الفساد الأمني هو أصل الفساد السياسي ، نموذج مدينة فاس ، رئيس القيادة العليا للهيأة الحضرية القائد الإقليمي محمد بولحباش ، خديجة الحجوبي ، ورشيد الفايق البرلماني ، وما دلالات تعيين والي أمن حميد البحري رئيسا للمنطقة الأمنية الثالثة ؟؟
فرحان إدريس…
السؤال الذي يطرحه كل ساكنة فاس الحقيقيين ، لماذا النظام السياسي إستهدف العاصمة العلمية منذ بداية الملك محمد السادس على جميع الأصعدة والمستويات ؟؟ ولماذا حرمها من الإستثمارات العمومية الكبرى التي وجهت مثلا للتنمية البشرية والإقتصادية لمدن الشمال والدار البيضاءء ومراكش والرباط ؟؟ ولماذا غض الطرف عن هروب مئات المستثمرين الكبار سواء في قطاع النسيج أو الألبسة ؟؟ ولماذا بقي يتفرج عن موت الصناعة التقليدية الفاسية بكل أنواعها ، الأواني المعدنية والفضية ، الصناعات الجلدية ، ومنتوجات الفخار ؟؟
ولماذا أوجد البنية التحتية لبروز زعماء سياسيين شعبويين ، أمثال حميد شباط ورشيد الفايق وعزيز اللبار وحسن لشهب المعروف ببوسنة ، وحسن بلقدم الملقب بشيبوب ، هؤلاء الذين يعتبرون الرؤوس الكبار لمافيا العقار بجهة فاس ،وأغلبيتهم كونوا ثروات مالية خيالية مصادرها غير مشروعة سواء بنهب الميزانيات العامة ، أو التجارة في الممنوعات أو ممارسة التهريب الدولي ..
لدرجة ، أنهم أصبحوا ديناصورات إنتخابية يرهبون المثقفون والنخب الفاسية المختلفة عن طريق عصابات إجرامية وميليشيات من البلطجية والمجرمين ..
ولهذا إنتشرت دورالقمار والدعارة في كل أحياء المدينة التي عمرها 1200 سنة ، وأصبح في كل شارع وزنقة تاجر للمخدرات وبائع الخمور ، والكلمة الأولى والأخيرة في أي حي لرؤساء العائلات الإجرامية المعروفين لدى أجهزة الأمن ومصالح النيابة العامة ..
الأكيد ، أن هناك جهات العليا بالرباط أرادت أن تصبح مدينة جامعة القرويين الإسلامية التاريخية ، مدينة الإجرام بإمتياز بالمملكة ، وأن مهندسو القرار بالمحيط الملكي أوكلوا هذه المهمة لممثلي وضباط وزارة الدخلية المحليين وللمسؤولين الترابيين ، بداية من الوالي والعامل وإنتهاءا بالباشا والقايد ، ولمختلف مديري الأجهزة الأمنية المختلفة ، من والي أمن ورؤساء المناطق والدوائر الأمنية ..
ولأنه ، لوأرادت الدولة المغربية محاربة الفساد السياسي والإغتناء الفاحش للعديد من السيايين المحليين والجهويين المعروفين كل واحد بإسمه ، لأعطت الضوء لأجهزة النيابة العامة والمصالح الأمنية للتحقيق مع هؤلاء إنطلاقا من مبدأ من أين لك هذا ؟؟ أي ربط المسؤولية بالمحاسبة ..
والكل يعرف بالمملكة ، أن كل مواطن مغربي يدخل السياسة سواء على الصعيد المحلي أوالجهوي أو المركزي يصبح بعد سنوات من أغنياء القوم ومن الأعيان الكبار ، كيف حصل هذا في ظرف سنوات فقط ؟؟
بطبيعة الحال ، إما بنهب ميزانيات المجالس الجهوية ، المحلية منها القروية منها ، أو بالسطو على أملاك الأراضي المخزنية العرشية منها والسلالية ، أو بتحويل آلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية التي دخلت المجال الحضري إلى إقامات وشقق وتجزئات سكنية تدر الملايير من الدراهم ..
ولهذا ، حين يصبح أي سياسي سواء أكان مستشار محلي أو برلماني في مجلسي النواب أو المستشارين من الأغنياء الكبار بالمدينة ، وينجح في العديد من المحطات الإنتخابية ، فالأكيد أنه دفع أولا لمهندسي القراربالجهات العليا بالرباط ، ثم للمسؤولين الكبار المكلفين بالإدارة الترابية ، والي الجهة ، العامل ، الباشا ، القايد ، ولبعض ونواب وكلاء الملك ولمختلف مديري الأجهزة الأمنية المختلفة ..
لأن السياسي المغربي أينما كان عادة تظهر عليه علامات الإغتناء الفاحش ، وأول شيء يفكر به هو الدخول لعالم الدعارة بكل أنواعها من أجل الإستمتاع بالفتيات والنساء بمختلف الأعمار .
لهذا ، يلاحظ في الحفلات التي يقيمها بين الفينة والأخرى السياسيون ، من برلمانيين ومستشارين ورؤساء المجالس الحضرية والمقاطعات تجد أغلبية الحضور من الجنس اللطيف ، وتراهم يتهافتون لأخذ أرقام هواتف هؤلاء الساسة ..
ولا عجب !! أن كثرت محلات التدليك ومقاهي الشيشة التي أصبحت في حقيقة الأمر أماكن للدعارة بإمتياز، وترويج كل أنواع المخدرات الرطبة منها والصلبة ، وكل هذا يحدث أمام أعين نواب وكلاء الملك ومديري الأجهزة الأمنية المختلفة ، من شرطة قضائية ،ومصلحة الإستعلامات العامة ، والمندوبية الجهوية للديستي …
ولهذا يمكن الجزم ، أن الفساد الأمني هو أصل الفساد السياسي سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي أو المركزي ..
وهنا تأتي دلالات تعيين والي أمن حميد البحري رئيسا للمنطقة الأمنية الثالثة بفاس ، بحكم أنها أولى النقط السوداء بالمدينة التي تعرف بطالة مرتفعة بين أوساط الشباب من ذكور وإناث ، وأغلبية سكانها منحدرين من القرى والبوادي المجاورة ، وتنتشرفيها كل أنواع الجريمة وتجارة المخدرات وتقطن بها على الخصوص العائلات الإجرامية الكبرى ..
ولاسيما نجحت فيها برلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة ، معروفة في الوسط الجمعوي الفاسي بأنها برزت كظاهرة جديدة في الدعارة الراقية في السنوات الأخيرة ، وتمتلك دور وشقق بمقاطعة المرينيين موجهة للشباب الذين يرغبون في قضاء غرائزهم الجنسية ..
لهذا يطرح السؤال التالي ، هل ستصبح المنطقة الأمنية الثالثة في عهد الرئيس الجديد والي أمن حميد البحري من أكثر الدوائر والمقاطعات إزدهارا في ترويج كل أنواع المخدرات ؟؟ وإرتفاعا في نسب إستهلاك الخمور بين صفوف الساكنة وتعاطي الفتيات والنساء للدعارة بكل أشكالها ؟؟
يتبع..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
……………………………..وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch