المغرب نحو إقناع شمال أوروبا بالحكم الذاتي في الصحراء.. ومدريد تريد الحفاظ على التواصل مع البوليساريو.
بعدما ضمن تأييد حكومة مدريد وبرلين لمقترح الحكم الذاتي حلا لنزاع الصحراء الغربية، يعتزم المغرب التركيز على تفاهم مماثل من قبل دول شمال أوروبا، التي غالبا ما تقوم بمبادرات تميل إلى جبهة البوليساريو، في حين ترغب مدريد في الحفاظ على قنوات التواصل مع البوليساريو.
وكانت فرنسا حتى الأمس القريب تجد صعوبة وسط الاتحاد الأوروبي في الدفاع عن مقترح الحكم الذاتي حلا لنزاع الصحراء بسبب اعتراض غالبية الدول وميلها إلى الاكتفاء بدعم مساعي الأمم المتحدة. ويحضر نزاع الصحراء في الاتحاد الأوروبي على مستويات متعددة، منها خلال الاتفاقيات التي يتم إبرامها مع المغرب وتتضمن مياه الصحراء، ثم في حقوق الإنسان علاوة على الموقف من تطورات النزاع.
ويواجه المغرب موقفا متصلبا من قبل دول شمال أوروبا مثل الدنمارك والسويد وفنلندا ونسبيا هولندا، وبدورها كانت ألمانيا في هذا الموقف. ووقعت أزمة دبلوماسية بين المغرب والسويد منذ خمس سنوات على خلفية نزاع الصحراء. غير أن الأوضاع الآن بدأت تتغير بسبب موقفي إسبانيا وألمانيا بدعم خيار الحكم الذاتي، بعدما كانت مدريد عنصرا فعالا في المواقف السابقة التي لا تصب في صالح المغرب. وكانت مدريد قد حركت البرلمان الأوروبي لدعم الأمم المتحدة في نزاع الصحراء خلال يونيو/ حزيران الماضي، في أوج الأزمة بين البلدين بسبب هجرة أكثر من عشرة آلاف مغربي إلى سبتة المحتلة.
وحصلت “القدس العربي” على معطيات من مصادر أوروبية تفيد بمساعي دبلوماسية الرباط فتح مباحثات مع دول أوروبا الشمالية لشرح أوسع للمقترح المغربي، أي الحكم الذاتي. وتعد دول شمال أوروبا الجهة الرئيسية التي مازالت تساند مبادرات لصالح البوليساريو وسط الاتحاد الأوروبي، ومنها معارضة امتداد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب إلى مياه الصحراء أو استيراد منتوجات من هناك. في المقابل، حصل المغرب على موقف أفضل من دول أوروبا الشرقية مثل هنغاريا وبولونيا.
وفي تطور آخر لنزاع الصحراء، كانت جبهة البوليساريو قد أعلنت عن قطع الاتصالات مع إسبانيا بعد أن رحب رئيس حكومتها بيدرو سانتيش، الشهر الماضي، في رسالة إلى ملك المغرب محمد السادس بمقترح الحكم الذاتي كقاعدة صلبة للبحث عن حل لهذا الملف. ونقلت وكالة أوروبا برس عن مصادر دبلوماسية في مدريد، الإثنين، أن “الحكومة الحالية ستواصل الدعم الإنساني للصحراويين في مخيمات تندوف كما جرت التقاليد”. وتعد إسبانيا أكبر الدول المانحة لمخيمات تندوف. وعلاقة بالشق السياسي، تنقل الوكالة عن المصادر الدبلوماسية نفسها رغبة مدريد في الاستمرار في إبقاء قنوات التواصل مع جبهة البوليساريو، وتؤكد على استمرار موقف إسبانيا في دعم مساعي الأمم المتحدة وضرورة قبول الطرفين بحل متفق عليه.