المستشار الملكي فؤاد علي الهمة هو من وراء بلاغ الديوان الملكي الضغيف عن حزب العدالة والتنمية ، ولهذا يبقى السؤال المطروح ، ماذا إستفاد المغرب من الإتفاق الثلاثي الموقع في شهر دجنبر 2020 بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإحتلال الإسرائيلي؟؟
في غياب تام للملك محمد السادس عن المشهد السياسي والإجتماعي والإعلامي الوطني أصدر الديوان الملكي بلاغا إعلاميا شديد اللهجة ضد القيادة العامة لحزب العدالة والتنمية بسبب إنتقادها للمواقف الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ،ناصر بوريطة بسبب دفاعه المستميث في بعض لقاءاته الإفريقية والأوروبية الأخيرة عن تصرفات وسلوكيات دولة حكومة الإحتلال الإسرائيلي..
بلاغ إعلامي كان وراءه دون أدنى شك المستشار الملكي الرحماني فؤاد علي الهمة ، مهندس عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني والرجل النافذ في المحيط الملكي..
وأقل ما يقال عن هذا البلاغ الإعلامي هو أنه ضعيف على جميع الأصعدة والمستويات ، لا من حيث ماجاء فيه من مبررات واهية عن أسباب عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب ودولة الإحتلال الإسرائيلي ،ولا من حيث المغالطات السياسية العديدة التي إحتواها..
لكن الخطير في هذا الأمر، هو ممارسة المستشار الملكي الهمة التضليل الإعلامي ضد الشعب المغربي وبشكل خاص إتهام حزب البيجيدي بأنه ضد التوجهات الملكية فيما يخص السياسة الخارجية للمملكة…
وهذا غير صحيح، فالحزب عن طريق رئيس الحكومة المغربية السابقة بقيادة أمينه العام السابق الدكتور العثماني كان من بين الموقعين الرسميين على إتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني وعودة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين تحت شعار من أجل المصلحة الوطنية العليا ..
موقف سياسي أدى ثمنه باهضا حزب العدالة والتنمية فيما بعد ، وظهرهذا بشكل واضح في الإنتخابات البرلمانية والجهوية والمحلية الأخيرة التي جرت في شهر شتنبر من سنة 2021 ..
الأكيد ، أن المستشار الملكي فؤاد علي الهمة لازال يتصرف كأنه القيادي الأول لحزب الأصالة والمعاصرة الذي كان من مؤسسيه الأساسيين..
هذا الحزب الإداري الذي أسسس خصيصا لمواجهة الإسلاميين بقيادة حزب البيجيدي على الصعيد السياسي الوطني…
والحزب في ببلاغه الإعلامي الأخير لم يهاجم لا القصر ولا الملك، بل إنتقد فقط الدفاع المتكرر للوزير ناصر بوريطة في كل لقاءاته مع المسؤولين الأفارقة الأوروبيين عن حكومة العدو الصهيوني…
لدرجة ، أنه يخيل للمتتبع بأنه أحد وزارء حكومة دولة الإحتلال الإسرائيلي أو ناطق إعلامي بإسمها…
بلاغ الديوان الملكي جاء فيه بأنه تواصل مع الهيآت من المجتمع المدني المغربية قبل توقيع إتفاقية التطبيع ،وهذه من المغالطات الكبيرة التي جاءت في البيان الإعلامي ..
مثلا ، هل تواصل مع الجمعيات التي يرأسها كل المناضل أحمد ويحمان ؟؟ ، المعروف بمواقفه الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ؟؟ هذا الأمازيغي الذي ألف كتاب بعنوان الخراب ؟؟
ويقول فيه بصريح العبارة بأن المغرب أصبح تحت الحماية الصهيونية ..
هل تواصل المحيط الملكي بقيادة المستشار الملكي فؤاد علي الهمة مع القيادي الوطني الكبير خالد سفيان الذي يرأس جمعية مغربية وعربية وإسلامية تنادي بإسقاط عمليات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل للأراضي العربية ؟؟ لا لم يحدث كل هذا !!
وهنا لابد من طرح تساؤلات عديدة حول ماذا إستفادت المملكة من عملية التطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي منذ التوقيع على الإتفافية الثلاثية في شهر دجنبر من سنة 2020 ؟؟
للعلم، بمجرد الإعلان عن إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، وإفتتاح مكتب الإتصال الإسرائيلي بالرباط لم تتوقف وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مهاجمة الملك محمد السادس ، بل وصل ببعض القنوات العبرية في إحدى برامجها عن التحدث بالتفاصيل عن الثروة المالية الخيالية لعاهل البلاد الحالي، بينما شعبه غارق في الفقر المذقع ..
وكيف أن الملك الراحل الحسن الثاني كان أبعد ولي عهده أنذاك من كل الأمور المالية المتعلقة بكل أفراد العائلة الملكية ؟؟
المدير السابق لمكتب الإتصال الإسرائيلي غوفرين هاجم عدة مرات حزب العدالة والتنمية بسبب موقفه من عملية التطبيع..
ولم يصدرمن الديوان الملكي أي بلاغ إعلامي يدين هذا المسؤول الدبلوماسي بالتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب.
ولا تدخلت الجهات العليا بالقصر الملكي بعدما ثبوت إرتكاب مدير مكتب الإتصال الإسرائيلي العديد من جرائم الإغتصاب الجنسي في حق العديد من الفتيات والنساء المغربيات.
لماذا الديوان الملكي منذ توقيع إتفاقية التطبيع مع هذا الكيان المغتصب للأراضي العربية لم تصدر منه أي إدانات رسمية رغم الجرائم والقتل اليومي الذي يرتكبه جيش الإحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني المدني منه والمقاوم ؟؟
وماذا عن الإقتحام الشبه اليومي للمستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية ؟؟ لماذا طوال هذه السنوات لم يسمع صوت الملك محمد السادس بحكمه رئيس لجنة القدس ؟؟
وماذا إستفاد المغرب لحد الآن من عملية التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني ؟؟ هل هناك إعتراف صريح من حكومة العدو بمغربية الصحراء ؟؟
لحد الآن لا قنصلية أمريكية في الداخلة كما كان إتفق عليه في الإتفافية الثلاثية، ولا أي من الوعود الدبلوماسية الكبيرة التي روج لها من طرف زعماء التيار الصهيوني بالمملكة تحققت ؟؟
المغرب بقيادة المستشار الملكي فؤاد علي الهمة دخل في أزمة دبلوماسية متتالية مع كل من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا ، والآن مع مؤسسة البرلماني بسبب قضية الرشوة التي إنفجرت في شهر دجنبر 2022.
لكن ما يأخذ على القيادات السياسية لحزب العدالة والتنمية هو، أنها خانت الشعب المغربي أثناء هبوب الربيع العربي سنة 2011 وتخليها عن حركة 20 فبراير الشبابية ومحاربتها ، وعدم دعمها على المستوى السياسي تحت شعار الحفاظ على الإستقرار بالمغرب ..
وثقتها المفرطة بالمحيط الملكي الذي كل الموجودين فيه من مستشارين ملكيين وأعضاء بالكتابة الخاصة للملك والمكلفين بمهمة داخل الديوان يكنون العداء لكل ما هو إسلامي ويكرهون تطبيق الديموقراطية جملة وتفصيلا ..
وهذا ما ظهر بالأدلة والبراهين بعدما هبت رياح الثورات المضادة في كل من مصر وتونس بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومن وراء الكواليس دولة الإحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي ..
وبهذا يكون حزب العدالة والتنمية فوت فرصة تاريخية للإصلاح والتغيير على الشعب المغربي بمهادنته المحيط الملكي الحالي حين كانت رياح الربيع العربي قوية وشديدة ..
الحقيقة التي يعرفها الجميع بالمغرب هو، أن حزب العدالة والتنمية بقيادة أمينه العام الحالي، عبد الإلاه بنكيران لم يصدر منه أي مغالطات سياسية دبلوماسية في بيانه الإعلامي الأخير، بل معروف عن هذا السياسي الإسلامي تشبته بالملك والملكية وإمارة المؤمنين.
على العكس، المستشار الملكي الرحماني ومن معه في المحيط الملكي هم الذين يسيئون للملك بهذا البيان الإعلامي الذي يصطاد في الماء العكر.
كل الشعب المغربي يعرف بأن من أوصل المغرب لهذا التدهور الإقتصادي الغير المسبوق ، والتحكم السياسي المطلق في المشهد السياسي المغربي ، الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ، والإعتقالات المتتالية في صفوف الصحفيين المستقلين ، كتوفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي ، والنشطاء الحقوقيين والمدونين ، وآخرهم وزير سابق لحقوق الإنسان، النقيب والمحامي الأستاذ محمد زيان هي حكومة الظل بالديوان الملكي بقيادة كل من المستشار الملكي فؤاد علي الهمة والكاتب الخاص للملك منير الماجدي ومدراء الأجهزة الأمنية والإستخباراتية ورئيسي المجلس الأعلى للقضاء محمد عبد النبوي.
يتبع ..
فرحان إدريس..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
……………………………..وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. ……..وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. ..إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights W