الغرب يفشل في إعلام البروباغندا ويعجز عن تقديم صور 300 من ضحايا مسرح ماريوبول وعشرات الطائرات التي سقطت.

Advertisement

بعد الفشل في وقف الاجتياح الروسي على أوكرانيا يمر الغرب من امتحان صعب، في الوقت الذي يتحدث فيه عن آلاف القتلى وعشرات الطائرات المقاتلة الروسية ومئات الدبابات، يفشل في نشر أي صور تثبت الأخبار التي تظهر في الاعلام الغربي أو على لسان مسؤولين وعلى رأسهم الأمريكيين.
حيث ان الصحافة الغربية تركز منذ اندلاع الحرب على شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإقناع الرأي العام بأن الحرب مجرد مغامرة “سياسي مريض نفسيا”.
وانتقد وزير الدفاع الفرنسي الأسبق بيير شيفينمو هذا التوجه ويرى أن تجاهل الأسباب الحقيقية لما وقع في منطقة دونباس وهواجس روسيا بشأن أمنها كأحد الأسباب الرئيسية لهذه الحرب يعني ان هناك مشكلة في الغرب، وندد الوزير السابق أن الطبقة الحالية في الحلف الأطلسي تفتقد للرؤية التي تمتعت بها تلك التي عاشت تفكك الاتحاد السوفياتي وارتأت عدم نهج سياسة تشعر روسيا معها بأنها مهانة.
ونشرت صحيفة “لوموند” الأسبوع الماضي أن الغرب وبالأساس الولايات المتحدة تعاني من عقدة حرب العراق التي توفي فيها مئات الآلاف من المدنيين وكانت خرابا على المنطقة، ويعاني الغرب من التقيد في موقفه بسبب حرب العراق، وأعلنت الأمم المتحدة عن مقتل 1200 مدني في الحرب الحالية منذ اندلاعها، وهو رقم لا يذكر بالمقارنة مع ضحايا الحرب العراقية، تجتهد جهات غربية في محاولة تضخيم اعداد الضحايا في العملية العسكرية الروسية.
وروج الاعلام الغربي لقصف روسي لمستشفى للأطفال في ماريوبول، وتبين أن الخبر عاري من الصحة بل قامت القوات الأوكرانية بقصف قسم الأطفال الذي كان فارغا لتأليب الرأي العام العالمي. وتداولت قنوات التلفزيون ومواقع الجرائد الكبرى في الغرب خبر مقتل 300 مواطن في مسرح بالمدينة نفسها. ولم تنجح ولا جريدة غربية واحدة في نشر صورة تظهر الجثث، علما أن القوات الأوكرانية هي التي تسيطر على منطقة المسرح في ماريوبول ويتواجد بها مراسلون من قنوات دولية مثل الجزيرة. عندما قصفت القوات الأمريكية ملجأ العامرية في العراق يوم 13 فبراير/شباط 1991، وقف العالم على هول الجريمة وتناولت وسائل الاعلام الدولية الصور وأشرطة الفيديو ولم يكن حينئذ الهاتف الجول للتصوير والإنترنت للإرسال. واليوم حيث يمتلك كل شخص هاتفا جوالا وتعج ماريوبول بالمراسلين ويعجزون عن تقديم ولو صورة واحد تبرز جثث 300 الضحايا المفترضين وكأن الأمر يتعلق بحرب في القرن التاسع عشر وليس بيوم 17 مارس/آذار 2022، تاريخ قصف المسرح.
وعمل صناع الرأي العام في الغرب على تبخيس انتصارات الجيش الروسي، ومن جهة، تتحدث وسائل الاعلام والمصادر “المطلعة” التي تنسب الى الاستخبارات الغربية عن سقوط عشرات الطائرات المقاتلة وعشرات المروحيات وتدمير مئات الدبابات، ومن جهة أخرى، يتم الترويج لأطروحة إمكانية استعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسلحة الكيماوية ضد القوات الأوكرانية.
وكما يحدث مع القتلى 300 المفترضين، عجز الغرب الذي يتوفر على أقمار اصطناعية دقيقة تعمل على مدار الساعة في رصد ما يجري في أوكرانيا عن تقديم صور لطائرات محطمة، كما عجزت وسائل الاعلام الغربية عن نشر صور تبرز أكثر من طائرتين وبعض دبابات وبعض المدرعات، وهي حصيلة دون مستوى حرب مع دولة قوية مثل أوكرانيا.
وعندما بدأت دول مثل الصين تقف الى جانب روسيا في مطالبة الولايات المتحدة بتقديم تفسيرات حول المختبرات التي مولتها في أوكرانيا وكانت تطور أسلحة كيماوية وبيولوجية، سارع الغرب للتغطية على الاتهامات بالحديث عن فرضية استعمال بوتين للسلاح الكيماوي.
لم ينجح الخبراء الغربيون المختصين في صناعة “حقائق على المقاس” في العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، وهو ما يثير الكثير من الشكوك ووصل الأمر بصحافيين في فرنسا وأوروبا الى القول بأنهم لقراءة الأخبار الصحيحة يلجأون الى صحافة دول مثل الهند تفاديا للتغليط والتستر.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.