الشباب المغربي بين مطرقة تعدد الوظائف وسندان تفشي البطالة !!

Advertisement

خبير حقوقي وطني ودولي …

إن الشعوب المتقدمة عالميا نجد أنها استثمرت أولا في افراد الشعب، وذلك من خلق بيئة مناسبة للتمدرس، وتوفير جميع متطليات الحياة المدرسية، وبعد ذلك تصنيف الطالب، كل حسب ميولاته وقدراته، من الطب إلى الهندسة، ومن الصناعة الى الطيران، وبالتالي فالأزقية خاوية من التشرد، ومن الهدر المدرسي، ومن البطالة، ومن تعاطي الشباب للآفات الدنيئة، من القمار الى السرقة،
ومن التدخين إلى السكر، إذن لنرتقي لابد من العزيمة، ولا بد من نية حسنة نلمسها في أجهزة الدولة، لسوء الحظ هذا ما تفتقد اليه الدولة المغربية، وهذه السيايات الفاشلة هي التي ملئت الشارع المغربي بالبطالة، وإرتفاع نسبة الإنتحار، ووجود آفات متعددة ومتنوعة، والأغلبية ذهبت ضحية قوارب الموت،هذا كله وليد عدم الإستثمار في الشاب المغربي، وهذا نفهم منه أن المسؤولين لا تهمهم مصلحة الوطن ولا مصلحة المواطن، وهذا يبدو جليا مما سبق ومن وجود الفرزيات في الوظائف، ولكي نؤكد ما نقول، سنقوم بمزج بعض الشخصيات التي تعددت وظائفها، في المقابل نرى نسب مهولة في البطالة، بسبب ما أشرت إليه سابقا، ومن بين الشخصيات والتي تتواجد في مدينة تزنيت شخصية لها عدة وظائف، ومن بين الوظائف : أنه كان موظفا لدى وزارة التربية الوطنية، كان يعمل بما يسمى بمدرسة المعلمين، أي أنه يقوم بتكوين الأساتذة المتخرجين، واليوم في كرسي التقاعد، ومن بين الوظائف أيضا أنه كان يشتغل نائب رئيس المجلس العلمي بنفس المدينة، وأنه كان يشتغل أيضا مشرف مدرسة الحسنية- الجامع الكبير- وأنه يمارس مهنة الامامة، أي يؤم الناس صلاة الجمعة فقط، وأنه يعمل بما يسمى بتأطير القيمين الدينين، بالاضافة إلى الوعض والإرشاد، والوظيفة الأخيرة أنه كان يقدم دروس الكراسي العلمية في مسجد السنة بنفس المدينة، إذن شخص واحد ولديه أكثر من ست وظائف، كل وظيفة لها راتب شهري، وفي المقابل هناك أشخاص مغاربة حاملي الشواهد العليا
ولا وظيفة تذكر، فكيف إذن نريد أن يكون عندنا مواطن صالح ونحن أزمنا شخصيته ونفسيته وضربنا قدراته العقلية والفكرية عرض الحائط ؟؟ ، لماذا شخص واحد لديه وظائف ؟؟ متعددة وهناك أشخاص اخرين يصولون ويجولون في دهاليز وازقة البطالة والتشرد ؟؟ ، الكل يتساءل هل نحن في دولة الحق والقانون أم نحن في دولة المحسوبية والزبونية ؟ هذا من جهة، من جهة أخرى هناك شخصية أخرى تتهرول للحصول على قدر ممكن من الوظائف، فمن بين الوظائف الذي تنعم فيه هذه الشخصية نذكر: أستاذ في التعليم العالي، ويقدم دروس نظرية للطلبة، حصين لكل أسبوع، كونه أيضا رئيس المجلس العلمي، كونه أيضا، إمام في أحد المساجد بمدينة فاس، كونه أيضا يدرس في التعليم العتيق، كونه أيضا يدرس في جامع القرويين مسلك العالمية، كونه أيضا في الوعض والإرشاد….. وهناك وظائف أخرى لم أحسم الرأي في صحتها. شخص واحد لديه وظائف عديدة وآلاف المعطلين يجوبون شوارع
المغرب بدون رصيد شهري يذكر، إذن حقوق المغاربة في مهب الريح، ونتمنى عودة الربيع العربي لعله يرجع القطار إلى سكته الأصلية والصحيحة.
التساءل الذي يطرح نفسه هنا هل هؤلاء الأشخاص بدورهم يعرفون معنى الانسانية أم لا ؟ والمشكلة العويصة أن مهنتهم مرتبطة بالدرجة الأولى بتعاليم الدين الإسلام الحنيف، هل هناك نص يقول بأن تعدد الوظائف جائز ولو كان ذلك من بين الأسباب التي تأزم الأوضاع عند البشرية ؟ هل هذا مقتبس من سيرة سيد الخلق والصحابة والتابعين ؟ إذا كان هذا مشروعا شرعا وقانونا فأي دين يدين به هولاء ؟؟ ، وأي قاعدة قانونية تجيز هذا ؟؟

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.