الرباط : حضر الغمز السياسي و»البوز» في ظهيرة رمضانية خاصة جداً، في ساحة ضريح محمد الخامس في العاصمة الرباط، وكان بطلاه وزير العدل عبد اللطيف وهبي، والأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران.
القصة التقطت تفاصيلها كاميرا المصورين الصحافيين الذين كانوا في عين المكان، وسمعوا ما قيل وسجلوا الموقف الذي بدأ كوميدياً وكاد أن ينتهي بما لا تحمد عقباه.
مقطع الفيديو المتداول، يوثق للحظة توبيخ عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» ورئيس الحكومة الأسبق، لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي، بسبب العلاقات الرضائية.
اللقاء جاء صدفة، في ضريح محمد الخامس الذي كان محجاً في العاشر من رمضان لكل السياسيين والشخصيات المدنية والعسكرية والأحزاب السياسية التي قدمت واجب الترحم على روح الملك الراحل، محمد الخامس، جد العاهل المغربي محمد السادس.
بن كيران كان كعادته قناصاً من الطراز الرفيع حين اغتنم الفرصة وأمام عدسات المصورين وميكروفونات المواقع الإخبارية، ليدخل فيما يشبه التقريع لوزير العدل بقوله ما معناه: «تتحدث عن العلاقات الرضائية في مثل هذه الظروف»، ليسأله «ما الذي تبحث عنه بالحديث عن العلاقات الرضائية؟».
إلى هنا كان القيادي الإسلامي قد سجل الهدف في مرمى وهبي، وذلك وسط الضحكات والمجاملات السياسية المعروفة بين السياسيين المغاربة، حتى الخصوم حين لقائهم يشعرون المواطن بأن كل شيء تمام بينهم.
وهبي الوزير الذي يثير الجدل دائماً، كان بين وسط قياديي حزب «العدالة والتنمية»، تجد الخلفي الوزير السابق في الاتصال والناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة، كما كان هناك بونو رئيس المجموعة النيابية للحزب الإسلامي.
بن كيران الذي ظن أنه فاز في المنازلة الرمضانية العابرة، جاءه الجواب من وزير العدل والأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة» حين انحنى على أذنه وهمس له بقوله: «اللهم الرضائية ولا (لا بلاج)»، وهنا يحيل بن كيران ومن معه على واقعة لا يمكن للحزب الإسلامي نسيانها وتتمثل في توقيف قياديين رجل وامرأة من الذراع الدعوي للحزب في صبيحة يوم ما على الشاطئ.
الحكاية سارت بها الركبان الإعلامية ساعتها، وكانت مادة دسمة لكل المواقع الإخبارية التي منها من اجتهد وأضاف الكثير من البهارات لها.
بعد غمزة وهبي، تحول الموقف من ضحك سياسي عابر في يوم رمضاني، إلى ما ينذر بانفجار الوضع بين السياسيين والكل يعلم أن بن كيران لا يمكنه أن يصمت في مثل هذه المواقف وله من كل جواب فن، رغم أن وهبي أنهى الحالة بما يشبه الإسقاط على الوقائع والدلائل.
الفيديو تم تداوله على نطاق واسع، ورغم أن وهبي يبدو أنه سجل الهدف في مرمى بن كيران، فإن الأخير كان جريئاً كعادته عندما رمى بنقاش العلاقات الرضائية في معترك لقاء عابر، خاصة أن وزير العدل يقترح تعديلات لمشروع القانون الجنائي من شأنها الحسم في مجموعة من القضايا التي تثير الخلاف بالمغرب، من بينها موضوع العلاقات الرضائية.
ما لم يعجب المتتبعين، ألا يحترم لا بن كيران ولا وهبي اللحظة والمكان في الضريح وفي العاشر من رمضان، وأن يخوضا معاً في غمز ولمز كاد أن ينتهي بحادثة سير سياسية، لكن يبدو أنه لا حياء في السياسة حتى في رمضان.