المهاجر المغربي الإيطالي “م. خ .” يحكي قصة إستغلاله الشنيع لقرابة سنتين من طرف “مصاص الدماء ” صاحب وكالة نقل الأموات المعروف بالديار الإيطالية ، ساعات طويلة من العمل دون مقابل مادي قانوني ، ودون تأمين أو ضمان إجتماعي ، وجرائم للأخلاقية لا حدود لها !!
فرحان إدريس..
في الأيام الماضية أثناء تصفحي لموقع التواصل الإجتماعي، الفيسبوك ، لمعرفة ما يروج فيه من أخبار حول الوضع الجديد بافغانستان ، وسيطرة حركة طالبان على السلطة بالعاصمة كابول ..
ومعرفة كيف ستتصرف مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ؟؟ ، تويتر ، اليوتوب ، غوغل ، مع الحسابات التي أنشأتها طالبان للتواصل سواء مع المواطنين الأفغان أو مع المجتمع الدولي بشكل عام ..؟؟
لفت إنتباهي الرواج الكبير للمقالات الأخيرة حول ما يقوم به أصحاب وكالات نقل الأموات بالديار الإيطالية بدون إستثناء ، والإنتهاكات الخطيرة التي يقومون بها سواء في حق الأموات أو في حق أفراد اسرهم وعائلتهم ..
ونظرا أنه في الساعات الأخيرة هاتف الإدارة العامة لموقع ” الشروق نيوز 24 ” لم يتوقف عن الرن لكثرة الإتصالات بالليل والنهار ، من نساء ورجال كانوا ضحايا لصاحب وكالة نقل الأموات ، الملقب من طرف أفراد الجالية المغربية “بمصاص دماء ” المهاجرين المغاربة المقيمين بالديار الإيطالية..
لهذا ، كان لابد من زيارة رسمية لمدينة كريمونا بجهة لومبارديا ، للقاء المهاجر المغربي الإيطالي المدعو م. خ . الذي إشتغل كسائق لنقل جثت الموتى متنقلا بين المستشفيات والمطارات الموجودة بمختلف الجهات الإيطالية لأكثر من سنتين ..
العمل كان يبدأ من الساعة 05.00 صباحا وينتهي حتى التاسعة أو العاشرة ليلا ، أكثر من 18 ساعة مقابل 50 أورو دون تأمين أو ضمان إجتماعي ، والدفع يكون غالبا ليس كل يوم ، بل راجع لمزاج صاحب وكالة نقل الأموات ، سنتين أو أكثر من العمل المتواصل متنقلا بين المدن والجهات الإيطالية ، على الأقل كانت أربع أو خمس جنازات كل أسبوع ولاسيما من القنصلية العامة لفيرونا التي كانت تمنح كل الجنازات الأسبوعية لهذه الوكالة خصيصا ، لأنه كان يدفع عن كل جنازة 400 أورو ، يمررها له بالمناسبة بأمر مباشر من القنصل العام السابق بفيرونا نزهة الطهار موظف تابع لوزارة الشؤون الخارجية كان مكلفا بمصلحة الأموات والحالة المدنية ..
قصة البزنس في مصلحة الأموات بالقنصلية العامة بفيرونا ، سنرجع إليها بالتفاصيل في المقالات المقبلة تحت عنوان ” ثلاثي البيع والشراء في جثت الموتى المهاجرين المغاربة ، صاحب وكالة نقل الأموات ، الموظف المنحدر من مدينة تازة ، القنصل العام السابق بفيرونا ، نزهة الطهار ”
طوال هذه الفترة الزمنية من العمل خارج القانون ، ودون التغطية الصحية ولا تأمين ، تعرضت خلالها لحادثتين سير على الطريق واحدة في مدينة بيرغامو، التي يحضرني فيها قصة حزينة اللإنسانية بكل المقاييس ، بحيث أن صاحبنا بمجرد أن قام بدفن أحد المهاجرين المغاربة الذي كانت لديه زوجة صغيرة السن جميلة الشكل والمظهر ، التي بعد الجنازة مارس معها الرذيلة الاخلاقية دون مراعاة الظروف الإنسانية والإجتماعية التي تمر بها ..
وحادثة السير الثانية وقعت ببلدية روبيكو دوليو ، ” Robecco D’ ‘oglio ” حين كنت ذاهبا لأخذ صاحب وكالة نقل الأموات من محل إقامته ..
في الأولى حصل على شيك بمبلغ مالي يقدر ب 1600 أورو دون أن يعطيني ولو أورو واحد ، وفي الثانية تواصل مع الإيطالي الذي كان في حالة سكر طافح وضربني بقوة من الخلف .
رغم أنه في كلتى الحالتين كنت أنا السائق ، وقدمت أوراقي ورخصة السياقة لوكالات التأمين المعنية التي أرسلت له التعويضات المالية التي لا أدري كم كانت في حقيقة الأمر ؟؟
يعني سنتين من أبشع الإستغلال اليومي من ساعات العمل ، التي تتعدى في أغلب الأوقات والأحيان 20 ساعة الملئية بمخاطر حوادث السير المفاجئة على الطريق ..
وما يحز في نفسي ، هو أنني لم أستطع رفع دعاوي قضائية ضده لأسباب أخلاقية لأن أبناءه ينادونني بعمي ، وأكلت طعامه عند زوجته المحترمة ، على العكس هو لا يحترم لا الطعام والدم ولا الصداقة ، وعجبت حين رأيته كتب على صحفته الشخصية على الفيسبوك ، بأنه سيذهب إلى القضاء الإيطالي لأنك كتبت عنه الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ..
وليكن في علمك أستاذ ، هناك العديد من ضحاياها الذين سلموني تسجيلات صوتية يحكون فيها ما تعرضوا إليه من نصب وإحتيال ، وطلبوا مني بإلحاج إعطاءك إياها أيها الصحفي الجريء ، الملقب من طرف أحد مستشاري القنصلية العامة بميلانو صديقه الوفي ، بمول ابريشيا ”
ولا يفوتني هنا ، ذكر قصة مؤلمة تعرضت إليها أثناء عملي معه ، أنه في إحدى الأيام طلب مني تقني كهربائي لإصلاح له جرس المكتب الموجود لديه بمدينة كريمونا ، وفعلا أتيت بصديق لي محترف في المهنة ، لدرجة أن شركته التي يعمل معها كانت قد أرسلته للعمل بالولايات المتحدة الأمريكية ولدولة الإحتلال الإسرائيلي ..
وفعلا ، التقني الكهربائي قام طوال ثلاثة أيام متتالية بعمل جبار أصلح فيه كل شيء كان معطوب ، وجعله بحلة جديدة لا تخطر على بال أحد ..
لكن المصيبة الكبرى ، هو أن هذا المهاجر المغربي بعد مرور أكر من سنتين لم يحصل لحد الآن على المبلغ المالي مقابل عمله ، وحين كنت ألتقي به كان يظن أن صاحبنا أعطاني النقود وأنا وضعتها في جيبي ، ولهذا في إحدى المرات ناديت على هذا التقني ، وإتصلت بشكل فوري بصاحب وكالة نقل الأموات ليعرف الحقيقة بأذنيه ، وأكد له أنه سيتصل به لاحقا في الأيام المقبلة ليؤدي له ما يستحقه ، لكن كعادته لم يتصل بالتقني الكهربائي وأكل عليه حقه ..
نقطة أخيرة ، هو أنه حين إشترى المكتب الجديد ببلدية بانيولو ميلا ” Bagnolo Mella ” طلب مني تحويل كل محتويات مكتب كريمونا إلى المقر الجديد للشركة بنواحي مدينة ابريشيا ، 15 يوم من العمل المتواصل طوال النهارصحبة واحد من أبناءه من أجل جمع الكتب في صناديق من الكارتون العائد لسوق ” Iper COOP ” الذي أخذته خلسة من مكان الأزبال بشكل غير قانوني ، لأن البلدية هي تسحب عادة هذا النوع من صناديق الكارتون ، ولهذا في إحدى المرات وأنا آخذ صناديق الكارتون وقفت فوق رأسي دورية للأمن البلدي
” Polizia municipale ” وقالت لي ماذا تفعل ؟ لا يمكنك أن تأخذ هذه الكاراتين لأنها قانونيا من حق بلدية كريمونا ، فإضطربت أمام رجال الأمن البلدي ، وكنت أظن أنهم سيعطوني ذعيرة مالية كبيرة ، لكن قدر الله ما شاء لطف بي وتركوني أذهب لحالي ..
وحين تم جمع كل شيء ،ناديت على أحد المهاجرين المغاربة الذين يتوفرون على سيارة كبيرة الحجم لنقل البضائع إلى المكتب الجديد الموجود بإحدى البلديات خارج مدينة ابريشيا ..
ثلاث رحلات ذهابا وإيابا مع مع تحميل الصناديق وتفريغها في كل مرة ، عمل شاق بكل المقاييس ، وإستغلال أبشغ لمهاجرين مغاربة عاطلين عن العمل ، وفي نهاية العمل أعطى لهذا السائق 300 أورو التي تعد أدنى أجر يمكن أن يعطيه صاحب شركة يربع المئات الآلاف من الأورو شهريا ، لأنه لو نادى على إيطالي للقيام بهذا العمل لطلب منه على الأقل ما بين 600 إلى 1000 أورو ..
أما أنا فقال لي نتواصل على الهاتف غدا ، كان آخر لقائي بيني وبينه ، لأنني كنت سأذهب إلى المغرب بعد يومين ، هاتفته عدة مرات طوال النهار والليل ، لكن مع الأسف لاجواب ؟؟
ذهبت إلى الوطن دون أن آخذ ما استحقه من عملي معه ، ماذا يمكنني أن أقول عنه ؟ فعلا كما يقال عنه هو بين أوساط أفراد الجالية المغربية المقيمة باليار الإيطالية هو :
مصاص دماء المهاجرين بإيطاليا ..مصاص دماء المهاجرين ..
وأختم بالمناسبة بالشكر الجزيل للإدارة اللامحدود للإدارة العامة لموقع ” الشروق نيوز 24 ” التي تفتح المجال لأصوات المظلومين من مغاربة إيطاليا والعالم ، وتفضح الفاسدين والمفسدين في كل مكان مهما كانت مناصبهم ..
وماذا اقول ؟؟ ..أرفع يداي إلى السماء …وأتوجه لله سبحانه وتعالى بالقول : حسبي الله ونعم الوكيل فيه …حسبي الله ونعم الوكيل فيه …
يتبع..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch