بقلم: *ذ يوسف البرك*
_ في ظل غياب فرص الشغل والعدالة الإجتماعية، و تفحل الأوضاع المتردية و مرارة العيش المنكد والواقع الإجتماعي الموبوء اللدي تعيشه فئة واسعة من أسر الشعب المغربي المستهدفة لأثر الفقر المدقع، فخلف هدا غضب واسع في الشارع المغربي في السنوات القليلة الآخيرة ، والآن بطرق وتعبيرات مختلفة منها الحراكات الشعبية والخروج للشارع بالحسيمة وجرادة وزاگورة وحملة المقاطعة التي أطلقها شباب الوطن على مواقع التواصل الإجتماعي، كل هذا كان تعبيرا عن سوء الوضع وعدم العيش الكريم في هدا البلد، ورغم كل الذي فات ليس هناك أي حلول جدرية لهذه الأوضاع الإجتماعية ، وإنما تتشعب وتزداد سوء يوما بعد يوم,,,,
وأبرزها نكسة التاريخ المستمرة وهي ظاهرة الهجرة السرية و هروب أبناء الوطن على متن قوارب الموت بين إختيارين في ساعات قليلة في ليالي حالكة إما النجاة والوصول إلى الضفة الأوروبية أو نهاية المصير والموت غرقا في مقبرة البحر الأبيض المتوسط وغداء للأسماك، الكل أزمع على الهجرة وهي التي خلفت الكثير من المأسي والمصائب وسبيل مثالها هو ما نراه كل يوم من كوارث إنسانية بشعة تدمي القلب من قساوة مشهدها ,,,,
في ثلاث مناسبات متقاربة إعترف الملك بفشل التوزيع العادل للثروة، و بفشل الإدارة المغربية لعدم وجود حكامة جيدة وغياب ثقافة المحاسبة، و بفشل النموذج التنموي، وأضف أيضا بفشل الحكومة وفشل البرلمان ومجالس الجهات والأقاليم والمجالس المحلية المنتخبة,,,
كل هذه الأنواع من الفشل مترابطة ومتداخلة في ما بينها، والسبب يكاد يكون واحدا وهو إخفاق النموذج السياسي المغربي الذي ظل مند زمن بعيد يجرب محاولات الإنتقال الديموقراطي ولم ينجح حتى الآن، فالسياسات العمومية التي إتبعها المغرب مند ما يسمى بالإستقلال !!
أثبتت فشلها في أكثر من قطاع، وأكثر من ذلك أبانت عن عجزها في إستهداف الشرائح الفقيرة داخل المجتمع، وغياب ثقافة المساءلة والمحاسبة ساهم في تفشي الفساد و زاد من الفوارق الاجتماعية، وإنعدام رؤية واضحة وإرادة حقيقية لإنجاز إنتقال ديمقراطي ناجح، كلها عوامل متداخلة ومتعاونة أدت إلى حالة السخط المعبر عنه اليوم على المستويين الرسمي والشعبي …، كل هذا وإلى أين؟ وأين الثروة ؟ وأين الشباب؟ وأين الدولة؟ وأين الشعب؟ ومن المسؤول…؟ أجب وتكلم ياسيدي الفاضل، فالشعب مقهور و يموت يوميا و في كل آن و حين …•