الملكية تنتحر في زمن كورونا بسبب معالجتها لقضية العالقين داخل المغرب والموجودين خارج الحدود المغربية !! الخفايا والأسرار ؟؟
فرحان إدريس ..
يوم الإثنين الماضي منصات وشبكات التواصل الإجتماعي المختلفة ، الفيسبوك واليوتوب والواتساب ، كانت مليئة بصور وأشرطة فيديو لمواطنين مغاربة موجودين بعدد من الدول الأوروبية الذين نظموا وقفات إحتجاجية أمام القنصليات المغربية بالخارج ,,
ووفق معلومات أولية، فقد إحتج المغاربة رغم سوء الأحوال الجوية وصعوبة التنقل نظرا لبعد بعض القنصليات في مدن فرنسية مثل ليل وديجون ومونبلييه وباريس وتولوز، وفي الجزيرة الخضراء بإسبانيا، والعاصمة التركية إسطنبول، وبدوسلدورف الألمانية، وفي الجزائر العاصمة ووهران وبلعباسرافعين شعار وعبارات ” “أعيدونا إلى أرض الوطن” ولقد ” إشتقنا لأولادنا ولأحبائنا وأصدقائنا ”
بعد ما يقارب من شهرين وهؤلاء المواطنين ينتظرون حل لمشكلتهم من طرف الحكومة المغربية ممثلة في وزارة الشؤون الحارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج والوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية ، لكن لا رئيس الحكومة ولا وزير الخارجية ولا الوزيرة المنتدبة لم يحددوا سواء في الجلسات البرلمانية بمجلس النواب أو في خرجاتهم الإعلامية أي تاريخ للشّروع في الترحيل، وبعد فقدان الأمل في قيام هذه الحكومة بترحيل مواطنيها إلى وطنهم كما فعلت كلّ دول العالَم.”
للعلم ، أنه سبق أن وجه المئات من هؤلاء إتّهاما مباشرا إلى الحكومة بـ”التخلّي عن المغاربة العالقين بالخارج”، في بيان وقّعه في أبريل الماضي مواطنون عالقون بإسبانيا، فرنسا، البرتغال، سريلانكا، الإمارات، السينغال، كندا، هولندا، بلجيكا، تايلاند، رومانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، ماليزيا، الفلبين، المملكة المتحدة، مصر، تركيا، وجنوب إفريقيا.
الحقيقة التي يجب أن يعرفها هؤلاء المواطنين المغاربة سواء العالقين من مغاربة العالم داخل المغرب أو أولئك الموجدودين خارج الحدود المغربية ، أن الحكومة المغربية لا تملك القرار في منح الضوء لبدء عملية الترحيل ، هي فقط إدارة وطنية تنفيذية لحكومة الظل بالديوان الملكي ..
يعني , أن المربع الأمني والمكلف بالسياسة الخارجية الموجود في المحيط الملكي هو المسؤول الأول عن خلق هذه الأزمة الإنسانية الغير المسبوقة , وسوء إدارته السياسية والأمنية لحد الآن جعلت المملكة تخسر ما حققته طوال العشرين سنة الماضية في مجال الحريات العامة وحقوق الإنسان .
لأنه , لا حاكم عاقل يترك مواطنيه داخل المغرب عالقين لا يسمح لهم بالعودة إلى دول إقامتهم الأوروبية بحجة الأمن الصحي ، ويتخلى دون وجه أو مبرر قانوني وفي إنتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان الكونية عن ما يقارب 28.000 مواطن مغربي عرضة للتسول والتشرد في شهر رمضان المبارك الكريم , خوفا ممن أن يكونوا مصدر تفشي كورونا حين عودتهم للمدن والقرى التي ينحدرون منها ..
السؤال الذي يطرحه مغاربة الداخل والخارج ؟؟ أين هو الملك محمد السادس رئيس الدولة المغربية وأميرالمؤمنين وحامي الملة والدين من هذا المشهد الدرامي والتراجيدي الذي يعيشه الشعب المغربي منذ فرض حالة الطوارئ ؟؟ لماذا لم يخرج على القنوات العمومية ليتحدث مع المغاربة كما كان يفعل والده الراحل الملك الحسن الثاني في الأزمات الكبرى سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية ؟؟ ويشرح لهم لماذا مغاربة العالم داخل الحدود المغربية ؟؟ ولماذا تم التخلي على مئات الآلاف من المواطنين في عز تفشي كورونا بعدد من الدول الغربية والعربية والإفريقية والأسيوية ؟؟
هنا لا مجال للإصطياد في الماء العكر بالقول : أنه من يكتب عن الحقيقة ، عن معاناة المواطنين المغاربة الموجودين خارج الحدود في ظروف اللإنسانية ، عن العالقين من مغاربة المهجر داخل أرض الوطن ، بأنه ضد الملك والمكلية !!
أربعين مليوم مغربي بما فيهم ستة ملايين نسمة مغاربة الخارج ليست لهم مشكل مع الملكية أو النظام الملكي ، المشكل الأساسي هو مع النظام الأمني والإستخباراتي والعسكري المتحالف مع نخبة رجال الأعمال والمال والإقتصاد الذين سيطروا على مفاصيل الحكم في البلاد ..
هؤلاء لا يوصلون الحقيقة كما هي للملك محمد السادس ، رحم الله الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان فعلا ذكيا بكل المقاييس ، والمغرب فعلا خسر رجل دولة لا مثيل له في الوطن العربي والإسلامي.. وكان يختار النخب الذكية والخبرات في السياسة في الأمن في الإستخبارات في المجال العسكري لمساعدته في الحكم ..
على عكس الملك محمد السادس الذي فعلا بعد عشرين سنة من الحكم يظهر بالدليل الملموس أنه لم يتوفق في إختيار رجال وطنيين همهم الأول والأخير خدمة الوطن والمواطنين ، بل يمكن القول عنهم أنهم رجال أعمال في السياسة والأمن والإستخبارات ، كان همهم الوحيد ولازال هو جمع ما أمكن من الثورة التي سيتركونها حين تتوفاهم المنية , وخلق لوبيات في جميع مؤسسات الدولة المغربية السياسية منها والإقتصادية والإعلامية والحقوقية والإجتماعية ..
تجد مستشار تابع لوكالة الإستخبارات الأمريكية و آخر للمخابرات الفرنسية أو الإسبانية وآخرين مرتبطين بدول خليجية أعلنت الحرب مؤخرا على المملكة المغربية ..
لهذا ، المفروض على الملك محمد السادس أن يقف وقفة تأمل مع نفسه ولوحده مع رجاله المخلصين بمحيطه الملكي للقيام بمراجعة سياسية شاملة لطريقة حكمه التي إنطلقت في شهر يونيو 1999 لمعرفة الأخطاء الكبيرة التي أرتكبت سواء على الصعيد السياسي أو الإقتصادي أو الإعلامي أو الحقوقي أو الإجتماعي وهي عديدة لا حصر لها ، لأن ضغط النظام على الشعب المغربي بهذه الطريقة الأمنية الوحشية والإستبدادية ستجعل المغاربة يكفرون بالملكية ..
عظمة الملك الراحل الحسن الثاني رحمة الله عليه كانت تتجلى حين قال بكل شجاعة في كتابه ذاكرة ملك : بأنه أخطأ بنسبة 60 % في إختيار مستشاريه الذين كانوا يساعدون في تسييروإدارة الملك و الحكم ، أي أنه أصاب فقط بنسبة 40% ، فيا ترى ما هي النسبة المئوية التي نعطيها للملك محمد السادس في إختيار مستشاريه المقربين منه ورؤساء الحكومة المغربية المتعاقبة طوال العشرين سنة الماضية ؟؟
يتبع…
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
……………………المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد )
…………………….رئاسة الحكومة
…………………….الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشباب والرياضة
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
…………………….وزارة الجالية وشؤون الهجرة
…………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج