“الصّمت المغربي” في عُمُق مُكاشفات صريحة بين الأمريكيين والأردنيين وملف القدس والأقصى يُثير حساسيّات بالجُملة: عمّان أبلغت واشنطن بأن نتنياهو يُحاول” زرع فتنة” مع الرباط وتعليقاته الرسمية تُضلّل الجميع والوصي الهاشمي لن يقبل ما ورد في “محاضر الائتلاف”

Advertisement

حُصول الأردن على ضمانات خلف الستارة بأن تبقى الإدارة الأمريكية الحالية في موقفها من ملف القدس والمسجد الاقصى قد لا يكفي لصناعة وإنتاج حالة يحافظ فيها الاردن على مصالحه وثوابته المعلنة في هذا السياق خصوصا بعدما أعلمت الخارجية الاردنية إدارة الرئيس جو بايدن بأن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يضلل الجميع بتصريح مقتضب يعلن فيه احد مستشاريه بأن حكومة اسرائيل لا تنوي تغيير الأمر الواقع.

بالنسبة للأردن التعليقات الرسمية الصادرة عن نتنياهو لا تمثل الحقيقة والواقع لا بل تنطوي على تلاعب ومراوغة فقد تم إبلاغ وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن إردنيا بأن نتنياهو وقع على وثيقة خاصة قدم فيها تسهيلات للمنطق الذي يؤدي الى تقويض الدور الأردني في القدس عندما أدار حزمة وثائق لها علاقة بالائتلاف الوزاري الخاص به.
ولعلّ عمان حصلت هنا على معلومة أكيدة بأن محاضر اتفاقيات الائتلاف تتضمّن نصوصا التزم بها نتنياهو مع 3 وزراء متطرفين جدا وبالتالي 3 أحزاب إسرائيلية بالسيادة الاسرائيلية الكاملة على كل شبر في القدس وبأن يتم بالنص إدارة الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين ضمن خطة مسبقة من قبل حكومة إسرائيل.
وتلك المعلومة بالقياسات الأردنية لا تعني إلا تقويض الوصاية الهاشمية وتثبيت أركان خطة التقاسم الزماني والمكاني.

ويبدو أن إتصالا هاتفيا وتنسيقيا جرى بين الوزير بلينكن ونظيره الاردني أيمن الصفدي أمس الاول تم خلاله تبادل المعطيات ووجهة نظر الأردن بالخصوص وأسباب الموقف الصلب للملك الأردني عبد الله الثاني عندما تحدث لمحطة “سي إن إن” موحيا ضمنا بأن زيارة إيتمار بن غفير إلى المسجد الأقصى اعتداء مباشر على الخط الأحمر الأردني وأن الأردن لن يقبل بذلك.
شعور عمان أن واشنطن عليها أن تتحرّك لما هو أبعد من ضمان التزامات لعوبة من جهة نتنياهو أو غير صحيحة وتنطوي على تضليل.
والمعلومات التي قدمتها القنوات الأردنية للأمريكيين تشمل الإشارة إلى أن نتنياهو يوجه رسائل للمملكة المغربية الشقيقة ويحاول تأسيس فتنة بين المملكتين بخصوص دعوة المغرب للمشاركة في رعاية القدس.
ويُقدّر الأردن بأن لعبة الفتنة هنا خطيرة وتنعكس على علاقات الولايات المتحدة بحلفائها العرب سلبا وسط الاستشعار أردنيا عن ما إذا كانت الولايات المتحدة بصورة سعي نتنياهو وطاقمه للضغط على المغاربة في سياق ملف القدس وإيهامهم بأن لديهم فرصة للانقلاب على الدور الأردني.
وقد ظهرت فعلا مقالات في منابر الليكود الإعلامية تُحرّض على الأردن وتُغازل وتُجامل الملك المغربي محمد السادس.
وطبيعة العلاقات بين المملكتين لا تسمح حرصا عليها بطرح تساؤلات تزعج الرباط ولذلك يعتقد ان عمان تستفسر عن خط التواصل الإسرائيلي- المغربي بخصوص القدس تحديدا من واشنطن مع كل التحذيرات والتوضيحات والمعطيات فيما لا تَرِد من الرباط حصرا أي رسائل سياسية أو دبلوماسية تطمئن الأردن بدعم وإسناد وصايته على أوقاف القدس.
الاتصالات والتحذيرات ساخنة في هذا السياق والأردن يُصِرّ على أن التآمر أو السّماح بتقليص الدور الأردني الهاشمي في القدس غير مقبول بأي صيغة وسيؤدي إلى خلط أوراق المنطقة برمّتها وسيُغضب جميع مُكوّنات الشعب الأردني بطريقةٍ قد لا يُحبّها الأمريكيون.

 

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.