الكيان: “توطين اليهود بالمغرب هجوم استثنائيّ لتخريب التطبيع” مليون يهوديّ مغربيّ يعيشون بالكيان يحتفظون بالجنسية المغربيّة و”حنينهم للمغرب دائمًا”.. مشاركة إسرائيل بمناورات “الأسد الإفريقيّ” بالمغرب!
Advertisement
الشروق نيوز 24 / متابعة.
أثارت تصريحات رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في المغرب أحمد ويحمان، بأنّ مخططًا لتوطين مليوني يهودي في المغرب يجري الترتيب له، وأنّ اجتماعات تنسيقية يتم إعدادها تهدف إلى “نقل إسرائيل إلى المغرب”، أثارت ردود فعل إسرائيليّةٍ غاضبةٍ، ودفعت المُستشرِق الإسرائيليّ د. يارون شنايدر، إلى القول إنّ هذه التصريحات التي وصفها بالخطيرة، والتي حظيت بتغطيةٍ إعلاميّةٍ في الوطن العربيّ، جاءت على خلفية اقتناع مناهضي التطبيع في المغرب بأنّ استثمار القضيّة الفلسطينيّة من أجل تأليب الرأي العّام في المملكة المغربيّة، لم يعُد يجدي نفعًا، على حدّ زعم المُستشرِق، وهو باحث كبير في مركز أبحاث الأمن القوميّ التابِع لجامعة تل أبيب، بالإضافة إلى كونه مُحللاً للشؤون العربيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ.
د. شنايدر، الذي أعّد تقريرًا عمّا وصفها بالتصريحات المؤذية للتطبيع بين إسرائيل والمغرب، تابع قائلاً في معرض ردّه على سؤال مُقدّم البرنامج إنّ هذه التصريحات هي عمليًا تسجيل رقمًا قياسيًّا جديدًا في مجال التجديدات والاختراعات التي يقوم مناهضو التطبيع في المغرب بتجييرها من أجل إقناع الشعب المغربيّ بحتمية مناهضة التطبيع مع الدولة العبريّة.
ووصف د. شنايدر تصريحات رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في المغرب أحمد ويحمان، حول توطين اليهود في المغرب، بأنّها عمليًا هجومًا غيرُ مألوف واستثنائيًا وخارجًا عن القاعدة، لافتًا إلى أنّ جميع الخطوات التطبيعيّة الإيجابيّة التي نواكبها في الفترة الأخيرة بين المغرب وإسرائيل، هي بحسب أحمد ويحمان، هدفها توطين حوالي مليونيْ يهوديّ-صهيونيّ في المغرب، من جميع أنحاء العالم، وليس فقط أولئك اليهود المغاربة الذين “هاجروا” إلى إسرائيل بُعيد “حرب العام 1948″، وأنّ عملية التوطين ستتّم عن طريق استغلال العلاقات التاريخيّة، وطبعًا المناطق التي كان يسكنها اليهود في المغرب وما زالوا، بهدف توطين اليهود فيها وإقامة دولة إسرائيل الثانية في المغرب، على حدّ تعبير شنايدر.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، قال المُستشرِق شنايدر لمُقدّم البرنامج إنّ “تصريحات أحمد ويحمان تُثير السخرية والقهقهة لسخافتها، لديك ولديّ، ولكن هذه النظريّة التي أطلقها رئيس المرصد المغربيّ لمناهضة التطبيع، هي عمليًا تعتمِد على نظريةٍ رائجةٍ في الوطن العربيّ حول علاقاته بالغرب، إذْ أنّ الشعوب العربيّة، ترى في خطوةٍ من هذا القبيل محاولة جديدةً لاستعمار الدول العربيّة، بحيث أنّ الغرب يقوم باستعمار الوطن العربيّ مرّةً أخرى، ولذا، أوضح د. شنايدر، فإنّ نشر هذه النظرية ستردع الشعوب العربيّة من إقامة علاقاتٍ مع الغرب الاستعماريّ، كما قال.
وشدّدّ المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّ المعارض المغربيّ يستثمر هذه النظريّة من أجل ردع المغرب عن مواصلة التطبيع مع إسرائيل، وذلك على خلفية الطفرة الكبيرة في العلاقات المغربيّة-الإسرائيليّة في جميع المجالات، وعلى نحوٍ خاصٍّ الزيارة الناجحة التي قامت بها وزيرة الداخليّة في الكيان، آييليت شاكيد الأسبوع الماضي إلى المملكة المغربيّة، وبالإضافة إلى مشاركة قوّاتٍ من الجيش المغربيّ في تدريباتٍ عسكريّةٍ إلى جانب الجيش الإسرائيليّ، أيْ مناورات “الأسد الإفريقيّ”.
وخلُص المُحلّل إلى القول إنّ مناهضي التطبيع في الوطن العربيّ قالوا وما زالوا يقولون إنّ إسرائيل، مستغلةً (اتفاقيات أبراهام) حاولت القضاء على القضيّة الفلسطينيّة، وأنّه، بحسب المٌناهضين للتطبيع، فإنّ كلّ دولةٍ تُطبِّع مع الكيان تُشارِك إسرائيل في تنفيذ المخطط للقضاء على قضية شعب فلسطين، لافتًا إلى أنّ هذا الزعم لم يعُد ناجعًا، لذا هناك حاجة لاختراع حجّةٍ جديدةٍ، كما قال المستشرق الإسرائيليّ.
اجتماعات تنسيقية يتم إعدادها تهدف لـ”نقل إسرائيل إلى المغرب”
وكان أحمد ويحمان قد قال في مقابلةٍ صحافيّةٍ إنّ اجتماعات تنسيقية يتم إعدادها تهدف إلى “نقل إسرائيل إلى المغرب” منها ما يسمى بمنتدى الدار البيضاء، الذي “سموه بتوحيد الهياكل المغربية بين المغرب وإسرائيل تحت إشراف مستشار الملك” أندريه أزولاي، مذكرًا بمنتدى مراكش يوم 15 أيار (مايو) في ذكرى احتلال فلسطين، والذي “تمّ الاحتفال فيه بعيد استقلال إسرائيل الشقيقة، ودعيت إسرائيل كضيف شرف”، مشيرا إلى المشاركة الإسرائيلية في المناورات العسكرية الأخيرة (الأسد الأفريقي)، وكذلك افتتاح مكتبيْن لقناةٍ إسرائيليّةٍ في الرباط والدار البيضاء.
الأخطر توطين مليوني يهوديّ بالمغرب حتى من أصولٍ غيرُ مغربيّةٍ
وقال ويحمان إنّ “أخطر ما هو موجود هو توطين مليوني يهودي حتى من أصول غير مغربية”، وذكر أنّ “أفواجهم تتلاطم وتتلاحق إلى المغرب”، منبهًا إلى أنّ المغرب سيدخل في عصر جديد.
وكان رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب دافيد غوفرين، قال إنّ “مشاركة إسرائيل في هذه العملية خطوة جديدة وإضافية من شأنها توطيد العلاقات الأمنية بين وزارتي الدفاع وجيشي كل من المغرب وإسرائيل، والتي ازدادت إلى قائمة كبيرة من المبادرات الثنائية في مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم والرياضة وغيرها”.
حوالي مليون يهوديّ-مغربيّ يعيشون بإسرائيل وخلافًا للجماعات اليهودية التي عاشت بالشرق يهود المغرب لم تسقط عنهم الجنسية المغربيّة
يبلغ عدد اليهود المغاربة في إسرائيل حوالي المليون، وعلى عكس الجماعات اليهودية التي عاشت في الشرق، فإنّ يهود المغرب لم تسقط عنهم الجنسية المغربية، كما تجمعهم صلات “وجدانية وثيقة” بالمملكة، وقد صدر قرار في العام 1970 بعدم إسقاط الجنسية المغربية عن اليهود المغاربة الذين هاجروا في المراحل السابقة، وبذلك يمكنهم العودة إلى بلدهم متى شاءوا باعتبارهم مواطنين مغاربة.
كما أنّ المغرب حظي بتكريمٍ خاصٍّ خلال معرض حول حياة يهود الشرق في العام الماضي 2021 احتضنه معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس. وأكّد رئيس المعهد جاك لانغ أنّ تكريم المغرب يعد اعترافًا بالجهود التي “تبذلها المملكة من أجل حماية الموروث اليهودي المغربي”، داعيًا لاعتبار الملك الراحل محمد الخامس “من الصالحين بين الأمم” لجهوده في حماية اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
وابتداءً من الأربعينات بدأت هجرة اليهود من المغرب، حيث انتقل جزء كبير منهم إلى الشرق الأوسط مع الإعلان عن إقامة الكيان، وقال أوندريه كوميل أحد مؤسسي جمعية الذاكرة اليهودية المغربية، إنّ جزءًا كبيرًا من هؤلاء اليهود تعرضوا للتهميش على حساب نظرائهم القادمين من أوروبا.
وقد ولّد هذا الوضع إحساسًا بـ”الحنين الدائم” إلى المغرب تمّ توريثه للأبناء والأحفاد، وهو ما يفسر ما يصفه المتحدث بالارتباط الوجداني لدى المغاربة اليهود في إسرائيل بكلّ ما هو مغربيّ.
اليهود المغاربة من إسرائيل ودول العالم يحّجون سنويًا للمغرب للاحتفال بـ”موسم الحج” أوْ الهيلولة وعدد الأضرحة اليهودية في المغرب 600
منتصف كل عام كما في شهر كانون الأوّل (ديسمبر)، يقصد آلاف اليهود حول العالم من الأصول المغربية العديد من المدن المغربية فيما يعرف بـ”موسم الحج” أو الهيلولة، والهيلولة هي كلمة مشتقة من عبارة “هاليلو يا” الواردة كثيرا في مزامير داوود، ومعناها “سبحوا الله”، إذ أطلقت على هذه الاحتفالات الدينية، نظراً لاستغراق المُشاركين فيها في التسبيح والدعاء لله، وأيضاً الاحتفال بالعطاء.
تقام في الموسم العديد من الفعاليات الدينية التي تتضمن زيارة ما يعرف بـ”الصديق” أو الولي، وهي الأضرحة التي يتبرك بها اليهود، إضافة إلى إقامة شعائر دينية أخرى، ومن الملفت أنّ الأضرحة أوْ ما يعرف بـ”الصديق” لدى اليهود يقصده الجميع للتبرك به، سواء في موسم الحج أو في غيره. من ناحيتها قالت شامة درشول الباحثة في الشؤون الإسرائيلية، إنّ عدد الأضرحة اليهودية في المغرب تبلغ نحو 600 ضريح في أنحاء المغرب.
Advertisement