الفضائح الكبرى والإنتهاكات الخطيرة لحقوق الموتى لوكالات نقل الأموات بالديار الإيطالية طوال إنتشار جائحة كورونا ، غلاء الأسعار ، التحايل على عائلات وأسر الموتى ، الإغتناء الفاحش على حساب ومعاناة المهاجرين المغاربة !! ،500 أورو مقابل غطاء من التوب ، ولا أحد ننسى أن الصحافة هي السلطة الرابعة !!
فرحان إدريس…
المعلوم ، أنه منذ بداية إنتشار جائحة كورونا بالديار الإيطالية تعطلت عجلة الإقتصاد الإيطالي على جميع الأصعدة والمستويات في كل الجهات والمدن ، والعديد من الشركات والمطاعم أوقفت عمالها عن العمل لأشهر بسبب توقف حركة الإنتاج والبيع الشراء..
لكن هناك قطاع خدماتي واحد عرف إزدهار غير مسبوق وبشكل تصاعدي هو مهنة نقل وكالات الأموات بسبب عدد الوفيات التي وصل لحوالي 100.000 ضحية بين أوساط المجتمع الإيطالي نتيجة إصابتهم بداء كوفيد 19 القاتل ، أما في صفوف مغاربة العالم فليس هناك لحد الآن إحصائيات رسمية فهي تتراوح ما بين المئات والآلاف من الضحايا ..
وبما أن إيطاليا من دول الإتحاد الاوروبي التي عرفت رتفاعا ملحوظا في وفيات أفراد الجالية المغربية المقيمية بمختلف الجهات والمدن الإيطالية ، ونظرا لأن المغرب كان أغلق الحدود البرية والبحرية والأجواء في وجه دفن موتى المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج بدعوى الخوف من إرتفاع المصابين بداء كورونا ، إضطرت الأسر المغربية بدفن موتاهم بمختلف المقابر الإيطالية ..
وهنا سيظهر جشع أصحاب وكالات نقل الأموات بحيث كانوا يطلبون نفس التسعيرة التي تطبق كأن الميت سيدفن بالمدن والقرى المغربية التي ينحدر منها ما بين 3200 إلى 4000 أورو ..
مصاريف الطائرة لنقل الجثة التي تترواح ما بين 900 إلى 1200 حسب شركات خطوط الطيران المختلفة لم تعد موجودة بسبب الإغلاق الكلي للأجواء والحدود المغربية ، ورغم ذلك وكالات نقل الأموات المملوكة لمهاجرين مغاربة أبقوا على هذا المبلغ المالي ضمن ما يطلبونه لزبنائهم مقابل خدماتهم ..
من الطبيعي كان المفروض أن تحذف مصاريف نقل الجثة لأرض الوطن ، لماذا أبقوا على هذه المبلغ المالي الكبير بالنسبة للاسر المغربية التي عانت بشكل كبير على المستوى الإقتصادي في ظل جائحة كورونا ؟؟ لا أحد يملك الجواب المنطقي والقانوني لهذا السلوك الجشع والإستغلال المقصود لمالكي نقل الأموات ؟؟
فمثلا ، المقبرة الإسلامية ببيرغامو قبل إنتشار جائحة كورونا كان الثمن لا يتعدى 400 أورو ، بعد ذلك قفز هذا الثمن بشكل صاروخي ليصل ل 1400 أورو ،من المسؤول عن هذا الغلاء ؟ هل الجمعية المالكة للبقعة الأرضية ؟ أم أحد اعضائها الذين يستغلون هذا الوضع للإغتناء الفاحش الشخصي ؟؟ أين هي مبادئ التضامن والتآخي في الدين الإسلامي ؟؟ لماذا تنعكس هذه المبادئ الأخلاقية على السلوك اليومي لأصحاب وكالات نقل الأموات ؟؟ في العديد من الحالات تجد الإيطاليون أرحم في الأسعار من المغاربة ؟؟
فالمكلف بزبائن البنك الشعبي بإيطاليا كان عضو في اللجنة الإجتماعية بالمركز الإسلامي ببيرغامو ،وكان حريص في كل حالة موت لمهاجر مغربي بالمدينة والنواحي بأن يتكلف هو شخصيا بإجراءات الدفن ومنها بطبيعة التواصل مع أحد وكالات نقل الأموات ..
ومن هنا دخل إلى سوق وكالات نقل الأموات وما يحكى عنه من طرف المهاجرين المغاربة دفن لهم موتاهم يندى له الجبين ، فمثلا يطلب مقابل غطاء من التوب مكتوب عليه ، شهادات ان لا إلاه إلا الله ..وأن محمدا رسول الله / وآيات قرآنية ، مثل ، ” كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ(الأنبياء – 35) ” مبلغ مالي يقدر ب 500 أورو ..
أيعقل هذا السلوك الفاحش في الإغتناء في عز إجراءات الجنازة ؟؟ ، وحين يكتب صحفي بأنه يفرض تسعيرة عالية على الزبناء يتهمه بممارسة الإبتزازضده ، وسيتسبب له في فقدان كسب خبز أسرته وأولاده ..
إنتهاك آخر ترتكبه أغلبية وكالات نقل الأموات المملوكة لمهاجرين مغاربة هو بث مراسيم دفن جثت المهاجرين الموتى على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ، الفيسبوك واليوتوب والواتساب دون إذن مكتوب من أسرة الميت ونشر وثائق المرحوم ..
ومع الأسف ، هناك صفحات على الفيسبوك تخرق قانون المعطيات الشخصية ببثها المباشر لمراسيم نقل الجثة ودفنها في المقابرالمسيحية أو في الأماكن المخصصة لموتى المسلمين بمختلف عرقياتهم وجنسياتهم ..
مسألة مهمة أخرى لا يهفهمها هؤلاء مالكي وكالات نقل الأموات ، هو أن الصحافة المستقلة هي السلطة الرابعة وضمير الأمة والشعب ، وأنهم يعيشون في دول ديموقراطية من ثوابتها ومقدساتها حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة ، وأن الصحفيون الذين يقومون بالتغطية الإعلامية لموضوع معين ، إنما يقومون فقط بعملهم اليومي وما يملي عليهم ضميرهم المهني ، ولا يستهدفون أي أحد وليس غرضهم الأساسي هو تصفية الحصابات الشخصية مع هؤلاء ..
فهناك قصة حدثت مؤخرا لمهاجرة مغربية مقيمة بجهة إيمليا رومانيا مرض زوجها بالمغرب ، فإضطرت للعودة به للديار الإيطالية وإيذاعه إحدى المستشفيات لمعالجته مرض السرطان الخبيث ..
لكن بعد أيام فارق الحياة ، وحين أرادت دفنه أعطتها إحدى الممرضات العاملات بمشرحة المستشفى رقم هاتف أحد مالكي نقل الأموات المعروف بالجهة من أجل دفنه بإحدى المقابر القريبة من المصلحة الصحية ، الذي طلب منها مبلغ مالي أولي يقدر ب 2500 مقابل تقديم خدماته ..
وبما أن وضعها المالي لا يسمح لها بدفع هذا المبلغ المالي الكبير بالنسبة لها ، تواصلت مع أحد الفاعلين الجمعويين الكبار الذي تجمعه بها قرابة عائلية ، الذي بدوره تواصل عن طريق الواتساب مع أحد المناضلين الجمعويين المعروفين ببولونيا الذي قام بالضغط على صاحب وكالة نقل الأموات الذي بقدرة قادر خفض الثمن إلى 1800 أورو..
وهكذا نتيجة ضغط الفعاليات الجمعويين والتهديد بتمرير تفاصيل القضية لإحدى المواقع الإلكترونية بإيطاليا المختصة بقضايا الجالية …
الثمن كان 2500 وأصبح 1800 أورو بفضل الفعاليات الجمعوية الوطنية النزيهة التي تجعل دائما قضايا ومصالح الجالية أمام أعينها وفي كل تحركاتها ..
غلاء الأسعار في سوق وكالات نقل الأموات يلعب فيه دور مركزي مسؤولي المراكز الثقافية الإسلامية الذين يستغلون الموت من أجل ما أمكن من المئات الآلاف من الأورو، بحجة جمع مصاريف ودفن الميت ، لكن يتصلون بأصحاب الوكالات الذين يدفعون أكثر مقابل الحصول على الملف ، وعادة المبالغ المالية تترواح مابين 250 إلى 400 أورو عن كل جثة ، ولا ننسى أن المسؤولين في المساجد يحصل دائما على نسبة مئوية من المبلغ المالي المجموع من تبرعات أفراد الجالية المغربية ..
رؤساء مصالح الأموات بالقنصليات المغربية السبعة المنتشرة فوق التراب الإيطالي بدورهم يعتبرون عنصر محوري في بزنس جثت موتى المهاجرين المغاربة ، بحيث يفضلون التعامل مع وكالة نقل الأموات دون غيرها بسبب العطايا والهدايا التي يتلقونها من أحد مالكي وكالة نقل الأموات المعروف بسخاءه مع الموظفين العاملين بالتمثيليات الدبلوماسية ..
الحملة الإعلامية ستستمر ضد هؤلاء الذين حققوا أرباحا خيالية طيلة جائحة كورونا دون مراعاة الظروف الإقتصادية والإجتماعية القاسية التي يمرمنها مغاربة إيطاليا ..
وفي القريب العاجل بقيادة الأب الروحي للعمل الجمعوي بإيطاليا ، الحاج الجيلالي غراد ، ممثل الجيل الأول لمغاربة العالم ، سيكون هناك إجتماع لكل الفعاليات الجمعوية المناضلة الصادقة بحضور مسؤولي المراكز الثقافية الإسلامية مع رؤساء مصلحة الأموات بالقنصليات المغربية من أجل تحديد ثمن معين تحت شعار لا ضرر ولا ضرار ..
وكالات نقل الأموات المملوكة للمهاجرين المغاربة التي لا تلتزم بالثمن المحدد سيتم رفع توصية بعدم التعامل معها ، ومحاربتها بكل الطرق والتضييق عليها في كل الجهات والمدن الإيطالية ..
وخلال اللقاء سيتم طرح فكرة التعاقد مع وكالات نقل الأموات الإيطالية التي يوافق أصحابها على دفن موتى المهاجرين المغاربة بالثمن المتفق عليه ..
يتبع….
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch