العلاقات بين البلدين تدخل “مرحلة غير مسبوقة”.. بتعليمات ملكية المغرب يتعامل مع إسبانيا “كشريك وحليف موثوق” وقمة ثنائية “رفيعة المستوى” قبل نهاية العام.. ودينامية في تبادل زيارات الوزراء.. وفرنسا تخسر زبونها وتراجع قياسي في الصفقات العسكرية مع المملكة
أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الأربعاء بنيويورك، أن المغرب، وبتعليمات سامية من الملك محمد السادس، يتعامل مع إسبانيا “كشريك وحليف موثوق”، مشددا على أن البلدين سيشتغلان بروح إيجابية وطموح، حتى تكون هذه العلاقات الثنائية مشهودا لها بالقوة”، ويأتي الموقف الرسمي المعلن بعد أشهر من عودة العلاقات بين الرباط ومدريد الى طبيعتها عقب أزمة عاصمة، وهو ما يشير الى دخول العلاقات بين البلدين مرحلة غير مسبوقة في تاريخ الجارين.
وينتظر أن يتوج المستوى الجديد في العلاقات بين البلدين، بقمة ثنائية، عقب تثمين وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، عودة العلاقات المغربية الإسبانية إلى حالتها الطبيعية، اذ أعلن عن عقد قمة ثنائية “رفيعة المستوى” بين إسبانيا والمغرب قبل نهاية العام.
وبعد خمسة أشهر من طي صفحة الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة ببن البلدين، أعلن ألباريس عن إحراز تقدم أكثر من ملحوظ عاد بالنفع على الشعبين المغربي والإسباني، مشيرا في هذا الصدد إلى استئناف الربط الجوي والبحري والبري “الذي مكن أيضا من لم شمل آلاف العائلات خلال فصل الصيف بفضل هذه العملية، بعد السنوات الأخيرة التي اتسمت بالأزمة الوبائية”.
وكشف بوريطة، في تصريح للصحافة عقب مباحثات أجراها مع نظيره الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أن تعليمات الملك واضحة: “المغرب يتعامل مع إسبانيا كشريك وحليف موثوق وسنشتغل بروح إيجابية لتنفيذ كل الالتزامات وبطموح حدده جلالة الملك ورئيس الحكومة الاسبانية، حتى تكون هذه العلاقات مشهودا لها بالقوة”.
وشدد على أن البلدان سيحققان “نتائج جد إيجابية في المستقبل”، مؤكدا أن العلاقات بين الرباط ومدريد، “دخلت في مرحلة جديدة وغير مسبوقة، قائمة على الاحترام المتبادل والطموح القوي”.
وأشار الوزير، كذلك، إلى أن المباحثات مع نظيره الإسباني شكلت فرصة للاطلاع على ما تحقق بموجب البيان المشترك الذي تم اعتماده عقب المباحثات التي أجراها الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، والاستقبال الذي خصه به عاهل البلاد في نيسان/ أبريل الماضي.
ومن بوادر التطور الذي تشهده العلاقات بين المملكتين، التي كشف عنها بوريطة، “دينامية تبادل الزيارات بين وزراء البلدين”، والتي تتمحور حول عدد من القطاعات الاستراتيجية.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الجانبين اتفقا على عقد اللجنة العليا المشتركة قبل متم السنة الجارية، لافتا الى أن هذا الاجتماع سيشكل مرحلة هامة ضمن دينامية العلاقات المغربية الإسبانية.
وعرف مستوى الصادرات الإسبانية نموا بنسبة 30 بالمئة في الأشهر الأخيرة، لتصل إلى 6 مليار دولار، ما عزز مكانة إسبانيا باعتبارها الشريك التجاري الأول للمملكة.
في مقابل الازدهار الذي تعرفه العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين المغرب واسبانيا، تشهد العلاقات الفرنسية المغربية تقهقرا غير مسبوق عقب أزمة عاصفة كان أخر فصولها امتناع السلطات الفرنسية عن منح المغاربة تأشيرات دخول أراضيها ثم استقبال قياديين من جبهة البوليساريو في البرلمان الفرنسي.
وفي هذا الصدد، تطرقت تقارير صحفية محلية لتطور الأرقام الرسمية الصادرة عن الموقع المتخصص في تجارة الاسلحة، “سيبري”، عن معطيات غير متوقعة تتعلق بحجم الأسلحة والمعدات العسكرية التي اقتنتها القوات المسلحة الملكية، من الشركات الفرنسية خلال سنة 2021 المنصرمة، وهو ما أثار قلق صناع القرار في الإليزي الذين لا ينظرون بعين الرضا للسياسة الجديدة التي تنهجها الرباط.
المعطيات المعلن عنها، والتينقلها موقع “أخبارنا” المغربي أظهرت تراجعا قياسيا في قيمة الصفقات العسكرية المبرمة بين باريس والرباط خلال السنة الماضية، والتي بالكاد بلغت 95 مليون يورو، مقابل 426 مليون يورو سنة 2020 و 549 مليون يورو سنة 2013.
واعتبر المصدر أن المغرب بدأ ينهج سياسة جديدة، عبر التركيز أساسا على اقتناء الأسلحة الأمريكية ومعها مؤخرا الإسرائيلية، لخلق توازن مع الجزائر التي تسلح جيشها بالمعدات الروسية الصنع، وكذا الانفتاح على بعض الدول الأخرى وعلى رأسها الصين وتركيا، حيث زودت هذه الأخيرة المغرب بطائرات درون “بيرقدار” التي أثبت فعالية ميدانية مذهلة في اصطياد أهداف العدو.
مصادر، الموقع الاخباري، ربطت هذا التراجع في الصفقات المبرمة إلى البرود الذي يخيم على العلاقات الفرنسية المغربية منذ عدة أشهر، بعد إبداء باريس انزعاجها من بروز المملكة كقوة إقليمية وقارية فاعلة، مما بات يهدد المصالح الفرنسية في القارة السمراء.