المغرب حلبة للصراع الخفي بين النفوذ والمصالح الفرنسية والطموحات الأمريكية المتزايدة في الفوز بحصة من كعكعة الثروات الطبيعية الموجودة بمختلف جهات ومدن وقرى المملكة ، نموذج جريدة أخبار اليوم !!

Advertisement

فرحان إدريس…

منذ سنة 2013 , وجهة ما في المحيط الملكي تشن حملة إعلامية شعواء على حكومة العدالة والتنمية الأولى برئاسة عبد إله بنكيران الأمين العام السابق لحزب المصباح , الذي يبدو أنه تخذ قرار إستيراتيجي على جميع الأصعدة والمستويات لشن حرب شاملة على النفوذ الفرنسي بالمملكة سواء على الصعيد السياسي أو الإقتصادي ، وكان من العمليات السياسية المباشرة التي إستهدفت الإطاحة بأول حكومة ديموقراطية ما بعد الربيع العربي ودستور 2011 , هي إخراج حزب الإستقلال من الأغلبية الحكومية الذي لديه نفس ثوابت المرجعية المحافطة لحزب المصباح ، وإدخال حزب التجمع الوطني للأحرار الحزب الإداري ذي التوجه اللبيرالي المتوحش الذي لا يرى مانع في العلاقة الزوجية خارج إطار الزواج ، وأن أغالبية أعضاء مكتبه السياسي يدعم حقوق المثليين الجنسيين بالمغرب والحريات الفردية العامة على الخصوص ,,
ولقد رأينا التدخلات الأمنية العنيفة اليومية في شوارع مدينة الرباط الأساسية في حق الأساتذة المتعاقدين وأطباء القطاع العام طوال الخمس سنوات من حكومة بنكيران ، الهدف من هذه السياسية كانت إضعاف حكومة العدالة والتنمية أكثر فأكثر لدى الرأي العام المغربي داخل أرض الوطن وخارجه ,,
وإيصال حزب العدالة والتنمية للإنتخابات البرلمانية لسنة 2016 بشكل ضعيف يجعله لا يتصدر من جديد المشهد السياسي المغربي ، العكس هو الذي حدث تماما بسبب وعي الشباب المغربي والطبقة الوسطى التي كانت أصواتها حاسمة في هذا الإقتراع الشعبي ..
بطبيعة الحال ، صحفية ” أخبار اليوم ” بقيادة الأستاذ توفيق بوعشرين مؤسس ومدير النشر للجريدة اليومية رمز الصحافة المستقلة الوحيدة بالمملكة الذي لعب دور كبير بإفتتاحيته الجرئية سواء على المستوى الإعلامي والسياسي التي كانت تفضح بالأدلة والبراهين , ما يدبر في الخفاء لحكومة بنكيران سواء من طرف وزير الفلاحة والصيد البحري الوجه الجديد للمخزن السياسي والإقتصادي في العهد الملكي الجديد , أو من حلفائه الموجودين في الوزارات السيادية والإقتصادية والمالية ..
فعلا ، تمكن بنكيران بدهائه السياسي وفن التنازل السياسي الذي يتقنه بشكل جيد من عدم المصادقة على العديد من القوانين التنظيمية التي ستخدم بالدرجة الأولى اللوبي الفرنسي , وأعوانه من رجال الأعمال والمال الذين يسيطرون على مفاتيح الإقتصاد المغربي المحلي منه أو الجهوي أو الوطني..
بعد البلوكاج السياسي , الذي دام أكثر من ستة شهور والإطاحة في النهاية برأس عبد الإه بنكيران من تشكيل حكومة ثانية بزعامته , وتعيين سعد الدين العثماني كرئيس جديد للحكومة بنفس الشروط المذلة التي كان سلفه قد رفضها شكلا ومضمونا ..
فتحت الأبواب على مصراعيه في الحكومة لرجالات والسياسيين التابعين للنفوذ الفرنسي بالمغرب ،وكانت أول خطوة قاموا بها هو التخلص من رمز الصحافة المستقلة بالمغرب في العصر الحالي مؤسس ومدير النشر لجريدة ” أخبار اليوم ” توفيق بوعشرين الذي كان يفضح كل شيء في افتتاحيته اليومية مخططاتهم الإنقلابية السياسية منها والإقتصادية ،وهكذا شهد المغرب والعالم كله عملية الإعتقال الهوليودية بما يقارب 40 من رجال والشرطة داهموا مقر جريدته من أجل إعتقاله وإيذاعه سجن الربجة بالدار البيضاء , والحكم عليه لاحقا ب 15 سنة بتهمة التحرش الجنسي والإتجار بالبشر ..
العديد من الأوساط الأمنية والإستخباراتية المغربية يعتبرون أن جريدة ” أخبار اليوم ” هي واجهة إعلامية للمخابرات الأمريكية بحكم علاقة بوعشرين الوطيدة بدولة قطر , التي بدورها تلعب دور حماية والدفاع عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في دول شمال إفريقيا , التي تعتبر الحديقة الخلفية للنفوذ والمصالح العليا للإمبريالية الفرنسية التي لازالت تعتبر هذه الدول منطقة حمراء , ولا يحق لأي أحد الإستفادة من الثروات الطبيعية الموجودو بها ولوكانت أمريكا بعظمتها ..
يعني , أن الحكم في المغر منذ ما يعرف بالإستقلال هو تحالف وثيق بين اللوبي الفرنسي والمخزن السياسي والإقتصادي المتمثل في القصر الملكي وأعوانه وأدواته الموجودين في الباطرونا من رجال أعمال ومال وإقتصاد وسياسيين ,,
لهذا , تجد كل المسؤولين الكبار في الوزارات والمؤسسات العمومية ينحدرون من المدرسة الفراكفونية الخالصة , ويمثلون اللوبي والرأسمالية الفرنسية ، وآخر دليل حي هو المصادقة على قانون الإطار للتربية والتكوين والبحث لعلمي لسنة 2020 التي صادقت عليه مؤخرا حكومة سعد الدين العثماني وبضغط مباشر من المؤسسة الملكية ،وقاومه لأكثر من خمس سنوات عبد الإله بنكيران حين كان رئيسا للحكومة من سنة 2011 إلى 2016 ..،
وهكذا , أصبحت الدولة المغربية بجميع قطاعاتها الإستراتيجية في يد مسؤولين فراكفونيين ولاءهم الأول والأاخير لمبادئ الإمبريالية الرأسمالية الفرنسية وتحت نفوذ المصالح العليا للجمهورية التي يوجد على رأسها السيد مانويل ماكرون ..
ففرنسا , والمخزن السياسي والإقتصادي لا يرون بعين الرضى لوجود حزب إسلامي يترأس الحكومة المغربية لولايتين متتابعتيتن , بعدما تمكنوا في بداية العهد الملكي من تفكيك الأحزاب الوطنية المعروفة حزبي ( الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الإستقلال ) ،لهذا تجدهم يسخرون الأجهزة الأمنية والقضائية للقضاء على كل الصحافيين وكتاب الرأي الذين يدعمون بماقالاتهم اليومية البناء الديموقراطي لمؤسسات الدولة المغربية ; ويفضحون الفساد المالي والأخلاقي لرجالات المخزن السياسي والإقتصادي وأعوان اللوبي الفرنسي في البلاد ..
إذن المغرب في العهد الملكي الجديد ; شهد ولازال الصراع الخفي بين مصالح النفوذ الفرنسي المسيطر بشكل كامل على المشهد السياسي والإقتصادي والإعلامي بالمغرب ،و الرأسمالية الأمريكية التي تحاول بكل الطرق وضع قدم لها في المملكة للإستفادة من الثروات الطبيعية العديدة الموجودة في المغرب ..
وبما أن جريدة ” أخبار اليوم ” تنهج منذ تأسيسها سياسة تحرير نقدية لسياسات رموز اللوبي الإقتصادي والسياسي والإعلامي , عملت الولايات المتحدة الأمريكية بدعمها عن طريق دولة قطر التي يوجد بها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي أسسه عام 2010 الدكتور عزمي بشارة ، والذي بالمناسبة مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا ، وقد أعلن عزمي بشارة إعتزاله العمل السياسي المباشر في بداية عام 2017 بهدف “التفرّغ للبحث والكتابة والإنتاج الفكري” كما قال. وتعرض لهجمات من الأنظمة العربية وبعض وسائل الإعلام التابعة لها لإتهامه بلعب دورٍ مهم أيام الربيع العربي، ولوقوفه في صفّ الشعوب العربيّة ضد أنظمتها.
ويبدو , أن لديه شراكة إستراتيجية فكرية وسياسية مع توفيق بوعشرين الذي كان قد نظم له بالمغرب ندوات فكرية وسياسية عديدة إبان نجاج رياح الربيع بعدد من الدول العربية من ضمنها المملكة ..
وللعلم ، أنه كان أخبر مؤسس ومدير النشر ” لأخبار اليوم ” بسيناريو إعتقاله بشهور عدة ونصحه بعدم الهروب خارج أرض الوطن ومواجهة المحاكمة ..
الضحية الأولى في هذا الصراع بين النفوذ الفرنسي والأمريكي هو الشعب المغربي الذي يعاني الثلثين منه الفقر المذقع في ظل وجود هذا الكم الهائل من الثروات الطبيعية الذي يسيطر عليها الهولدينغ الملكي والعائلات المقربين منه ..
وهناك نموذج حي بمدن اخريبكة واليوسفية وبوكراع وغيرها من المدن المغربية التي يوجد بها مشاريع حفر لإستخراج الفوسفاط , لكنها تعاني من إنعدام التمنية الإقتصادية بشكل كامل ، لا وجود لبنية صحية ولا مؤسسات صحية و لا طرق تحتية ولا مشاريع تنموية تعود على الساكنة ، وتجد أغلبها مدنا للصفيح ومليئة بالكارينات ..
لماذا تتكلم وسائل الإعلام العمومية والخاصة المرئية منها والمكتوبة والمسموعة والإلكترونية على النسبة العالية من مرضى السرطان ؟؟ وفقدان المناعة الجنسية في المدن المغربية التي يوجد مشاريع معدن الفوسفاط ؟؟ ولماذا ترتفع في هذه المناطق نسبة الدعارة بين أوساط النساء المتزجات والفتيات الشابات ؟؟
والمفارقة العجيبة !! أن كل التكنوقراط السابقين أو الحاليين الذين تولوا وزارة الداخلية سبق أن درسوا في المعاهد الفرنسية الجامعية تخصص شعبة هندسة القناطر ، والذين شكلوا ولازاوا رأس الحربة في المعركة ضد الديموقراطيين المغاربة سواء أكانوا سياسيين أوحقوقيين أو إعلاميين أو صحافيين أو كتاب الرأي ,,
لهذا , المعركة التي يخوضها النظام السياسي الحاكم ضد الأصوات الإعلامية والحقوقية التي تفضح الفساد والإستبداد الممارس من طرف السلطات العليا بالمغرب ستستمر مادام هؤلاء يشكلون خطرا حقيقيا على مصالح ونفوذ الإمبريالية والرأسمالية الفرنسية وعمالائهم يالمغرب ..
البداية , كانت بالإطاحة برأس عبد الإله بنكيران من المشهد السياسي المغربي وإرساله للتقاعد السياسي المبكر مكرها , وإستمرت بإعتقال كل من الصحفي المهداوي وتوفيق بوعشرين ومن بعدهم هاجر الريسوني التي أفرج عنها بعفو ملكي ، والآن جاء دور سليمان الريسوني الذي يتعبر حاليا أحسن صحفي يكتب الإفتتاحيات بالمغرب ..
لكن , المعركة بين الإمبريالية الفرنسية والرأسمالية الأمريكية لم تنتهي بعد وستستمر ..وسيكون هناك ضحايا جدد من الحقوقيين والصحافيين الذين لا يطالبون بإلا بدمقرطة مؤسسات الدولة المغربية , ومحاسبة الفاسدين والمفسدين وناهبي المال سواء كانوا سياسيين أو إقتصاديين أو أولئك الموظفين السامين في المناصب العليا ..وبقدر كبير من حرية الرأي والتعبير لا أقل ولا أكر في بلد إمارة المؤمنين …

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي

……………………المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد )
…………………….رئاسة الحكومة
…………………….الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشباب والرياضة
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
…………………….وزارة الجالية وشؤون الهجرة
…………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.