الغارديان: الزلزال في تركيا وسوريا “مأساة على مأساة” وعلى المجتمع الدولي التداعي لمساعدة المنكوبين

Advertisement

قالت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها إن الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا صباح الإثنين، هو مأساة على مأساة، مشيرة إلى أن الكثيرين ممن تأثروا بالكارثة عانوا أصلا من الحرب في سوريا، وهم بحاجة ماسة للمساعدة.

وأضافت أن حجم الزلزال الأوسع لم يعرف بعد، إلا أن آثاره تظهر بشكل متسارع من ناحية أعداد الضحايا والدمار الذي حل في جنوب تركيا وشمال سوريا، فهزة أرضية بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر هي قوية جدا.

وحتى لو كانت الكوارث طبيعية في أصلها، إلا أن أثرها يتشكل من خلال التصرفات الإنسانية قبل وبعد. وعادة ما يتأثر الفقراء والضعاف بطريقة غير متناسبة بهذه الكوارث. وتشهد الصور واللقطات التلفزيونية على الدمار الرهيب الذي حل بالجانب التركي على الحدود، حيث تم تسجيل أكبر عدد من الضحايا، وزادت عاصفة ثلجية حادة من مأزق الناجين.

ومن بين الضحايا، سيكون هناك حوالي أربعة ملايين لاجئ سوري فرّوا من بلادهم بسبب الحرب الأهلية. وبقي العديد من السوريين في الشمال حيث هُدمت البيوت والبنى التحتية الضرورية لشعب يعاني من صدمة الحرب. فقد فرّ الملايين إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ويعتمد معظهم على المساعدات الخارجية. وانتشرت الكوليرا في مناطق المعارضة السورية بسبب الظروف الصحية، وجاء بعد ذلك كوفيد-19 الذي كافح فيه النظام الصحي الذي تم استهدافه عمدا. وزاد نقص المحروقات وزيادة أسعار المواد الغذائية من البؤس.

واليوم يعاني الناس من موجة الصقيع وعدم توفر المواد الغذائية في ظروف خسروا فيها حتى بيوتهم المؤقتة.

وهذه المأساة كما حذرت منظمة الصليب الأحمر الدولية “أزمة داخل عدة أزمات”.

وتواجه تركيا عدة تحديات، وهي مستعدة بفرق إنقاذ مدربة نظرا لتاريخ الهزات الأرضية ودعم 45 دولة لها.

وستكون جهود المساعدة والإنقاذ أصعب على الجانب السوري. فتوفير الدعم الإنساني واللوجيستي مسألة دبلوماسية معقدة. فوحدات الدفاع المدني أو الخوذ البيضاء ستحاول استخدام خبراتها، لكنها بحاجة إلى المعدات الثقيلة للإنقاذ وقطع الغيار والوقود. وحثت المنظمة المجتمع الدولي للضغط على بشار الأسد وموسكو الداعمة له لوقف الغارات الجوية.

ومع أن النزاع في سوريا قد اختفى من عناوين الأخبار الدولية ومن اهتمام الدول، إلا أن الصراع الإقليمي المعقد مستمر، ويقتل أوراحا في الشمال وهناك مخاوف من تصاعده، فهو ليس بين النظام والمعارضة، ولكن بين تركيا والأكراد في شمال- شرق سوريا، وإسرائيل وإيران والجماعات الموالية لها.

وتم تمديد التفويض الدولي لمرور المساعدات الدولية عبر تركيا حتى تموز/ يوليو، ولكن دمشق تسمح بعبورها في الوقت الحالي عبر نقطة واحدة، وإغلاق المعابر الأخرى وسط هذه المأساة سيكون صورة عن انعدام الضمير من النظام السوري.

ويتحمل نظام الأسد المسؤولية الكاملة والأولى للمعاناة التي يعيشها شعبه، ويجب على الجميع التقدم والمساعدة كما تقول الصحيفة. ومحاولة تركيا إعادة اللاجئين ستفاقم من الوضع. كما أن المهمة الإنسانية لسوريا تعاني من قلة المال. ولم يتم تقديم سوى أقل من 4 مليارات دولار لها. وستكون مهمة إيصال المساعدات لمن يحتاجونها أكثر صعوبة. ولكن يجب بذل كل الجهود. وسيكون مأساويا إن لم يكن مخجلا، لو ساهم المجتمع الدولي في مفاقمة الكارثة هذه.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.