الرباط : عادت الملاسنات بين قيادات سياسية مغربية على خلفية استحضار محطات تاريخية سابقة، كحراك 20 شباط/ فبراير 2011 والمفاوضات التي سبقت تشكيل الحكومة المغربية سنة 2016.
واحتدت الانتقادات المتبادلة بينما يستعد المغرب لافتتاح البرلمان خلال الجمعة الثانية من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، مدشناً سنة تشريعية جديدة، في موازاة مع مرور سنة على تشكيل الحكومة بقيادة عزيز أخنوش، رجل الأعمال والأمين العام لـ”التجمع الوطني للأحرار”.
وبينما وجّه إدريس لشكر (أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المعارض) انتقادات حادة لحزب “العدالة والتنمية” معتبراً أنه قطف ثمار الحراك الاجتماعي المذكور دون أن يشارك فيه وبقي في موقف المشارك، اعتبر القيادي الإسلامي عبد الإله بن كيران أنه رفض مشاركة حزبه في حراك غير واضح من حيث الجهة المنظمة ولا من حيث سقف الأهداف.
ومن جهة أخرى، عبّر بن كيران عن أسفه للمستوى الذي ظهر به رئيس الحكومة عزيز أخنوش وتصريحاته غير المسؤولة، قائلاً: “أتأسف لدولتنا التي وصلت لهذه الدرجة التي أصبح فيها رئيس الحكومة بهذا الشكل”.
وقال في مؤتمر صحافي عقده حزبه في الرباط الأربعاء، إن “العدالة والتنمية” حين وصل إلى الحكومة، كان العالم العربي يغلي، وما يزال وضعه في كثير من بلدان العالم العربي غير مستقر، لكنه في المغرب كان عنصراً أساسياً في الحفاظ على الاستقرار السياسي لعشر سنوات كاملة، في محيط إقليمي جد مضطرب.
وفي رأي المتحدث ذاته، فإن حزبه قام بإجراءات وقرارات صعبة وتاريخية في صالح البلد خلال توليه المسؤولية الحكومية، مشدداً أن فضل حكومة “العدالة والتنمية” الأولى والثانية على حكومة عزيز أخنوش لا يُتخيل، وقال: “لولا ما تم من إجراءات لوصلنا اليوم إلى حالة الاستثناء”، وفق ما نقل عنه موقع “بي جي دي”.
واستطرد بن كيران قائلاً إن حزبه حين وصل إلى الحكومة، لم ينشغل بما يشاع عن تدبير الإسلاميين للسياسة، بل انشغل بمشاكل الدولة والمجتمع، وحقق إنجازات للدولة غير مسبوقة، سواء تعلق الأمر بإيقاف الإضرابات غير المبررة في إدارات المجالس البلدية والتعليم، أو في إصلاح المقاصة وتحرير الميزانية العامة من نزيف المحروقات، أو الشروع في إصلاح التقاعد وضمان حق المتقاعدين، أو تعزيز الحماية الاجتماعية عبر المنح الجامعية ودعم الأرامل وغيرها.
ودعا بن كيران رئيس الحكومة الحالي إلى مراجعة نفسه، وأن يتحمل مسؤوليته كاملة، والقيام بما يلزم، سواء تعلق الأمر حالياً بمعالجة تداعيات ارتفاع الأسعار، أو خفض أسعار المحروقات، أو مواصلة إصلاح المقاصة والتقاعد وغيرها من الورش الهيكلية.
في المقابل، قال إدريس لشكر، الكاتب الأول (أمين عام) لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إنه يتعجب ممن لم ينخرط في الدينامية الشبابية لـ 20 شباط/فبراير وأمر أتباعه بالانسحاب منها تحت طائلة العقوبات التنظيمية، في إشارة إلى حزب “العدالة والتنمية” الذي قاد الحكومة في 2012.
وأضاف لشكر، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني لشبيبة الاتحاد الاشتراكي في بوزنيقة، أن حزب عبد الإله بن كيران قطف الثمار، مدعياً أنه من حفظ استقرار النظام وهو لم يكن إلا متفرجاً، وبعد ذلك تفاوض تفاوضاً غير نبيل على حساب الديمقراطية والحرية.
ولم تسلم حكومة عزيز أخنوش هي الأخرى من انتقاد القيادي الاشتراكي، إذ اعتبر أن المغرب في حاجة إلى حكومة منصتة ومتجاوبة ومبادرة، ولها رؤية واضحة على المستويين المتوسط والقريب، وهو ما تفتقده هذه الحكومة التي ما زالت تعيش اللحظة الانتخابية، من خلال آليتين خطابتين: آلية التسويف، وآلية التبرير بظرفي الجفاف والوضع الحالي، وفق قوله.
Advertisement
Advertisement
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك