المغرب‭ ‬يعتمد‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬لإصلاح‭ ‬المدارس‭ ‬و300‭ ‬ألف‭ ‬تلميذ‭ ‬ينقطعون‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬سنوياً

Advertisement

الرباط‭ ‬ـ‭ ‬‮‬‭: ‬كشفت‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬المغربية‭ ‬أن‭ ‬77‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬التلامذة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي‭ ‬لا‭ ‬يُجيدون‭ ‬قراءة‭ ‬نص‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬كلمة،‭ ‬وأن‭ ‬70‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬قراءة‭ ‬نص‭ ‬باللغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬كلمة‭.‬
وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬شكيب‭ ‬بنموسى،‭ ‬متحدثاً‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬الخميس،‭ ‬لتقديم‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬2022‭-‬2026‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مدرسة‭ ‬عمومية‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬للجميع‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬87‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬تلاميذ‭ ‬المستوى‭ ‬الخامس‭ ‬ابتدائي‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬إنجاز‭ ‬عملية‭ ‬قسمة‭ ‬بسيطة،‭ ‬راصداً‭ ‬كذلك‭ ‬تسجيل‭ ‬نسبة‭ ‬هدر‭ ‬مدرسي‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬تلاميذ‭ ‬التعليم‭ ‬الأولي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬23‭ ‬في‭ ‬المئة‭.‬
المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬مستعرضاً‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬التلاميذ،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬نسبة‭ ‬انقطاع‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬تصل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬سنوياً،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الهدر‭ ‬المدرسي‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الإعدادي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬53‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬كما‭ ‬يسجل‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬نسبة‭ ‬24‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬مؤكداً‭ ‬عمل‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استدراك‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬عبر‭ ‬اعتماد‭ ‬الخطة‭ ‬الجديدة‭.‬
وأوضح‭ ‬الوزير‭ ‬المغربي‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬المذكورة‭ ‬استشارت‭ ‬33493‭ ‬تلميذاً‭ ‬و21837‭ ‬أستاذاً‭ ‬و20666‭ ‬أسرة‭ ‬و1766‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية،‭ ‬واطلعت‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬ألف‭ ‬جواب‭ ‬ضمن‭ ‬استمارات‭ ‬خصصت‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬مسجلاً‭ ‬أن‭ ‬مُخرجات‭ ‬المشاورات‭ ‬الوطنية‭ ‬مكَّنت‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬وجاهة‭ ‬مضامين‭ ‬خريطة‭ ‬الطريق‭ ‬المقترحة‭ ‬مع‭ ‬إغنائها‭ ‬بالمقترحات‭ ‬المقدمة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬بعض‭ ‬الانتظارات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬المشاركون‭ ‬والمشاركات،‭ ‬كوجوب‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬التعليم‭ ‬الأولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬جودته،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الزمن‭ ‬المدرسي،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الانسجام‭ ‬بين‭ ‬المسارات‭ ‬الدراسية‭ ‬واحتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتقوية‭ ‬التدريب‭ ‬الأساس‭ ‬لكوادر‭ ‬التعليم،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬التطبيقي‭. ‬وشدد‭ ‬شكيب‭ ‬بنموسى،‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬البنيوية‭ ‬للتَعلُّمات‭ ‬تفاقمت‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬أظهرت‭ ‬دراسة‭ ‬تقييمية‭ ‬منجزة‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الجارية،‭ ‬شملت‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬تلميذ‭ ‬وتلميذة،‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬هؤلاء‭ ‬التلاميذ‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬المكتسبات‭ ‬القبلية‭ ‬الضرورية‭ ‬لمواكبة‭ ‬المقرر‭ ‬الدراسي‭. ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الارتقاء‭ ‬الفعلي‭ ‬بجودة‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية،‭ ‬أبرز‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬قطيعة‭ ‬مع‭ ‬الأساليب‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الإصلاح،‭ ‬وذلك‭ ‬بالانتقال‭ ‬من‭ ‬مقاربة‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬الوسائل‭ ‬والإجراءات‭ ‬العملية‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬إصلاحية‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬الأثر‭ ‬داخل‭ ‬الأقسام‭.‬
وأكد‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬أن‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬الجديدة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬نموذج‭ ‬تدبير‭ ‬الأثر‭ ‬على‭ ‬المتعلم،‭ ‬وتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات‭ ‬يتطلب‭ ‬توفير‭ ‬ثلاثة‭ ‬شروط‭ ‬أساسية،‭ ‬أولها‭ ‬الحوْكَمة‭ ‬عبر‭ ‬إرساء‭ ‬منهجية‭ ‬تأمين‭ ‬الجودة‭ ‬وتحفيز‭ ‬مسؤولية‭ ‬الفاعلين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬شرط‭ ‬ثان‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتزام‭ ‬الفاعلين،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬الانخراط‭ ‬المسؤول‭ ‬بكل‭ ‬الفاعلين‭ ‬والمتدخلين‭ ‬لإنجاح‭ ‬الإصلاح،‭ ‬وأخيراً‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متعلق‭ ‬بالتمويل‭ ‬عبر‭ ‬تأمين‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استدامة‭ ‬الإصلاح‭.‬
وسجل‭ ‬المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬الثلاثة‭ ‬موجهة‭ ‬لفائدة‭ ‬التلاميذ‭ ‬عبر‭ ‬تأسيس‭ ‬مرصد‭ ‬لقياس‭ ‬التعلمات،‭ ‬ولفائدة‭ ‬الأساتذة‭ ‬وشرط‭ ‬آخر‭ ‬موجه‭ ‬لفائدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬عبر‭ ‬آلية‭ ‬مانحة‭ ‬لعلامة‭ ‬الجودة‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬طموح‭ ‬مدرسة‭ ‬عمومية‭ ‬ذات‭ ‬جودة،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬به‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬عرضها‭ ‬الوزير،‭ ‬يترجم‭ ‬ثلاثة‭ ‬أهداف‭ ‬استراتيجية،‭ ‬تخص‭ ‬ضمان‭ ‬جودة‭ ‬التعلمات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التفتح‭ ‬والمواطنة‭ ‬وتحقيق‭ ‬إلزامية‭ ‬التعليم،‭ ‬وفق‭ ‬أهداف‭ ‬مستشرفة‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬2026،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مضاعفة‭ ‬نسبة‭ ‬التلاميذ‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الابتدائي،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬نسبة‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الموازية،‭ ‬وتقليص‭ ‬الهدر‭ ‬المدرسي‭ ‬بنسبة‭ ‬الثلث‭.‬
وخلص‭ ‬بنموسى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬2022‭-‬2026‭ ‬تعتبر‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بلورة‭ ‬تعليمات‭ ‬العاهل‭ ‬المغربي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مقاربة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬تجعل‭ ‬التغيير‭ ‬يمس‭ ‬مباشرة‭ ‬القسم‭ ‬ويحدث‭ ‬الأثر‭ ‬على‭ ‬التلميذ،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اكتساب‭ ‬ثقة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬وتقاسم‭ ‬الإنجازات‭ ‬بانتظام،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬والطاقات‭ ‬ضمن‭ ‬دينامية‭ ‬للبناء‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بلورة‭ ‬التزامات‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭.‬

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.