من الصحة أعدت لها ملفات من طرف الشرطة القضائية وبرعاية مباشرة من النيابة العامة ..
ويبدو، أن موقع الصحافة الصفراء و التشهيروالسب والقذف غيرت وجهتها وصوبت مدفعيتها إتجاه الصحفيين والإعلاميين والفاعلين الجمعويين والناشطين المقيمين بمختلف دول المهجر والإقامة المنتقدين للإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي بدأت ترتكبها في وضح النهارالأجهزة الأمنية والإستخباراتية والقضائية منذ سنة 2016 ..
لدرجة أن المملكة منذ تعيين حكومة العدالة والتنمية برئاسة سعد الدين العثماني تشهد كل يوم مجازر أمنية وقضائية وإعلامية وحقوقية في أغلبية المدن والجهات لاسيما بعد تفشي جائحة كورونا ..
يتبع…
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي…
……………………الكتابة الخاصة لسي ياسين المنصوري ..
…………………….رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………..وزارة الجالية والهجرة
……………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
……………………..وزارة المالية
…………………….مجلس الجالية
…………………….مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….للسفارات المغربية بالخارج ..