لندن: يعد النقل البحري بديلا تنافسيا للنقل البري الدولي، بالنسبة للمصدرين، فرغم المدة الزمنية الأكبر التي يستغرقها مقارنة مع النقل البحري فإنه يوفر ميزة كونها أقل تكلفة وأيضًا أقل ضررًا نسبيًا بالبيئة. وبالتالي، فإن الطرق البحرية الجديدة التي يعدها المغرب لربطه بأسواق أوروبية تعد تطورا كبيرا بالنسبة لغالبية المصدرين.
وأوردت مجلة «لافي أيكونوميك» (الحياة الاقتصادية) المغربية التي تصدر باللغة الفرنسية في عددها لنهاية الأسبوع أن شركة «لاميريديونال» قد أنشأت خطا بحريا بين طنجة شمال البلاد وميناء برشلونة شمال غرب إسبانيا. ويرى مصدرو الفاكهة والخضروات أنه هام بالنسبة لهم لاسيما وأن المسافة البحرية بين الميناءين تقل عن 800 ميل.
وتتجلى أهمية هذا الخط البحري في أن مدينة برشلونة تبعد فقط ساعتين برا عن مدينة بيربينيان الفرنسية التي تعد منصة هامة للتوزيع تجاه كل فرنسا وأوروبا. ويوجد بهذه المدينة سوق سان تشارل الذي يعد من أهم مراكز توزيع الخضر والفواكه في مجموع أوروبا.
وتنقل المجلة عن مصدر مغربي من مدينة أغادير جنوب البلاد «كنا نعتمد على ميناء الجزيرة الخضراء، حيث تعتبر الشاحنات هذا الميناء الواقع جنوب إسبانيا، وبعدها تعبر هذا البلد الأوروبي بالكامل، بينما الآن، الخط البحري يصل حتى برشلونة من طنجة في ظرف 24 ساعة، وبعدها سوق بيربينيان».
وستؤمن سفينتان مخصصتان للشحن الدولي ومجهزتان بآليات التبريد المناسبة للخضر عملية نقل الخضر نحو ميناء برشلونة، وبعدها ستتولى شاحنات نقل المنتوج الفلاحي المصدر إلى السوق الفرنسية.
ورغم وقوع المغرب في منطقة بحرية هامة تربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وتشييد ميناء ضخم وهو الميناء المتوسطي بالقرب من طنجة على المضيق، ويعد من أكبر موانئ العالم، غير أنه لم يستثمر كثيرا في النقل والشحن البحري، حيث تحتكر شركات أجنبية عموما هذا القطاع.
إلا أنه خلال السنوات الأخيرة بدأ المغرب يقوم بمبادرات في هذا الشأن. وتعد السوق الأوروبية هي الرئيسية للمنتوجات الزراعية سواء الخضر أو الفواكه التي ينتجها المغرب.
Advertisement
Advertisement