حسين فتيش…إسبانيا ..
في خرجة إعلامية مشبوهة ومحبطة لكل الآمال , التي كانت تعقدها الهيئات والفعاليات الحقوقية وأصحاب النوايا الحسنة من مغاربة الداخل والخارج على إنخراط ومشاركة القوى التقدمية من المشهد السياسي، إلى جانبها في معركة تحقيق الإنفراج في ملف المغاربة العالقين خارج الوطن، الذين تصر السلطات المغربية على رفضها فتح حدود الوطن لهم وتمكين المئات من المتواجدين منهم سواء في ضيافة مؤسسات المجتمع المدني لكل من مدن سبتة ومليلية..
و كذا العالقون بالعديد من البلدان الأجنبية منذ أن إتخذ المغرب قرار إغلاق الحدود وإلغاء كافة الرحلات البرية والجوية اتقاء انعكاسات جائحة الكوفيد 19…
أبى النائب البرلماني عمر بلافريج إلا أن يغرد خارج السرب ، ويقف موقفا معاديا للمطالب العادلة والمشروعة المواطنين العالقين .. و متماهيا إلى حد التطرف مع وجهة نظر السلطات المخزنية ، وداعما لأطروحاتها الواهية والبعيدة عن الواقعية، التي تسعى لأن تبرر بها مواصلة إغلاق الحدود وترك مواطنيها عالة على الدول التي يتواجدون بها، وعالة على المنظمات الحكومية التي تأويهم وتطعمهم كلاجئين أو “مبعدين ” كما أصبحت تصفهم تيارات اليمين العنصري بإسبانيا…
عمر بلافريج قال بالحرف أنه من المستحيل إعادة المغاربة العالقين قبل شهر رمضان، لأنه هناك ثلاثة ملايين من المغاربة يريدون الدخول إلى وطنهم….. والسؤال الذي نَوجهه للنائب اليساري الذي طالما” دانا فكوروسة الليل” بعنترية البعض من خرجاته” المتمردة” ومواقفه الراديكالية، كادت أن تجعلنا نصنفه خارج بنية الدولة العميقة..
هل تعلم أنك بمعارضتك لدخول المغاربة العالقين، أنت بصدد ضرب عرض الحائط بحق هؤلاء المواطنات والمواطنين الحاملين للهوية المغربية في حرية التنقل وحرية الخروج من حدود الوطن والعودة اليه متى شاؤوا…
ذلك الحق المكفول من قبل الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، كالإعلان العالمي والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما أن حق المواطن المغربي في الدخول والخروج من وطنه متى شاء منصوص عليه في الدستور المغربي ولا داعي للخوض في تفاصيل مواد أنت ادرى بها منا ؟
وهل تعلم ياسيادة النائب المحترم أن مرسوم الحجر الصحي والطوارئ الصحية الذي أصدرته حكومتكم الرشيدة يقيد حرية المواطنين في التنقل داخل الوطن ، ولا يسري على حرية الدخول والعودة إلى أرض الوطن من الخارج ؟
كان أملنا كبيرا في أن يكون حزبكم بمثابة نقطة ضوء في بحر من الظلمات، في مشهد سياسي خنوع و منحاز و متواطئ، نجحت فيه السلطات المخزنية في تطهير المؤسسات من كل العناصر الوطنية المشبعة بالفكر الوطني التقدَمي، مستخدمة آلياتها التقليدية في ممارسة التطويع وسياسة التمييع وبيداغوجية التجويع . …. وها أنت تسقط القناع عن حقيقة مؤلمة أزاحت عن أعيننا الكثير من الغشاوة والغبش، لنعي حقيقة أن أبناء عبد الواحد كلهم واحد ….
” كل التضامن مع الأستاذ المحامي منصف السعيد، المضرب عن الطعام بمدينة سبتة، حيث يوجد عالقا هو ووالدته المريضة.”