السكوت عن الفساد فساد !!

Advertisement

من طبائع الفاسدين أن يوظفوا كل الإمكانات المتوفرة بأيديهم لتتفيه ونزع صبغة الجدية والصوابية عما يؤاخذ عليهم من إنزلاقات حتى يفرغوها من أية قيمة ، كما يعمل المسؤول الفاسد على إزدراء وإحتقار كل ذي نية حسنة وصاحب روح وطنية وسيرة نظيفة بل قد يسخر بوقا رخيصا من أبواق دعايته لإيذاء فاضح فساده وغالبا ماتصل الأمور بالفاسد حد اللجوء للإنتقام من الخصوم بغية تحييدهم وإخراس أصواتهم بكل الوسائل…. .
فعندما ينبش المهاجر المناهض للفساد والمناضل الساعي لإجتثاثه في ملف من ملفات الفساد الساخنة والثقيلة التي تمور بها الساحة. من قبيل تحقيق جريدة ” إلموندو” الإسبانية الذي يكيل إتهامات غاية في الخطورة لمسؤولين في أجهزة الدولة المغربية ممن يتبؤون بها مراكز مسؤوليات حساسة إلى جانب جمعويين ينشطون بحقل المجتمع المدني بإسبانيا ، فهذا لا يعني أن المهاجر الذي يذكر ويندد وينادي ويصر إصرار العالم الإيطالي ” Galileo ” ، على أن الأرض تدور، و بأن الفضيحة فضيحة من العيار الثقيل فيها مساس بسمعة بلدنا الذي من المفترض أن نكون كلنا مهاجرون ومخابرات جنودا مجندين لحمايته من عبث العابثين بأمواله العمومية وبسمعته في الخارج ، كما من حقنا Hن نضغط ونطالب سلطات بلدنا بأجراء تحقيق في التهم الرائجة حول مؤسسات بلدنا والإسراع بتفنيدها إن كانت مجرد إفتراءات وتلفيقات …. أو إتخاذ الإجراءات التاديبية اللازمة في حق كل من ثبت تورطه في المنسوب إليه لأننا نعيش في كنف مجتمع ديمقراطي لا يحتمل أنماط الفعل التي لاتمتثل للمعاير ولا إلى القيم التي تعتنقها أغلبية أفراده …
المهاجر الذي يقف هذا الموقف الوطني المشرف لا يجوز أن نكيل له إتهامات مجانية رخيصة غاية في السخافة من قبيل خدمة أجندات خارجية ووو أو بنية الإساءة للجهاز العمومي الذي ينتمي اليه الموظفون المشار اليهم بالبنان في التحقيق ، او أن لديه حسابات وحزازات شخصية مع الأشخاص الواردة أسماؤهم أو بعضهم يريد تصفيتها…
فعندما أطلق المناضل والزعيم النقابي المغربي نوبير الأموي لفظ” المناكطيا “، الشهير على لصوص المال العام في الإستجواب التاريخي الذي أجرته معه جريدة البايس الإسبانية سنة 1992 تمت متابعته من طرف الوزير الأول أنذاك عز الدين العراقي وحكم عليه بالسجن لأنه دق ناقوس الخطر، وفضح فسادا ماليا كان يستشري بقطاعات الدولة ويهدد وجودها في الصميم ، وتكلم من موقع الرجل الوطني الغيور على بلده وليس بدافع التآمر مع جهات خارجية أو لتصفية الحسابات مع أحد وبعد قضاء الأموي لعقوبة السجن بسنوات. أعلن الملك الراحل الحسن الثاني على أن المغرب على وشك أن تصيبه السكتة القلبية جراء ظاهرة الفساد .وسوء التدبير ..
الوظيفة الاجتماعية / النقدية والأخلاقية للمهاجر المثقف الذي تربى في أحضان المدرسة الوطنية، تفرض عليه أن لا يشارك في مؤامرة الصمت ضد المصلحة العليا لوطنه ، وأن يكون بمثابة الصوت الذي ينوب عن أبناء شعبه من المهاجرين الذين يقاسمونه نفس الهم ونفس المعاناة ، ولكنهم لا يستطيعون إيصال صوتهم للرأي العام..
قد تنطلي حيِّل وأكاذيب الفاسدين على البعض من المهاجرين ، كما قد يسكت كثير من البسطاء أو ينخرطون في مؤامرة الصمت وفي قيادة حملات التضليل وتزييف الحقائق ، لقلة حيلتهم، وقد يحاول الكثيرون من ضعاف النفوس أيضا تبييض فساد الفاسدين َ ، ولكن الحقيقة تبقى أن أشعة الشمس لا يمكن حجبها بغربال مثقوب….

عمتم صباحا…

الحسين فاتش… إسبانيا…

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.